فروغ فرخ زاد - وردة حمراء.. ت: ماهر جمّو*

وردة حمراء
وردة حمراء
وردة حمراء.
إلى بستان الورد الأحمر أخذني
وعلّق في الظلام على جدائلي المرتبكة وردة حمراء،
وفي نهاية المطاف
ضاجعني فوق بتلة وردة حمراء.
أيتها الحمامات الكسيحة
أيتها الأشجار الغريرة العقيمة
أيتها النوافذ العمياء،
الآن أسفل بطني وفي أعماق خاصرتي
تنمو وردةٌ حمراء،
وردةٌ حمراء
حمراء
مثل رايةٍ في يوم القيامة،
آه أنا حبلى،
حبلى،
حبلى.

¶¶¶

قصيدة السفر

كلّ ليلة
كان أحدٌ ما يتحدّثُ إليّ خفيةً ويقول:
"أنتِ مرتبكةٌ جدّاً من رؤيته
في الصباح المبكر مع النجوم البيضاء
سيرحل، لا تدعيه".

رائحتكَ تجعلني أنسى العالم
وأتجاهل مكائد الأيام...

عيناك كانتا تنسكبان كغبار الذهب
فوق رموشي الرقيقة.
جسدي ملتهب من لمسات يديك
وخصلات شعري حرّةٌ في تنفّسك...

كنتُ أتفتّح من الحبِّ كزهرة وأقول:
"من وقع في الحبّ
لا يؤذي محبوبه.
ليذهب، فعيناي ستكونان في إثره
ليذهب، فحبّي سيحرسه".

آه، أنت لست هنا الآن،
الغروب يفرش الظلَّ على صدر الطريق
وإله الحزن القاتم
يدخل بهدوءٍ معبدَ عيني
ويكتب على كلّ جدار
آياتٍ كلّها سوداء... سوداء...
¶¶¶

ذكرى أحد الأيام

نائمَين كنّا،
شعاع الشمس كان يزحف بنعومة فوق جسدينا،
وعلى بلاط الردهة
كانت يد النور ترسم بعجالة ظلالنا...
لانهائيةً كانت أمواج الأفق الملوّنة
السماء كانت مضمّخة بعطر النهار
وحرير الغيم أحاطنا بستارة لازوردية.

مکتومةً ومنهكةً زحفت کلمة "أحبّكَ".
على شفتيَّ من جديد،
ولكن عبثاً ضاع صوتي
في صمت الظهيرة.

متألَّمةً قلتُ: أيتها الشمس... يا شمس
لا تسطعي ثانية على زهرة يابسة...

عطشانةً كنت
وقد خدعني في صحراء الحياة
مثل السّراب...

بغتةً
لاحت في قسمات وجهه
ظلال الندم
فأمسكت الشمسُ شعري
وزحفت السماء في عينيه...

آه... ليتها كانت أبديةً تلك اللحظة
ليتنا تلاشينا في حزننا وافتضحنا...
ليتنا امتزجنا بالشمس،
ليتنا غدونا بلون الأفق.

¶¶¶

صوتٌ في الليل

منتصف الليل
في قلب الردهة الصامتة
تردّد وقع خطوات...
مثل قلوب أزهار الربيع
امتلأ قلبي بندى اليقين المرتعش.
قلتُ لنفسي إنه هو، لقد عاد.
قفزتُ من الفراش وألقيت بلهفة نظرةً على نفسي
في المرآة الحائرة.
آهٍ،
ارتجفت شفتاي من الحبّ،
تكدَّر وجه المرآة من الآهة،
لعلّها كانت ترى طيفاً أمامها.

شعري مبعثرٌ وشفاهي جافة
كتفاي عاريتان في قميص النوم،
ولكن في عتمة الردهة الصامتة
كان العابر يسرع كلّ لحظة،
وفجأةً انحبست أنفاسي في صدري.

كأنّ روح النسيم شاهد من خلال النوافذ
حزني ووحدتي،
فسكبَ على شعري المبعثر
عطر الأكاسيا اللاهب.

متلهفةً هرعتُ نحو الباب،
وقع الخطوات في صدري
يشبه صدى الناي في أعماق السهول.

لكنَّ وقع الخطواتِ
في عتمة الردهة الصامتة
انحسر ومضى.
الريح
صدحت بغناءٍ حزين.



.
 
أعلى