قصة ايروتيكية عبدالنبي فرج - مريم

ترتدي خمارا وجوان أسود في يدها, وجلبابا أسود, وتقف أمام المرآة, وبقلم الكحل تزجج عينيها, فتتألق عيناها السوداوان، وتسير في الشارع تخايلني, أنا الواقف في الدكان وتشير بعينيها إلى البضاعة، وأنا في أثرها، وبحذر أملِّس على أصابع يديها, تنظر إليّ في غضب مكتوم, فأسحب يدي ولساني يردد أحاديث ومواقف إيمانية، وأنا أسحب الفلوس، أملِّس بأصابعي كف يدها.. تتركني وتسير في الطريق وأنا أتبعها بعين مخيلتي التي لا تترك أي أثر أيا" كان. تسير في الطريق, وكلما رأت شابا تجحظ عيناها وتغريه, لكى يتبعها ولا يمكن أن ينال شيئا"،
فقط يدور حواليها، والبعض تحّول إلى خادم ليظل بالقرب منها. والبعض سقط في هوة الاكتئاب النفسي. أما أنا فأعرف ما سيحدث لي لو اقتربت منها سأتحول إلى قرد يلعب وهى ملكة اللعب والشاطر يفوز، وقدراتي أنا أعرفها.. واحد نفسه ضعيف , من أي قرصة يعيط ، والشكوى المرة من الاضطهاد الذي يقع عليّ في هذا الزمن العَرس ابن الزانية .. وأكيد أن قوة كبرى تشارك في هذه الجريمة, وأن حظي قليل في هذا الزمان والكلام يجيب كلام، فاكر سيدة جميلة وذات حيثية قالت لى : يأ أخى أنت ذكى بس مكاسبك قليلة ليه ..,ومسكت في الكلمة زى ألعلقة .. شوفت .. أنا قلت حاجة ، انت بنفسك قلتيها .. يعنى الحكاية دى باينة زى الشمس. مع أني لو التفت حولي نلاقى كل الناس في هذه البلدة حظها قليل، بعدنا عن الموضوع.السيدة تهرب من منزل الزوجية وتذهب إلى بيت الأب، تخلع النقاب والجلباب وتفك شعرها ، تضرب نسوة الأخوة على أردافهن: إيه يا بت، جرى إيه
أمبارح
وتكبس عليها، هذا الطقس يصل حد النشوة إلى أن تدخل الحمام ويد زوجة الأخ تتجول ، تدعك في نعومة وماء دافيء ينزل من الدش، تغفو ويتراءى لها الناجي وقد مزق أمامها، وبعد الأربعين كان عليها أن تتزوج من لا تحب وتترك الفارس يدور حولها. الصغير كلما اقتربت منه يلتصق بالحائط وكأنه قد رأى عفريتا" وفى الليل يتركني ويسرح على الشاطئ، يلم القواقع ويفرح بفرقعات ورد النيل تحت قدمه. يذهب إلى بيت الشيخ محمد النجار , وعندما سألتني حماتي عن الأحوال قلت:لاشى. اتنطرت حماتي وسحبت الطرحة من على السجادة:
الواد مربوط.. الأعادي كثير
وسافروا به على الشيخ شبل في كفر داود، والأحمدي في أشمون والشيخ سالم في وادي النطرون , والأب قرقر في كنيسة أتريس وحموه في نص الليل في بحر جارى وغسل له جسمه بالرجلة وطلبوا منى أن أدهن عضوه بماء ورد مدقوق فيه حب عين العفريت ومستكه تركي. ولا اثر ، مريم بكت، جسد جميل تحت ظلال بيت موبوء، نظرت إلى جسدها، فرحتها، انقلب عليها، وناصف الفارس يدور حول الشقة ويدخن في شراهة ويتلصص عليّ من خلال شيش الشباك، وأمقته أمقت خوفه منى ماذا لو صعد الآن لن يحدث شيء؟ سيمر كل شيء بسلام يخاف من صوتي العالي وجبروتي المتصنع. أنا هشة أضعف مما هو متصور كل هذا قناع وأرى نفسي، أجري في الشوارع مجنونة يطاردني الصغار، أحمل شوالا" من الخيش على ظهري، وسخة, القمل يسرح فيّ، يجب أن أخرج ولكن هل سأستطيع ، فتحت الشباك ونظرت إلى الكون والصمت الذي يغلفه، وستارة من البخار تضفى على الكون غموضا يصل حد الرعب . أغلقت الشباك وخلعت النقاب وقررت أن تنام .



.
Odalisque, Gustav Karl Ludwig, 1823-1884

صورة مفقودة
 
أعلى