أحمد ابن عبد ربه - أتقتُلني ظُلماً وتجحدُني قتلي

أتقتُلني ظُلماً وتجحدُني قتلي = وقد قامَ مِن عينيكَ لي شاهِدا عَدْلِ
أطُلاَّبَ ذحلي ليسَ بي غيرُ شادنٍ = بعينيهِ سِحرٌ فاطْلبوا عنده ذحلي
أغارَ على قلبي فلما أَتيتُهُ = أطالبُهُ فيهِ ، أغارَ على عقلي
بنفسي التي ضنَّت بردِّ سلامِها = ولو سألتْ قتلي وهبْتُ لها قتلي
إذا جئتُها صدَّتْ حَياءً بوجهِها = فتهجرني هجراً أَلذَّ منَ الوصْل
وإنْ حكمتْ جارَتْ عليَّ بحُكمها = ولكنَّ ذاك الجورَ أشهى منَ العَدلِ
كتمتُ الهوى جهدي فجرَّدهُ الأسى = بماءِ البُكا، هذا يخُطُّ وذا يُملي
وأحببتُ فيها العذْلَ حبّاً لذكرِها =فلا شيءَ في فؤادي منَ العذلِ
أَقولُ لقلبي كلَّما ضامهُ الأسى =: إذا ما أبيتَ العزَّ فاصبرْ على الذُّلِّ
برأيكَ لا رأيي تعرَّضتُ للهوى = وأنركَ لا أمري وفعلِكَ لا فِعْلي
وجدْتُ الهوى نَصلاً لموتيَ مُغمداً = فجرَّدتُهُ ثمَّ اتَّكيت على النَّصلِ
فإن كنتُ مقتولاً على غيرِ ريبة ٍ = فأنتَ الذي عرَّضتَ نفسكَ للقتلِ


.

13991798221.jpg
 
أعلى