عبد ربه محمد سالم اسليم - قبلات طائشة

( 0 )
وابتسامتها تسبقني
وعطرها
وأنا احتضن زهوها
وشوارع الدموع إيماءتها
" إني عشقت شفتيك " قالها بدلال .. فاتسعت دوائر ابتسامتها وهو يهمس كأنه الفرح الطفولي :" عندما نلبس الليل يرانا المطر " ، والقمر سرير أوتاره شتلات تمشي متلاصقة تحت جنح الندى ... والتساؤل رشاقة الشمس وخفة الصمت كنسمة فوق الروابي والدموع تغرق في سحرها ... وأخذ يردد أهازيج الساقية ... وهرب من وقاره وتجلل بأشعة الشمس الذهبية في غمرة انفعال المطر ... والظل ينسحب من خاطري نحو السرير ... ونحن نطوف حول دموعنا .. والابتسامة خيالنا العذري ...
تمرد على الدموع
تمرد على القلق
تمرد على ...
وعلى كأس الكابتشينو
بالأمس حلمت بك
حلمت بأن أقتحم عوالم الدلتا ليغرق الظمأ في الصدى
والعطش شجرة أرز فاخرة
والصمت يتقهقر في داخلي
فأصب الليل في كأسي
وسريرك ملح الأرض
رأيتك أيقونة
وكان الله حدثني عن الصورة
والشمس أيقونة
وعمن يخفق صوتي أهزوجة
وشمتك فوق ابتسامتي
ظمأ أسطورة
رأيتك وجه صوتي
مذاق البسمة الأولى
فراشات من الرؤيا
تزدحم مثل الليل في شفتي
كجمر الخمرة الأولى
تزين لفظة الحب والعشق في جرحي
وفي قلبي
مساء الخير أقصوصة
رأيت جسمك الممتد أغصانا وأسطورة
والمطر لافتة في زجاج السرير أيقونة ...

( 1 )
وقبلتني ثلاثا .. وأربعا .. وخمسا .. وعشرا .. و ...
( نهر من القبلات )
ودموعها تضئ المساء
والموت يذكر الهوى
كالقلاع
كالرماح
والندى لا يعرف اليباس ...

( 2 )
والسؤال عن معنى الفراش ( بفتح الفاء )
ألم تقبلها تسعا وتسعين قبلة
وثغرها غضب التفاح ؟
ونهدها سيمفونية الحرب والظمأ ...
انفجرت
كنت كالقطة في رقة وصمت ناطق أخضر
تفحصت ذوق ابتسامتي
والسرير يغلي
ويغلي
فهربت إلى عينيها
والشرر طبق حلوى فاخر
والدلعونة ناطقة خرساء
الدهشة تذبحنا
والبرقوق في دمعنا رعد أسود
استدارت كالابتسامة إلى جواري وحضنتني من الخلف والظل ارتوازي
وأنا أغرق كالمطر الجنجي
وعيناها قلق لا مرئي ينضج عصافير زرقاء ...
الابتسامة دوائر ظمأ تتسع كالماء
افترشتني كالسؤال حتى تشبع المطر بالصدى ...
كانت كالنمر تحتضن غضب ابتسامتي والذوبان ينخر وقاري .. فأندمج في رقصة العمر .. في رقرقة العطش لأشاهد شروق الشمس في .. وأصداء لحن الظمأ ...
فنزدحم بالقبلات والموت الأخضر
نتبادل العرين ..
والظل يتكاثف رائحة ياسمين شامخا كالزحام
يبتلع المطر
يجحظ المطر في أحضان عشيقته .. ويختنق كالكعبة بالبلابل فيركض أمام الغبار حتى لا يصدأ .. والصدى ضفائر ذهبية .. فتمسك بمخيلته والليل يفيق سنونو ينصت إلى هواجسه بين اليقظة والحلم ..
يطحن الدموع زهورا ..
يطحن الندى نارا ..
ويطحن الحريق هديلا
والخوف مطرا .. زنجبيلا
فمشت رائحة ياسمين واتجهت إلى بوصلتي بطعم القهوة المحلاة برائحتي ...
وتستلقي بين أحضان ابتسامته
فتتسلل الشمس إلى تفاحاته .. سهول وجنتيه
عاريان يتشابكان
ويتشابكان
يتماسان
يلوذان بالفرار إلى زئيرهما الذهبي
ينشل الأرض من داخلها
يتحسس خصوبة الدلتا ... ورمحه فلاش كالبرق .. ولون العشب رعود .. والشمس تتسلل إلى الدلتا
يحتك الظمأ بالظمأ
وحروف أسماؤهما يتداخلان .. ينصهران عمودا رخاميا يكسوه الصراخ الأزرق
فيغوصان خلايا رائحة برتقال يافا .. جنون العسل المعتق

( 3 )
الريح تربتنا اللهيفة
هل تذكرين الصلاة والشمس في العشاء ؟
والصباح عصفورة الفراش ؟
وأنا المصلوب في أمواج ابتسامتك الخضراء
ورائحة الياسمين تراقص ضفائرك .. حدقات الروح
هكذا ،
نتراشق القبلات
نهدك ينفجر نبع خمر كالثريا
فتغرس في ( بتشديد الياء ) هديلها الدمشقي كالحريق
واللظى عميق
عميق
حبيبتي تناشد الأحلام في ( بتشديد الياء )
وصلاة الحنين
تنسج رائحة زهورها من لعابي
ورحيق صدري
وشعرها الفوضوي مهبط النحل
والجنون الأخضر
برحيقها ،
تمشط خضرة شيب لحيتي الزرقاء
عرينها نبض الميجنا / الموال
فتغرق جنوني بتسانومي ضحكتها
وخصلات وضوؤها .. ضوؤها .. تشدو للفراش ( بكسر الفاء )
جدائل حبيبتي الخيول الزرقاء
رمشها الأثيث
ساقاها لوعة الحرمان
في قدسها الطهور أتمرغ كالضوء في جسارة السهام
ورمحي في قيدها يراقص الجنون والآصال ...


12 / 1 / 2014م

* عن موقع الف لحرية الكشف في الانسان والكتابة


.

صورة مفقودة

Emile Vernet Lecomte.
 
أعلى