سمر عبده - دليل الإجابة على أسئلة أبنائنا الجنسية

لا توجد طريقة واحدة أو نموذج منفرد للرد على أسئلة الأطفال عن الجنس، فالقيم وأنماط التربية تختلف من أسرة إلى أخرى ومن حق الأهل أن ينقلوا قيمهم الشخصية لأطفالهم، وهم أيضاً، المبدعون في ابتكار الأساليب الأفضل للتعامل مع أطفالهم لأنهم الأقرب إليهم والأكثر معرفة بهم. والنماذج المرفقة هي محاولات من بعض الخبراء لوضع نماذج للرد على الأسئلة المتكررة في الأعمار المختلفة، ولكم جميعاً حرية الإبداع والابتكار في الرد على هذه التساؤلات.
ولكن أولا يجب توفير المعلومات الكافية عن موضوع التربية الجنسية للأبناء، وفق الشروط التالية:
- أن يكون مناسباً للمرحلة العمرية ولتطور الطفل.
- أن يتوازن بين اهتمام الطفل الجنسي والاهتمامات الأخرى.
- أن تكون هناك حدود وخطوط إرشادية حول المساحة الشخصية الملائمة والاقتراب والقرب في المكان والزمان واللمس الذاتي.

محددات هامة للإجابة عن أسئلة الطفل؟
- الابتعاد عن اتهام الطفل بقلة الأدب والحياء.
- الاكتفاء بالخطوط العامة دون الخوض في التفاصيل إذا اكتفى الطفل بهذه الإجابة.
- التدرج في تقديم المعلومة للطفل حسب المرحلة العمرية التي يمر بها.
- تجنُّب الكذب أو إعطاء معلومات خاطئة للطفل.
- إذا سألك طفلك سؤالاً غريباً وأنت غير ملم بإجابته، عليك أن تؤجِّل الرد عليه، حتى الاطلاع على الإجابة وتقديم الرد العلمي الصحيح بعد ذلك.
- إذا سألك الطفل أي سؤال فهذا يعني أنه جاهز للإجابة، وعليك إشباع احتياجه في المعرفة.

نماذج أسئلة الأطفال من (3-6) سنوات، وكيفية الرد عليها:
1ـ ماما أريد أن أتزوجك؟ بابا أريد أن أتزوجك؟
من المفضل عدم الاستهزاء بهذه المشاعر، فعندما يقول الطفل لأمه "أريد أن أتزوجك" فكل ما يبتغيه هو التعبير عن حبه لها، لذا من المفضل، أن تؤكد الأم للطفل، أنها تحبه كما يحبها وتزيد "أنا متزوجة من أبيك، عندما تكبر ستجد امرأة بعمرك فتتزوجها".
"
يوجد جزء بجسم أمك يسمى البويضة، يوجد في مكان آمن يسمى الرحم، أقمت فيه أنت بأمان تأكل وتشرب حتى خرجت إلى الحياة

"

2- من أين يأتي الطفل؟
من الأفضل للأم أن تقول، إنه يأتي من بطنها، ويكبر فيه الطفل إلى أن يصبح جاهزاً للخروج، نتوقف هنا إلى حين يسأل الطفل: من أين يخرج؟

3- من أين يخرج؟
تأتي الأم بدمية وتشرح للطفل، أن هناك فتحة لخروج الطفل وتدل الأم على وجودها على جسد الدمية. إذا كان السائل طفلة ربما تسأل، هل أنا لي واحدة منها؟، طبعاً كل الفتيات لهن نفس الشكل كي يصبحن أمهات.

4- ماذا تأكل الأم حتى يصبح لها طفل في بطنها؟ في هذه الفترة يربط الطفل الغذاء بحالة انتفاخ البطن عند الأم، هل ابتلعت شيئاً كبيراً مثلاً؟
الأم أو الأب: إن الطعام يذهب إلى المعدة إلى جيب غير جيب الطفل، لذا الأم لا تبتلع شيئاً حتى تأتي بالأولاد.

أسئلة الفترة من (6-12) سنوات
1- كيف أتيت إلى الحياة؟
الرد الأمثل: يوجد جزء بجسم أمك يسمى البويضة، يوجد في مكان آمن يسمى الرحم، أقمت فيه أنت بأمان تأكل وتشرب حتى خرجت إلى الحياة.

