حامد حسن - المتجردة

أزِفَ التَّرحُّلُ فالمُطَهَّمَةُ العتاقُ الهوجُ تُسَْرجْ
والفاتناتُ الهِيفُ سَكْرىْ الدَّلِّ تَبْسُمُ لِلْمُدَجَّجْ
هذي على قَتَبٍ يُدَغْدِغُها الهجيرُ وتلكَ هَوْدَجْ
والنَّاهِدُ البَطِرُ المُكَوَّزُ دائمُ الوثَباتِ أهوَجْ
وظلالُ أهدابِ العيونِ حقولُ أزهارِ البنفسجْ
والدربُ منْ ألقٍ ومن عبقٍ ومن غزلٍ مُضَرَّجْ
رَِسَمَتْ على الحدقاتِ سطراً مُبهَمَ الكلماتِ أعْوَجْ

***

غصَّتْ لَهاةُ البيدِ بالشُّعْلولِ والهادي تَوَغَّلْ
أزمازمُ اللفحاتِ في الصحراءِ أمْ غَلَيانُ مِرجَلْ
لَسَعَتهُ ألسنةُ اللَّهيبِ فَضَجَّ مَلسوعاً وَوَلْوَلْ
وحسانُ كندةَ جئنَ ماءَ غديرِ جَلْجَلْ
غيد رشاق ميس الأغصان عطل
فرمين بالحبرات واستسلمن للماء المسلسل
حبب طفا في مرشف الكأس المعطرة المبتل
الماء آه الماء يهصرهن مفتونا فيثمل
وورائهن فتى يذوب جوى بمخبئه تململ
شبح بمدرجة العراء يروب في خدر تسلل
خطف الثياب وبين جانحتيه ألذ منهل

***

خرج العذارى من ذراع الماء يثنين الضفائر
اللاصقات على الترائب والمناكب والخواصر
فإذا الفتى يبدو ويرسل شدقه ضحكات فاجر
متحفزا للوثب مشتعل الحشى لهفان ثائر
فصرخن خوفا وارتمين ليتخذن الماء ساتر

***

عطفت أميرتهن والنهدان في الصدر اشرئبا
يأبى لها إلا الخروج إليه عارية فتأبى
حتى إذا هزأ الخليع بكل عاطفة وقربى
خرجت تعثر بالحياء كسيرة النظرات غضبى
ترتج والجسد العري غدا لناظرتيه نهبا



* حامد حسن معروف
ولد في الدريكيش(محافظة طرطوس) في كانون الأول 1915


.
صورة مفقودة


waterhouse, john william
 
أعلى