لبيبة خمار - الكتابة النسائية وذهنية التحريم، قراءة في الخطاب الإيروتيكي

‘‘وجوه كالدنانير، وأعناق كأعناق اليعافير وأوساط كأوساط الزنانير، أقبلنا إلينا بحجول تخفق، وأوشحة تعلق، وكم أسير لهن وكم مطلق. ‘‘
أخبار النساء في العقد الفريد لابن عبد ربه

مقدمة:
إن الحديث عن الصورة، حديث لايخلو من وهم ومجانبة للحقيقة؛ لأننا لا نرى إلى الشيء كما هو حقيقية وإنما كما نريد له أن يكون. أو كما انطبع في داخلنا، مستفزا أحاسيسنا...مستثيرا إياها للتعبير من خلال حروف وكلمات تخضع هي الأخرى لرقابة المجتمع ولما يحكم العقل من: مواضعات، وأحلام، واستيهامات.
والحديث عن المرأة، أو عن صورتها لا يشذ عن هذه القاعدة. لذلك يعد استقراء الحظاب الذكوري أو الأنثوي حولها مغامرة لا تخلو هي الأخرى من مزالق. ومع ذلك سنحاول ارتياد هذا اليم المتلاطم مرتكزين على نقاط تتقدم كمنارات تقينا شر التيه ومرارة السقوط في قعر لا حد له. وهذه النقاط هي:
ما علاقة المرأة بالكتابة عموما، وبالرواية خصوصا؟
كيف ترى المرأة إلى ذاتـها كتابة؟ أو كيف تكتب المرأة عن المرأة؟ كيف تعبر عن آرائها وأحلامها، عن مساحاتها الـمضيئة والـمعتِمة من خلال الروايـة؟.
ما علاقتها بالمقدس والمحرم؟