2- ماذا تعني "الدورة الشهرية"؟
قد يسمع الطفل أو الطفلة عن الدورة الشهرية من التليفزيون أو أي وسيلة أخرى، وقتها يكون الرد الأمثل: تغيرات تحدث في رحم الأم حتى تعرف إذا كان هناك طفل في بطنها أم لا؛ حتى تأخذ حرصها.
وينصح بإعطاء المعلومات الخاصة بالدورة الشهرية للأطفال في سن الثامنة أو التاسعة، للفتيات، تجنباً لما قد يصيبهن من خوف أو فزع عند البلوغ.

3- لماذا يوجد اختلاف بين جسم الولد والبنت؟
الرد الأمثل: خص الله البنت حين تكبر بولادة الأطفال؛ لذلك يختلف تكوين جسمها عن الأولاد.

حوار مع الطفل من (8-12) سنوات
ضع خطة مسبقة مع ابنك تحدد فيها اليوم والأسبوع والمكان الذي ستفتح معه هذا الحوار.
كلما استطعت أن تربطه بمناسبة ما، مثل عيد ميلاده مثلاً، كلما كان الأمر أكثر تشويقاً. حاول أن تستخدم طرقاً تزيد من حماسته. ونعرض هنا لهذا الحديث المباشر الذي قد تودّ أن تنفذه في جلسة واحدة أو في عدة جلسات، وإليك اقتراحاً للبدء:
"
وينصح بإعطاء المعلومات الخاصة بالدورة الشهرية للأطفال في سن الثامنة أو التاسعة، للفتيات، تجنباً لما قد يصيبهن من خوف أو فزع عند البلوغ

"

أبدأ بسؤال بسيط، مثل: تُرى أيُّ نوعٍ من الناس يمكن أن يكونوا آباءً وأمّهات جيّدين؟
الابن: الأشخاص الذين يحبّون الأطفال ويعتنون بهم جيدًا؟
الأب: هل يهمّ أن يحبَّ الأب والأم بعضهما بعضًا؟
الابن: نعم، مهم جداً.
الأب: لماذا يُعدّ هذا الأمر مهماً؟
الابن: لأن الأطفال يحتاجون للحب ودفء العائلة.
الأب: كيف تعبِّر عن حبِّك للناس؟
الابن: بالكلام، بالأفعال اللطيفة.
الأب: هل يمكن أن تعبِّر عن حبِّك لأحد الأشخاص بطريقةٍ جسديّة – بجسمك مثلاً بذراعيك أو شفتيك؟
الابن: نعم أستطيع أن أقبِّل الآخر أو أحتضنه.
الأب: بالتأكيد. وإن أحبَّ رجلٌ وامرأة بعضهما بعضاً، فأي نوعٍ من القُبل سيقبِّلان بها بعضهما بعضاً؟
الابن: (قد يحتاج المساعدة للرَّد) أطولُ وقتاً وأكثرُ رومانسية.
الأب: صحيح يا عزيزي. والآن هل تعلم أنّ هناك حضناً أكبر وأفضل يمكن للزوج والزوجة أن يمارسانه معاً؟ إنه حقاً يجعلهما يشعران بمشاعر جميلة مليئة بالحب نحو بعضهما بعضاً، وهذا النوع الخاص من الحضن هو الذي يحتاجه الطفل لينمو داخل الأم. أليس هذا رائعاً؟ (يتابع الأب كلامه)
إننا نطلق كثيراً من الأسماء على هذا الحضن الخاص. أظن أن أفضل اسم له هو "ممارسة الحب معاً" لأن الرجل والمرأة يجب أن يحبَّا بعضهما بعضاً جداً جداً قبل أن يمارسا هذا الحضن الخاص. لأنه طريقة للإفصاح عن مدى حُب أحدهما للآخر. في أحيان أخرى يطلق عليه بعض الأسماء البذيئة، مثل... هل سبق لك وسمعت أيّاً منها؟ كيف شعرت عندما سمعتها؟
الابن: نعم، وقد شعرت بالخجل.
الأب: وماذا أيضاً؟
الابن: وبالخوف أيضاً.
الأب: عندما يستخدم الناس مثل تلك الألفاظ، فهم لا يفكّرون في الجنس على أنّه لذّة جميلة ورائعة، ولا يعرفون معناه الحقيقي. كذلك الأطفال عندما يرددون تلك الكلمات، فإنّهم يحاولون أن يبدوا كباراً. لكن الحقيقة هي أنّهم يجهلون ما تعرفه أنت الآن عن الجنس. إنّهم يعرفون القليل عنه ولا يعلمون مدى خصوصيّة هذا الأمر.
قبل اليوم المحدَّد لبدء الحديث، اختر كتاباً مناسباً يحتوي على صورٍ علميّة مفصّلة دون خجل لتساعد في إيضاح الأمر. (طبعاً تأكد أنّ المعلومات التي فيه، صحيحة علمياً).

