عدنان الفضلي - ابنة الماء والشرر

إيه سيدتي ..
أعلم انك لا تطيقين عبثيتي
ولا ندف الثلج التي تغطيك بعد منتصف الليل
وأعرف انك ابنة الذي تحت جلدي
الممسك بتلابيب الجنون الذي يعتليني
وأشهد انك تصلحين للبقاء بين الشك والبلوى
لكني .. سأبقى أنكر عليك ما تدّعين
حين تخبرينهم بان العشب ما ضاجعك
ولا لامست ثمارك لعنات المطر
لماذا يا صغيرتي كل هذا التزييف ؟
وأنت التي ترتقين السلالم الخضر
تؤدي الى حيث يتجمع الجنود والملائكة
يا طفلتي المليئة بالتناهيد ..
الليلة مواتية لتكبيل الليل وسرقة نجيماته
فلماذا لا تخلعين ترددك ..
وتهرولين لمستقر ينجب الأغاني والتأوهات
ليل ..
ننتبذ فيه مكاناً شقيا
نسامر أنفسنا ونداعب الأمكنة الخافتة
ونتساقط على العشب سكارى
إيه سيدتي ..
أعلم انك مبهوتة حتى هذه اللحظة
ولا تفقهين من هلوستي سوى أصابعي
وإشارات الهذيان المتشدق بنفسه
لكن ..
وإحتراماً للخلجة المخبئة بداخلك
سأسترسل في رصّ الغيوم على كتفك
وصهر الفضة الساخنة على زنديك
كي ترتسم لوحتك أشياء باردة
وقبل أن انتهي من الهذيان
ستكون كل زواياك ملبدة بالشتاء ..
الشتاء ..
الممتنع عن منحك اللزوجة
ما لم تمررين أوسطك بين الفاء والقاف
وتعلنين للعالم - إن البرد لا تنتجه سوى النار
وان جنة الصعاليك .. غاية لا تدرك
الا بتنشيط الأكتاف والركب السائبة
والخلايا .. الماكثة بين الأقمار المنفعلة
تلك التي أعلنتك .. ابنة للماء والشرر ..!!
وبلاد لذة ضيعت وجهها مرتين
مرة .. حين عشقت ارتعاش النبوءة
بين كفي شاعر نزق
وأخرى .. وقت سألت عن اتجاه الريح
برغم ملامستها مباهجه السرية ..
داخل الحانة المرتفعة عن سيقانها
واستقامة النهر النازل من حيث الليل
فهل ستمكثين حيث الغازي..
وشيفرة جنوني التي تتمنعين عنها
وعن فك أزرار قميصها ..
لتسقط قصائد من ماء وشرر

.



صورة مفقودة


Raffaello Sorbi
 
أعلى