1 – عـلاقـة الـمرأة بالكـتابة:
الكتابة رحيل وبحث، رحيل في الذات و استغوار لها، وفضح لمكنوناتها ووطْء لبقاع نائية تستوطنها أحلام سديمية تظهر فجأة وتختفي. فيهرع اليقين لملاقاتها؛ للإمساك بها في علوها وانحدارها مستخدما القلم والحرف.مولدا كلمات تمتلك سر الخلق لقدرتها على النفخ وبث الروح في الأشياء التي غدت لمألوفيتها جامدة وميتة.فتصبح رحلة اكتشاف العوالم الداخلية..رحلة بحث عن الذات واستيلاد جديد لها.يقول جمال الغيطاي:{ لم يكن رحيلي إلا بـحثا عني ولـم تكن هجرتـي إلا مني و في وإلي، كدت أصل إلى أصلي، كدت أنفذ ألى أسرار النار والنور والليل والنهار والشمس والقمر والبرق ونسيم الصبا وخلق الندى والرجع والصدى والغايات وسلمى وليلى واختفاء الشفق وتعاقب الفصول[ ...] رجعت فهان علي أن يتلاشى كل ما رأيت، فعكفت ودونت لعلي آتي مما رأيت بقبس}[1].
فالكاتب حيما يكتب يكون همه الأول أن يعبر عن طموحاته، وإخفاقاته، وانهزاماته الشخصية والكونية، وصدمته في الآخر وفيما كان يعتقد فيه...فحينما تهتز صورة العالم من حوله وتتهشم يقينياته وتتصدع ذاته؛ يلجأ إلى الكتابة ليخلق نوعا من التوازن الجسدي والنفسي. وليرفع دعائم عالم له القدرة على الصمود محققا بذلك بعض الراحة ونوعا من اللذة التي تشبه لذة الولادة والخلق.فتصبح الكتابة فضاء افـتـتان وعشق مارسه الرجل لردح طويل من الزمن والتاريخ يشهد له بأبوته...لكن أن تكتب المرأة الرواية فماذا يعني لها هذا؟
أتكتب رغبة منها في تغيير الـمجتمع ونظمه، التي أعلت من شأن الرجل ومنحته سلطة ضخمت أناه، وجعلته يشعر بأنه الأحسن، وأنه خلق ليسود ويتحكم في مصير من يعتقد أنها غررت به ودفعته إلى اقتراف المحرم وتسببت في إبعاده عن الفردوس؟!
أتكتب الرواية هذا الـجنس المنفتح دوما على الحياة بتبدلاتها وصراعاتها لتعيد الأمور إلى نصابها ضاربة عرض الحائط قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي يؤكد: أن المرأة شر لا بد منه. لتصبح الرواية قدر ابتليت به المرأة، وشر لابد منه مادامت هي الأخرى تحمل علامة التأنيث؟
أ تكتب فقط لمجرد البوح، فلا تعدو روايتها أن تكون :{الغرفة الأدبية الخاصة بالاستعرائيين، المرحاض الأدبي}.[2] الذي تلجه للتفريغ وبـحثا عن راحة ما؟
أتكتب لأنه تم إغواؤها فافتتنت، وأنتجت الرواية التي تعد اشتهاءً ولذة قصوى استأثر بها الرجل على مر الأزمنة وكانت وسيلته للتحرر من أي سلطة، فحاولت، تقليدا، تجريب هذا النوع من اللذة الذي يمكنها بواسطته{ ألا تعتذر أبدا، أن لاتبرر أبدا}.[3] وأن ترتمي بين أحضان لحظة {يسير فيها جسدها متتبعا أفكاره الخاصة، ذلك أن جسدها ليس له نفس أفكارهـا}.[4]؟
أم أن كتابة الرجل عنها كانت قاصرة وعاجزة، أو وضعتها في قوالب جاهزة حكمت عليها بالنبذ و النقص، وجعلتها في أحوج ما يكون في نظرها وفي نظره أيضا إلى الحماية والرعاية والتوجيه والتقريع المستمر؟.
أم لتختلق شخصيات تشبهنها أو تفتنها حنكة، من خلالهن تحاكم واقعا راكدا وتسائل تاريخا طويلا مثقلا بالأعراف والتقاليد والأحكام الدينية، معلنة من خلالهن عن تواجدها و عن ذاتها التي لا تقبل التسطيح ولا التنميط؟.
أم تكتبها أملا في غد أفضل؟...أم رغبة في معالجة الرجل المفتون بالشهوة وحمله على الافتتان بـها ككائن مفكر ؟.
إذا كانت الرواية كونا لغويا يُبدعه الروائي من خلال إقامته لوشائج جديدة بين مكونات عالمه السردي وعالمه الداخلي كذات مفكرة ومعبرة. فإن الناقد عليه أن يقوم باستنطاق هذه اللغة ليكشف عما ضمنه الروائي فيها من أبعاد تتضمن رؤيته للكون ولذاته. فتصبح اللغة رموزا لإمكانيات متعددة تتحدد من خلال السياق. لهذا نرى أنه لا يمكن أن نعرف صورة المرأة من خلال المخيال الأنثوي إلا بالانكباب على لغتها الاستطيقية المعبر عنها سردا، و التي مكنتها من كتابة ليالٍ أخرى من ألف ليلة وليلة.
وإذا ما تجاوزنا السؤال التعليلي الذي سعينا من خلاله إلى محاولة ذكر الأسباب التي حذت بها إلى التعبير عن طريق الرواية، مسلِّمِين بأنها كتبتها هكذا.... ذات يوم، صدفة، كما تولد بقية الأشياء.فلا يبقى لنا إلا محاولة معرفة كيف كتبت المرأة عن المرأة لنحدد هدف الدراسة في :
الوقوف عند الخطاب الأنثوي في الرواية و ذلك بالارتكاز على النقطة التالية:
صورة المرأة المتمردة، نموذج أحلام مستغانمي في "فوضى الحواس.