اقرأ أيضا:كيف اكتشف تعرض أطفالي للتحرش؟

نماذج لإدارة الحوار حول القضايا الجنسية للأطفال من (4-7) سنوات
الابن : من أين جئت يا أمي؟
الأم : عندما يحب أبوك وأمك بعضهما بعضاً فهذا ينتج عنه طفل.
الابن : لكن كيف؟
الأم : هذا الأمر كالمعجزة ويشبه السحر العجيب والجميل، الذي لا يمكن تصديقه. فعندما تصل سنّ الثامنة سوف أقول لك كل شيء عنه.
غيّري الموضوع بعد ذلك إلا إذا وجدت أن الطفل مضطرب أو قلق، وهذا عادة يحدث بسبب أنه سمع شيئاً من الخارج جعله مصمماً على المعرفة. فإن كان الأمر كذلك جسِّي نبضه لتعرفي ما الذي قد سمعه أو ما الذي حدث. إن اتَّضح أن الأمر كله كان عبارةً سمعها من الخارج ولم يفهمها، فاشرحيها له بأفضل طريقة ممكنة ثم قولي "هذا هو أحد الأشياء فقط في هذا الموضوع، ولكن سنتحدث بتفاصيل أكثر عندما تصل الثامنة من عمرك".

نموذج حوار كيف يحمي الطفل نفسه
الأب: أريد أن أحدثك عن أمرٍ، لأنك صرت كبيراً الآن. هناك بعض الأجزاء الخاصة في جسدنا بجانب إنها تساعدنا على التبوُّل، تساعدنا أيضاً على فعل أمور أخرى، خمّن ماذا أيضاً؟ عندما تتم الثامنة من عمرك سوف يكون لنا حديثٌ مستفيض أكثر خصوصية، مثل الكبار. وسوف تُدهش مما يستطيع الكبار فعله بأجزاء جسدهم الخاصة.
والآن نحن لا ندع أيَّ شخصٍ يلمس هذه الأجزاء الخاصة بنا، أليس كذلك؟ أتفهم ما أعني؟
الابن: نعم
الأب: في عائلتنا نقوم بتقبيل واحتضان بعضنا بعضاً، فكيف تشعر حيال هذه اللمسات؟
الابن: أشعر شعوراً جيداً.
الأب: بالطبع نعم، هذا يدعى تلامساً جميلاً. كيف تشعر عندما يربِّت أحد أصدقائك على كتفك ويشجّعك؟
الابن: أشعر بالفرح والامتنان.
الأب: ماذا إن قام أحد الأشخاص بلمس أجزاء جسدك الخاصة بك؟
الابن: سأشعر شعوراً سيئاً جداً وسأشعر بالخوف.
الأب: جيد جداً. إذاً هذه هي اللمسة السيئة التي يجب أن تتجنبها. فماذا إذا قام أحد الأشخاص بلمسك في هذه المناطق، ماذا ستفعل؟
الابن: سوف أصرخ وأركض وأقول له: لا تلمسني هكذا. وأركض إليك وأقول لك كل شيء.
الأب: هذا صحيح. ولكنّك ستجد العديد من الأشخاص يلمسونك لمساتٍ جيّدة ومشجّعة سواء من أفراد عائلتنا أم من أقاربنا أو أصدقائنا أو أصدقائك. اعتمد على شعورك. إن شعرت بشيء من القَرف أو الخوف أو المضايقة، فأنت تعرف ما ينبغي عليك أن تفعل.



* عن العربي الجديد

.
 
التعديل الأخير:
أعلى