محمد حمود إبراهيم - طيف يوسف

لما أتاها طيفُ يوسف في المنامْ
قامتْ تهدهدُ قلبها في مهده
طفلٌ يعاني شوقهُ بعد الفطامْ
فتهزهُ في رأفة كي ما ينامْ
يا أيها الطيفُ الذي أرقنيْ
يا من أقض مضجعيْ
يا أيها الحبُ الذي مسراهُ يجري في دميْ
أني أضمُك في حنايا مهجتيْ
فمتى الوئامْ ؟

* * *


عانتْ زُليخة من هوى لحبيبها
ومضتْ تضاجعُ طيفهُ في ليلها ونهارها
في صحوة أو غفلة كانت تريد مرادها
كانت تريدُ لقاؤهُ في خلوة
فإذا اختلتْ وتخلعتْ كانت تودُ أن يطفي نارها
نارٌ إذا ما اشتعلتْ من جذوة لم يطفها إلا آواني زيتها

* * *


وبلحظة بين الحقيقة والخيال
قالت تعالْ
يا أيها الأمل المحالْ
يا حبَ عمري واشتياق طفولتي
يا أيها الوهج المضيءُ في خبايا عزلتيْ
أن اشتهاؤُك جاثمٌ في مقلتيْ
جوعٌ يهز غريزتيْ
فأهطل غمامك كي تروي تربتي
وانثر بذارك فوق طين خصوبتي

* * *


وبذات يوم غلقت أبوابها
وعلى الخيول أسنةً لرماحها
تدعوه فيها أن ينازلَ حبها
أو أن يبنْ من أمره في أمرها
قالتْ لهُ والشوقُ يعصرُ قلبها
انظر إلى كل المداخل والمخارج مؤصدةْ
وأنا أمامكَ جمرةً متوقدة ْ
فالمس بكفيك لظاها واهجسهْ
ستجدهُ نارَ جهنم متولدةْ
فارحمني أني في الهوى متوددةْ

* * *


همت بيوسفَ تستسيغَ عناقهُ
وتودُ لو حاطتْ ذراعهُ خصرها
لكن يوُسفَ بعدَ أن هم بها
بانَ لهُ برهانَ ربه فانبرى
يدعوهُ أن لا يستهيمَ بحبها




- طيف يوسف
محمد حمود إبراهيم
بغداد1993


.

صورة مفقودة
 
أعلى