2 – صـورة المـرأة المتمردة في فـوضى الـحواس:
فوضى الحواس من بين روايات أحلام مستغانمي، والتي تعد مع رواية عابر سرير تكملة لرواية ذاكرة الجسد التي حازت على جائزة نجيب محفوظ سنة 1998، والتي أسالت العديد من المداد؛ فشاعر المرأة "نزار القباني" يرى أن كتابتها اقتحامية ومشاكسة بل ومتوحشة، يقول:"روايتها دوختني، وأنا نادرا ما أدوخ أمام رواية من الروايات. وسبب الدوخة أن النص الذي قرأته يشبهني إلى درجة التطابق. فهو مجنون، ومتوتر، واقتحامي، ومتوحش، وإنساني، وشهواني....وخارج على القانون مثلي. ولو أن أحدا طلب مني أن أوقع اسمي تحت هذه الرواية الاستثنائية المغتسلة بأمطار الشجر....لما ترددت لحظة واحدة"
وقال عنها أحدهم أن رواياتها انتشرت في الوطن العربي لأنها شبقية تضرب عرض الحائط التقاليد، والأخلاق والقيم، لذلك فكتابتها داعرة. كما قال عنها آخر أنه تجيد الكتابة بسيقانها ومؤخرتها.
ولم تحظ رواية فوضى الحواس بنفس الاهتمام الذي حظيت به ذاكرة الجسد لذلك ارتأينا أن نلقي الضوء على بعض ما تضمنته.
{قبل اليوم، كنت أعتقد أننا لا يمكن أن نكتب عن حياتنا إلا عندما نشفى منها. عندما يمكن أن نلمس جراحنا القديمة بقلم، دون أن تألم مرة أخرى. عندما نقدر على النظر خلفنا دون حنين، دون جنون، ودون حقد أيضا. أيمكن هذا حقا؟ نحن لا نشفى من ذاكرتنا. ولهذا نحن نكتب}.[5] لم تشف أحلام من أنين الذاكرة لذلك كان لنا هذا الهاتف الذي يعبر ذواتنا ثاقبا جدار الصمت الذي احتمت به المرأة لسنين خلت. معلنة أن سبيلها للرفض، تحرير الجسد من الرقابة التي مورست عليه وحكمت عليه بالسقوط في بئر العهارة والاسترخاص الروحي، إن حدث واستسلم دون موجب شرعي. فتحريره وصولا إلى اللذة- واللذة تقف دائما في طرف مناقض للسلطة- هو السبيل إلى الخلاص. فقد سمحت لبطلتها بالإنصات في لحظة وهم عشقي واستعداد قبلي للخيانة، لنداء جسدها سامحة بانتهاك حرمته رغبة في الوصول إلى لحظة الانتشاء المنشودة.
والواضح أن الذي لم تنتبه إليه الكاتبة هو أنها جعلت العلاقة بين المرأة والرجل علاقة عمودية؛ طرفها المؤثر هو الرجل بينما الطرف الثاني المتأثر والسلبي هي المرأة،التي تصبح كل أفعالها من هذا المنظور مجرد ردود أفعال {كان رجلا مأخوذا بالكلمات القاطعة والمواقف الحاسمة وكانت هي امرأة تجلس على أرجوحة ربما}.[6] وحتى حينما تستدرك قائلة بأنها كتبت نصا جميلا لأنه يتموقع خارج ذاتها، فلا أحد من الشخصيات حقيقي، وتلك المرأة لا تشبهها في شيء.فهي تعود من جديد لتكرس نفس الثنائية مانحة للرجل كل معاني القوة و العظمة والاختلاف عن الآخرين وعنها بالذات، فكأن حلمها ليس العثور على الأنثى المثالية في داخلها والتي رحلت تبحث عنها كتابة. بل العثور على صورة الرجل المثالي، الذي سيجعلها تتخلى عن قوتها لتتسربل برداء الضعف والتردد تحت نظراته التي ستصيرها شهوة مستعرة. وقد أدهشها أن تكون مسكونة بالرجل حتى في أكثر أحلامها تجبرا وعنادا. لأنه هو، من سيمنحها حق الأنوثة بإيقاظه لأحاسيس مخبئة تحت الجلد، تئن لترى النور متحدية إياها بنزق. وهو من سيمنحها حق التواجد الفعلي. وهو من سيذكرها بعد استباحتها جسديا بأهمية الإخلاص والوفاء. لكن ما لا تعيه المرأة المتمردة أنها ترفض المجتمع بقيمه وترفض الرجل رمز السلطة الذي امتلكها جسدا لا روحا، فتسعى للانتقام منه والتمرد عليه بخيانته.