راشِد بن اسحاق - أبكي على الهوى ولذاتي

أَبكي عَلى الهَوى وَلَذّاتي = بِعَبرَةٍ تَشفي حَراراتي
أَبكي عَلى أيرٍ ضَعيفِ القُوى = يَخونُني في وَقتِ حاجاتي
أَصبَحَ رَثَّ الحَبلِ مُستَرخِياً = صَريعَ أَسقامٍ وَآفاتِ
يَنامُ عَمّا يَستَلِذُّ الفَتى = وَنَومُهُ إِحدى المُصيباتِ
يَبيتُ في الصَيفِ أَخا قِرَّةٍ = مِثلَ مَبيتِ الصَرِدِ الساقي
أَوهى قُواهُ ما يُميتُ القُوى = يَومَ تَوَلّى بِصَباباتي
صُبَّ عَلَيهِ كَسَلٌ دائِمٌ = بَعدَ نَشاطٍ وَحَراراتِ
وَفارَقَ اللَهوَ وَأَخدانَهُ = وَصَدَّ عَن أَهلِ المَوَدّاتِ
كَأَنَّهُ لَم يَغشَ فيما مَضى = مَواطِناً غَيرَ ذَميماتِ
مَواطِناً تَعرِفُهُ أَهلُها = بِالصِدقِ فيها وَالمُحاماتِ
يَسطو عَلى القِرنِ غَداةَ الوَغى = سَطوَةَ مِقدامٍ بِها عاتِ
يَكُبُّ صَرعاهُ لِأَذقانِهِم = بِالطَوعِ مِنهُم وَالمُوافاتِ
لا يَشتَكي القَومُ جِراحاتِهِم = وَلا يَخافونَ المَنِيّاتِ
تَسمَعُ لِلأَبطالِ مِن تَحتِهِ = حنينَ أَنفاسٍ وَأَصواتِ
شَبَّهتَهُ فيهُم بِذي إِحنَةٍ = يَفيضُ مِن أَهلِ الحِكاياتِ




.

http://www.iraqitorath.com/الفنانة وسما الاغا_files/image005.jpg
 
أعلى