باسكال عساف - بنات المعاملتين

1
آخر تصرّفاتكِ المتهوّرة:
قيامك وأنا نائم
بسرقة كل الجُبن
من تحت وسادتي
لاطعام ثعالب غيابكِ…
عندما استيقظت بعدها
وجدتني فزّاعة حائرة
في حقول من كلمات أحبّكِ
وكلّها مكسورٌ آخرها…
كان علي لأسكت الغربان
المتحّلقة حولي
أن أجد مبرّراً لفعلتكِ الغبية،
ولكنّني لم أفعل…
وقفت مشدوهاً
فاتحاً ذراعي للذكريات،
افكّر:
من كان له عندي ثأر قديم
فليتفضّل…
والآن
خذوا كلوا من هذا الجسد…
جسدي الذي من قشّ
قابل للاشتعال بسرعة
عند أي احتكاك بنظرات عيونِكِ…
عيونِكِ البريئة
التي علمتني الغناء على الأطلال
في مطلع أي قصيدة،
ثم قلب الطاولة
فوق رأس الشعر…

2
تسألين: أتحبُّني؟
أجيب:
الى الحد الذي أتلقى فيه
رصاصة عوضاً عنكِ..
لا تصدقين،
ترحلين بخفّة…
تدبّرين حتفي،
تستأجرين قاتلاً مأجوراً
يدعى غيابكِ.
تُعطينه اسمي وعنواني،
تقولين له:
اياك أن تخطىء…

ولا يُخطىء،
بطلقة واحدة يرديني،
يتركُني مضرجاً بنسيانكِ…

يذهب اليكٍ، يقول:
تم الأمر،
تقولين:
أخطأت لم يمت،
يقسم أنه رآني أسقط على ظلّي،
بأنه شارك في جنازتي
وسجّل أسماء كل من حضر من النساء،
مشى في الموكب،
وحمل النعش،
حتى أنه في النهاية لم يعد يقوى
على احتمال خسارتي،
انهار وبكى…
لكنك لا تصدقين،

بخفة تعودين…
تحملين رأسي بين أصابعكِ،
تسألين: أتحبّني؟
أجيب:
الى الحد الذي أتراجع فيه
عن موتي،
ولكنك أيضاً لا تصدقين…

وحده الموت
يضرب رأسه على الحائط،
ويصرخ:
صرت لعبة بين أيدي طفلة…

والآن…
ان كنتِ ما زلت لا تصدّقين،
أخبريني
من أين لكِ كل هذه الأزهار؟



.

02.jpg
 
أعلى