عبد الوهاب الملوح - السيدات الجميلات

يرتِّبن شؤون الرغائب؛
:يفتحن شبابيك غلّقها النسيان؛
:يفرشن سجَّادة طرَّزها الدفء بأنامل اللهفة ؛
:يسفحن ما تعتَّق من نبيذ أسرارهن؛
: يوقدن شموع اللذائذ
هكذا ستضيء الشهوةُ المكان
وكما لو إن الأمر يعنيها
تعربد الستائر وهي تستفيق من نعاسها
بين صحو وسكر
يرسلن لفتاتهن شيقة تضوع بخورا في المكان
لا يستعجلن زمهرير الجسد
لا يستعجلن الصعود الى اعالي الانهار
ولا يستعجلن نشيج الماء في الاعضاء
لكل حصته
من التوهج
من التوله
من التدفق
من التدلل
من الانكسار آهة قبل الانبعاث مجددا
طوبى لهن اللواتي يغزلن بمواجعهن فرحة المنفيين
يبخرن الليل بطقوس الغواية
يرسلن آهات اللذة رياحا مباركة
تبرد نار الجسد
وأحضانهن حدائق يرويها
دمع الذين لا يبكون إلا دما واشتعالا
طوبى لهن سيدات أسرار الروح
يرتقن في عزلتهن برد الزمن النزخ بعطر الجسد المقهور
عاريات
كآخر احتمال للبقاء
يذكرن الرجال برجولتهم الزائفة
وأحيانا يداوين فيهم الحيوان المجروح
تباركن اللواتي يمجدهن الحزن
ولا يدعين الصدق والفضيلة والشرف الخ الخ
من مشتقات الأخلاق الفاسدة
طوبى لهن
طوبى لسيدات اسرار الأزمان

.
 
التعديل الأخير:
أعلى