إبرهيم حسو - أحمرّ ثوبك

* إلى سعدية
ثوبكِ
لهبُ الشجر
حمرةُ الأرض في بدايتها
صلصالٌ من زجاج يتشوّق
ويدفع الكلمات نحو الكلمات
الأشدّ ثماراً
الأشد ألماً
ثوبٌ بسيط كنهرٍ مقلوب على ظهره
واضح كغريقٍ يلتهمه نداءٌ بعيد
مستسلم لصوتِ ليلٍ بردان
غلبه ضوء أسود أو ما يشبه لون التراب.
ثوبكِ غموض كائنات تعيش في أقصى حدود عينيك الحقيقيتين.
عراة أو شبه عراة
ساطعات كماءٍ ناعس ملطخ برجليكِ أو ما يشبه يديكِ.
ثوبكِ
حجارة البيت العالية الواضحة
رائحة نباتٍ لا تملّ من لمسها
نبات الرغبة أو ما يشبه صوت الرغبة.
بلا ألمٍ أو شهوة
نسترق طعم اللحم من تحت ثديكِ
نشمّ الضجيج الآسر في فسحة عانتك المرعبة.
ثوبكِ
نهارٌ وقلق بلا أمل.
***
أسمعكِ
بروحكِ المرّة والمعذّبة
بضحكتكِ الضحلة
الحادة
التي تؤلم
التي تشلّ.
***
أسمعكِ
بحركتكِ المرتجفة الغامضة
كنارٍ تضربها نارٌ مضطربة
حركة وحسب تثيرين فيها بريق الشجر ورمادها.
***
أسمعكِ
وأنتِ تحت ظلالٍ خربة
فوق سريرٍ من فجرٍ يتفتق على عجل.
من حرارة فمكِ
أكتشف فيكِ طائراً مجهولاً
بلا تاريخ
بلا سماء.
طائرٌ مصاب بداء الهوس
مجبول من قشور الحب أو ما يشبه الحب.
***
أسمعكِ
في النوم
تفتحين عينيَّ وتملئينهما بالعصافير العميقة
تقرئين السعادة في كفّي
تديرين الكواكب المتهدمة واحداً تلو آخر
بيدٍ صامتة ومفترسة.





صورة مفقودة


إمرأة عارية جالسة
للفنان أميديو موديلياني
 
أعلى