أبو أدهم الإشبيلي - يَا أيُّهَا الرَّشَأُ الَّذِي عُلِّقْتُهُ

يَا أيُّهَا الرَّشَأُ الَّذِي عُلِّقْتُهُ = هٰذا زَمانُ الوَصْلِ مِلْءَ الآصِرَةْ.
مَنْ ذَا يَرُدُّ تَعَلُّقِي بِمَرَاكِبٍ = زَرَعَتْ نُجُومًا كَالعُيُونِ البَاصِرَةْ.
كُلُّ الغَوَانِي قَدْ كَتَبْنَ لِيَ الرُّقَى، = إلاّ الَّتِي خَلَعَتْ خِمَارًا، قَاهِرَةْ.
مِنْ بَعْدِمَا كَشَفَتْ خَبَايَا ثَغْرِهَا، = وَتَمايَلَتْ كَالنَّخْلِ، تُرْسِلُ نَاثِرَةْ
رُطَبًا عَلَيَّ كَدِيمَةٍ فِي بَلْقَعٍ. = فَنَزَلْتُ مِنْ رَحْلِي لِبَعْضِ مُعَاشَرَةْ.
وَرَشَفْتُ كَأْسَ الخَمْرِ تُعْصَرُ مِنْ فَمٍ = وَوَلَجْتُ مِنْ بَابِ الخُلُودِ مُبَاشَرَةْ.
وَعَصَرْتُ مِنْ دَنِّي خُلاصَةَ أَضْلُعٍ = فَسَرَى الكَلامُ بِأَحْرُفٍ مُتَنَاثِرَةْ.
حَتَّى حَسِبْنَا الدَّهْرَ فَارَقَ دَأْبَهُ، = وَتَعَثَّرَتْ أَطْرَافُنَا المُتَجَاوِرَةْ.
لَمْ نَدْرِ مَا كَتَبَ الإلٰهُ بِدَرْبِنَا. = مَاذَا نَقُولُ لِأَفْخُذٍ مُتَنَاحِرَةْ؟
فَأَنَا عَلِقْتُ بِنَظَرَةٍ مِنْ شَادِنٍ = وَهِيَ الَّتِي نَصَبَتْ شِبَاكًا خَافِرَةْ.
حُيِّيتِ مِنْ رَشَإٍ بَدَا فِي حَيِّنَا = فَلَكِ الأَرَاكُ وَلِي عِقَابُ الآخِرَةْ.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* عن مخطوطة: الدرّ النفيس من مكائد إبليس


.
 
أعلى