رفيق جلول - الفعل المخل بالحياء

ربما ما لاحظته كقارئ أولاً، هو العزوف عن الحديث عن كل ما هو إيروتيكي في الوسط الثّقافي الجزائري، من سينما، شعر، رواية و مسرح.

ما أستنتجه أن المجتمع يعتبره جهرا بسوء أخلاق أو «فعلا مخلا بالحياء»، ولقد مورست الرّقابة على هذا الأدب هنا في الجزائر تعسفًا، ومن قبل المعرّبين خصوصا من الوسط الثقافي، لاعتقادهم أن الفعل محرّم…

الكتابة عن الجنس، أو الفعل الجنسي، أو وصف مشهد جنسي، بالنسبة لهم، كأنه فعل مخل بالحياء، يُسقط من قيمة الإبداع، وينشر سوء الأخلاق في نظرهم.

في حين أن الكاتب هو حرّ في اختيار المشهد هل سيكون إيروتيكيا أم لا ؟

في نظري الخاص لا تجب الرّقابة على أي كاتب كان، فالعالم منفتح على كتابة الواقع، والتّعبير عنه أدبًا وفنًا، والعالم العربي و خاصة في الجزائر، يسلّط الرقابة عن المشاهد الإيروتيكية التي تستعمل في أي فنّ، ولهذا يحرص بعض الكتاب على قمع تلك الرقابة، وكسر ما يسمى الثالوث المحرم (الدّين، الجنس والسياسة).

ولما نتكلم عن الثقافة العربية، وفي العصر الإسلامي، هناك الكثير من استعملوا الأدب الإيروتيكي، وكتبوا في تعاليم الجنس، وهم علماء دين ولغة، أمثال: جلال الدين السيوطي، النفزاوي وغيرهم. واليوم، في العالم العربي، وخصوصا في الجزائر، نجد حرباً مُعلنة ضدّ هذه المشاهد، وتُعتبر فعلا مخلا بالحياء في الأدب الجزائري.

.



- عن موقع نفحة



صورة مفقودة
 
أعلى