لكنها لا تتحرر من الرجل إلا عبر الرجل ! فما قيمة هذه الحرية المحصل عليها بجعل الجسد سريرا عابرا، يعبره رجل عابر؟ تقول أحلام:{أنا لم يحدث يوما أن تعرفت إلى رجل يشبه هذا الرجل، في نفوره الجذاب، وحضوره المربك، رجل يغشاه غموض الصمت والتباسه، وله هذه القدرة الخرافية على خلق حالة من الارتباك الجميل}.[7] رغم هالة التمرد التي حاولت أن تحيط بها شخصية الأنثى فقد كرست فكرة أنها مصدر للمتعة، حتى لو اعتبرت الكتابة وسيلتها للمواجهة.لكن السؤال المطروح:مواجهة من؟ مواجهة الرجل، أو الأنظمة السياسية المهزومة التي دمرت قسنطينة ..المدينة، الحلم؟ أم مواجهة ذاتها المهزوزة التـي لا تشعر بالسعادة إلا في ظل رجل يقهرها بقوته وجبروته:{تمنيت أحيانا، لو أنه مارس الحب معي دون أن يخلع بذلته تلك، فتح له طريقا إلى قلبي بالقوة. فقد كنت دائما مأخوذة بقوته}.[8]مشيرة في اللحظة نفسها إلى عجز زوجها، العسكري عن اغوائها. محاولة أن تنشئ تـمـاهيا فيما بينها وبين المدينة/الوطن، التي فشل جنودها في الدفاع عنها.
و ما يستوقفنا في فوضى الحواس هو أن الكاتبة، الساردة تحكم على المرأة بمنطق الرجل والمجتمع الذي تمردت عليه؛ معتبرة من تهب جسدها لأي رجل، ساقطة، وبذيئة، ومزيفة:{شكلهن لا يعنيني فأنا أتصورهن من النوع الساقط والبذيء المظهر}[9]. لكنها تتجنب الحكم على نفسها بعدما وقعت في الخيانة. واكتشفت واقعا محكوما بمنطق الرجال، يطالب بالإخلاص والوفاء مع الجوع الجسدي والرغبة الجامحة. {أعددتك للإخلاص، دون أن أطالبك بأن تكوني مخلصة لي}[10].
من كل ما سبق نخلص إلى أن صورة المرأة المتمردة في فوضى الحواس تعبر عن واقع الأسر الذي لازالت تتخبط فيه، والذي لا يسمح لها بالجنوح بعيدا مهما تعددت محاولاتها؛ إذ ظلت مرتهنة بواقع مجتمعي وتاريخي يتجاوزها وليس لها أمامه إلا الانصياع.لأن منطقه قد يكون أحيانا هو الأسلم؛ لاحتفائه بالأخلاق والقيم الذي يتحول معه العشق والشهوة خارج إطار سلطة القيم، آسفين، إلى سقوط وانحلال.وقد تكون هذه هي رسالة أحلام مستغانمي الخفية التي تدعو من خلالها إلى التحرر دون تقديم تنازلات من شأنها أن تخضعها من جديد لسلطة الرجل.
وقد سعت أحلام إلى تقديم هذه الصورة بالتركيز على منطق التقابل الذي مكنها من المقارنة وبناء موقف معين معطية لاستنتاجاتها نوعا من المصداقية؛ فدائما تأتي بالقضية ونقيضها لتتمكن من الحكم. فقد قابلت بين الرجل الحاسم لغويا، رامزة إلى تحكمه في مصيره ومصيرها الذي يظل معلقا بين حرف وحرف. وبين المرأة المتأرجحة لغويا رامزة إلى تبعيتها.
وقابلت بين حياة المندفعة التي لا يحكمنها منطق في العشق وبين خالد الذي لايكف عن عقلنة العواطف وتسييجها بمنظور أخلاقي. لتقف عند حقيقة أن الجسد يمكن أن يكون الجسر نحو الحرية ويمكن أن يكون مقبرتها.
كما قابلت بين المرأة المتمردة التي تجعل من الكتابة وسيلة للمراوغة ووهما للتفوق. والواقعة تحت ثقل واقعين: واقع الورع وواقع التهتك. وبين أمها الراضية بوضعها.
لقد ركزت أحلام في تقديمها لصورة المرأة على العناصر التالية:
مركزية الجسد، إذ كان سبيلها للتعبير عن الوطن/ المدينة. كما كان سبيلها للتعبير عن العلاقات الوجودية المرتبطة بالآخر، والذات، والكون.
