بسام حجار - ضعي العقاربَ و تكَّةَ الساعةِ

ضعي العقاربَ و تكَّةَ الساعةِ
لوقتٍ لستِ فيهِ
لكي يكونَ وقتاً .
■ ■ ■
كانتِ الجدرانُ ثقيلةً و تبتسمينَ...
فترقُّ الجدرانُ و تحدِّثُ و تُظلِّلُ و تُؤوي .
و كان الرواقُ أعرجَ السّكينةِ ، و تمشينَ فيزدانُ برقةِ قدميك .
و كانت الخزانةُ صارمةَ الرفوفِ موحشةَ الأدراجِ
و تلمسينَ فتسيلُ مروحةُ ألوانٍ و هفهفة .
■ ■ ■
هذا وجهٌ لأنّها تراه
و هذا قلبٌ لأنّهُ يُقيمُ في ألمِ انتظارِها
و هذا جسمٌ لأنهُ من أجلِها ينهضُ في الصّباح
و لا ينامُ لكي لا يُخطئ موعدَ الصّباح .
■ ■ ■
وأَذكرُ
أنني مُلتَصِقًا بكِ
كنتُ أَسيرُ لكي أُعطيكِ رسالتي الأخيرة
أنّكِ مُلتَصِقةٌ بي
كنت تبحثين عنّي
لكي تجدي أنّي على الكُرسي
ما زلتُ
أنتظِرُ أَنْ يَجدني أحد
■ ■ ■
لا تنسي الأسرّة لكي ننام
والأفواهَ لكي نبتسم
وقليلاً من الدموعِ .. فقط
لكي نتذكّرّ بين حينٍ و آخر
ـ قبلَ أن ننسى ـ
كيفَ يبكي رجلٌ كامرأة ؛
كيفَ تبكي امرأةٌ كامرأة ؛
كيفَ يبكيانِ لشدةِ ما يجمعُ البكاءُ بينهما .
■ ■ ■
ما الذى يجعلُ نومكِ هادئاً ؟
مثلُ تفاحةٍ
تنهضينَ
يطلعُ الصباحُ منَ السّرير.
■ ■ ■
الآنَ أعرفُ لماذا كنتُ أبكي و لماذا كانت الهاويةُ التي أسقطُ فيها تُشبهُ صفحةً بيضاءَ و خطّانِ في أسفلِها و نجمةً بالحبرِ الصينيّ ، و مع ذلك تلمعُ . و لمعانُها كان يُعذّبني . كان يكفي أن ترفعي بلمسةٍ رخامَ النّومِ الثقيلِ . و أن تأخذني يداكِ قليلاً بمقدارِ ما أحيا . كان يكفي أن تمسحي شفتيَّ بطرفِ سبابتكِ لكي لا يُعذّبني النطقُ .
■ ■ ■
لا أحبكِ حبًّا لا يُضاهى،
و لا أشقى لغيابكِ و لا أموت ..
فقط أضعُ يدي على جبينكِ
لأعرفَ ما الذي فيَّ ما زالَ حيًّا.
■ ■ ■
أحسبُ أنَّكِ تكتبينَ «أُحبُّكَ» ...
أجملَ مما أسْتطيعُ ؛
لم يُسعفني الوقتُ بعدُ
لأعرِفَ كيف يُصبحُ الكلامُ عشباً و منازلَ...
في الرسالةِ التي بيننا.
■ ■ ■
كأنّها تراني
و كنتُ أعلمُ أنّي هناكَ
في المكان البعيدِ
حيثُ تراني.
■ ■ ■
أَسأَلُكِ إذَن :
لماذا لا ترسُمينَ العالمَ كُلَّهُ
لكي يُتاحَ لهُ أن يشبهَ شيئاً.
■ ■ ■
اقتربي ..
لم أعُد جارحاً أو حنوناً ؛
لم أعُد شيئاً ..
أنتظرُ انقضاءَ الوقتْ .
لا تأتي إليَّ
دعيني أُحبّ العالمَ في السيرِ باتجاهك ،
دعيني أحلُم بيديك .
■ ■ ■
اقتربي ؛
أحسُّ أنَّ ما بيننا بئرٌ
ننظرُ - عندما نحبُّ - إلى أعماقها -
اقتربي ..
لكي لا نقعَ في دوارِها ،
لكي لا نموتَ من الرغبة .
■ ■ ■
يجعلُني مُطمئناًّ أنَّ يديك تقتربانِ . و أنَّ لمستَهُما تستيقظُ الآنَ في جسمي الذي كنتُ أحسبُ أنّهُ ميتٌ ؛ أو أنهُ استلقى لشهورٍ في نومٍ مُجرّد .
■ ■ ■
لشدّةِ ما أرغبُ في من أُحبُّ ، و لشدّة ما أرغبُ إليهِ ، أُحبُّهُ ضراعةً و ابتهالاً لا أن أمنحَ جسَدَهُ ، بل أكونَ جسدَهُ ، أتعرَّفهُ ، و يكونُ مزاجاً لي.
■ ■ ■
يجعلُني مُطمئنًّا ، ما يُبعدُ عنّي الآنَ خوفَ الليلِ و رعشةَ كائناتهِ الغريبةِ ،
أنني حينَ أنامُ أعلمُ أنني أذهبُ إلى يديكْ.
لم أعُد أضلُّ الطريقَ إليهما .



.
صورة مفقودة
 
أعلى