عباس حيروقة - على شرفاتِ قبتكِ

رحماكَ يا وسعَ
السماءْ
يا أيها النهدُ المسافرُ
في يدي
كلُّ المحطةِ تبتهجْ
بوصولِ حلمتكَ
المشعةِ باشتهاءِ
الكزِّ ..والقبلاتِ
يا.. أنتَ المطوّق بي
كما بالياسمين
تضمني.. وتطوفُ
في وجهي ..ضياءْ .
لطفاً بحقِّ الأولياءْ
نارٌ تلفُّ القلبَ
..يرتفعُ اللهبْ
رحماكِ يا مرميةً
فوقي ..
يخشخشني الهواءُ
فتسقطُ الأطرافُ
في سكرٍ وينعصرُ
العنبْ
* * *
سفرٌ كما الأسفارِ
من بدءِ الزمانْ
أم قصّةٌ من ألفِ ليلة
.. أم أسرّتكِ النديةُ
والطريةُ لفها هول
السغبْ
يا.. من أنا ..؟!
ثملٌ.. وترتعشُ
الشفاهُ المارقات
على مشارفِ
بئركِ ال..
أو فوقَ حلمةِ نهدكِ
المركونِ في كفّي
غماماً....
كلما أطفأتِ في
جوفي اللهبْ..
تتسارعُ الأعشابُ كي
تدعو الأناملَ لابتداعِ
الرقصِ فوقَ المعبدِ
المصنوعِ من روح ٍ
.. وخمرةِ من سكبْ .
يفنى التعبْ
يا .. من أنا
أو .. من تكونينَ
العشيةَ تحتسي
الكأسَ الذي قد
نال من سكراتهِ
"انكيدو" هذا
الملتحفْ جسدَ الندية
.. كالبلدْ
هي باعدتْ بين
الطفولةِ و الكهولةِ
وانبرت تحكي له
عن صلبها فوق
الجسدْ ..
الآنَ من فوقَ
الصليبْ .. ؟!
من.. ؟! أنتِ أم..
يا للعجبْ
جلجامشُ المحزونُ
يبكي من فقدْ
وأنا أطارحُ انتقاماً
واحتراماً
وابتهاجاً كلَّ
من راحت تهدهدني
تعلمني السباحةَ
والسياحةَ ..والعتابا
والطربْ.
فقرأتُ بالنهدِ
المعانق ِ سامق النخلاتِ
أولَ أبجدياتِ
التأمل و الأملْ
وسكبتُ بالدنّ المعتق
قامتي .. وشربتُ
مثلَ الكرمة الأولى
على صلواتِ كرامٍ
يهدهدها بترتيلٍ لكاهنةٍ
تصبّ الكوز مثلي
في خجلْ .
هل من .. عجبْ ..؟


* عباس حيروقة


.
Maria Tagliapietra

محمد حجيري
 
أعلى