سيطرة الرؤية الذكورية على مخيال الأنثى؛ فهي ذلك الجزء الذي انبثق من ضلع الرجل، ودائما يظل الجزء يحن إلى الأصل و الكل إلى الجزء.
ونشير إلى أن كتابة "أحلام مستغانمي" تنضاف إلى كتابة كل من "حنان الشيخ" في "مسك الغزال" التي تحدثت عن العلاقة الجنس - مثلية التي ربطت بين سهى ونور لتضع أصبعها على ظاهرة السحاق المنتشرة بكثرة في المجتمعات العربية، تقول الساردة:" وجه نور لم يعد مسندا على الكتف وإنما على عنقي، تجاهلت رفيف فراشة، فلم أتحرك، شعرت بسخونة رطبة، ثم بدوار ارتجفت له وما تحركت. لا يزال وجه نور ملتصقا بي. فجأة أنفاسها الساخنة، نبض لها قلبي، ثمة شعور داهمني فخفت منه. وارتجفت. لكني لم أشأ الانسحاب. بقيت أسيطر على نفسي لأبقى جامدة، أحدق في موكيت الغرفة. نور وعت بـما يجري لي، كأنها تأخذني من يدي خطوة، خطوة، تتوقف قليلا، قبل أن يتململ وجهها فوق رقبتي"(مسك الغزال).
كما تنضاف إلى كتابة "علوية صبح" في "مريم الحكايا" التي حاولت أن ترسم صورة مجسدة للعلاقات الحميمية بين الرجل والمرأة " حينما اقتربت ووقفت إلى جانبه لأسكب له القهوة في فنجانه بعدما فرغ، رفع رأسه المنكس أمام الطاولة وصار ينظر إلى السقف وهو يمد يده لملامسة دفء مابين الفخدين"(مريم الحكايا).
إن القاسم المشترك بين المبدعات الثلاث، هو رغبتهن الثاوية والمعلنة في تكسير أسوار الصمت التي طوقت ثيمة الجنس باعتبارها "تابو" يصيب كل من يلامسه بلعنته ويجعله كائنا منبوذا من طرف البعض، ومحاكما من طرف آخرين. فخلقن بجرأتهن أدبا يمكن تصنيفه" بالإيروتيكي" لأن خطابهن يعتمد في تشيد دعائمه على الرغبة واللذة والشهوة؛ أي على الأقانيم الثلاث المشكلة لطاقة الليبيدو المتحكمة في وعي ولاوعي الكائن البشري.
وكان من نتائج انتهاكهن للمسكوت عنه؛ أن حوكمت رواياتهن ومنعت بدعوى أنها تثير الغرائز، وتؤدي إلى انتشار الانحلال الأخلاقي داخل المجتمع بلغتها البورنوغرافية التي تخدش الحياء.
ونحن نرى أن هؤلاء المبدعات حاولن الحديث عن المشاكل الاجتماعية والنفسية والجنسية وكذا الاقتصادية التي تتخبط فيها المرأة العربية، وأن تركيزهن على الجنس جاء كنوع من التمرد على مجتمع ذكوري يحرم المرأة حرية التصرف والفعل، فكان الجسد هو السبيل إلى الخلاص والانعتاق.
و لا يسعنا في النهاية إلا أن نقول: {ولعل الكتابة ليست إلا فعل رجولة، حتى و إن أنت على الأنوثة كتبت[....]فإذا رمت أن تجتنب تبعات هذا الطرح، لك أن تعلن أن لا فرق عندك بين الأنوثة والذكورة سواء في الكتابة أو في غيرها من الأعمال}.[11]


د. لبيبة خمار



[1] كتاب التجليات الأسفار اثلاث –جمال الغيطاني- ص:5-6- دار الشروق- ط1 -1990
[2] - لذة النص أو مغامرة الكتابة لدى بارت- عمر أوكان - ص:28- أفريقيا الشرق -1991
[3]- نفسه- ص:43
[4] - انظر: لذة النص أو مغامرة الكتابة لدى بارت – ص: 44
[5]رواية ذاكرة جسد – أحلام مستغانمي-ص: 7-دار الآداب بيروت –ط7 -1998
[6] - رواية فوضى الحواس-أحلام مستغانمي- ص:20- دار الآداب- بيروت- ط1 -1998
[7] -نفسه –ص: 26
[8] نفسه –ص:97
[9] -نفسه ص:164
[10] نفسه –ص: 324
[11] -انظر رواية : تماس- عروسية النالوتي-ص:7- دار الجنوب للنشر- تونس.



- بأمانة عن موقع الباحثة د. لبيبة خمار على الويب


.


4f463a4fa698b1e4ccd09fc25759e93f.jpg

Ait Youssef, Art Naïf
 
أعلى