إلياس الماجري - سندباد النساء (بيان أيروسي)

أسماء أسماء
و لا معنى لعنوان رغباتك
أسماء أسماء
و لا اسم لسمائك ... و لا سكون لأهوائك
أسماء أسماء
الأرض سرك و سرورك و سريرك ... و ان لك معنى ... دفين في كل النساء ...
فلتسكن لهنَّ ... و لتُضِع يداك في كل جنة, و لتقطف ثمارا اذا ما غصن اليك تدنَّى ...
و لتسمعنَّ اسمك الحقَّ اذا ما شوقهنَّ به تغنَّى ...
و لا معنى الاك في هذي الأسماء ...
ما أنت ؟
أنا أنا
ما أنت ؟
أنا حروف جمعها التوق و الرغبة ... و شوق للانتشاء
ما أنت ؟
أنا اللذة ... أنا الجموح اذا تغذَّى ...
أنا السرّ ... أنا الغموض ...
أنا الغرّ ... أنا الشذوذ ...
و أنا المعنى اكتضَّ فتشضَّى ...
و أنا الحاضر الغائب في كل الأسماء ... أنا موطن جسدي ... و أنا قيامة كل النساء ...
سأنادي كل واحدة منهنَّ باسمها ... لينتشرن في رغباتي كالهباء ... رغبة تقوِّم رغبة ... و عناق يخلف فراق ...
و أنا الكون اذا ما حق التلاق ...
و أنا أنا
باطن كل قول
مفردة تامة العلَّه
و أنا المتيَّم الدائم ... و أنا السماوي الدموي.
أنا لا أجد الكلام ... فقد وكَّلت له أن يجدني كلما احتاج لساناً ليخرجه للدنيا ...
و أنا الطريد من المثنى ... و من الحشود ... أغشى الخير و الشر على حد السواء ... و لا الجماهير اعتنقت خطاياي مذهباً ... و لا أنا من الآمنين لخطى سير القطيع ...
كذا أنا ... غريب ... أبصرت نفسي في نفسي ... و لم أجد وجهي هبةً في المرآة .
و ان لي موعداً معي كلما تمازجت ألوان ... هذي صهباء و هذي شقراء ... هذي سمراء قدت من الخمرةِ ... و هذي لونها التيه, ديجور و ظلماء ...
كذا أنا ... لي موعد معي كلما مرت أنثى و حجزتني بريحها و ريحانها ... كلما أطلقت في الريح شعرها ليرشدني الى طرق التيه المبعثرة هباءاً للغاوين و المغامرين .
كلما أحرقت سفني في البحر استمعت الى أناشيد بنات الجن :
"هذي الدنيا حبور
و هذا الكون لا سر له الا السرور
فلتسكن الى مزاميرنا
و لترقص على القبور ...
أنت الأخير في هذي الحيا
و أنت المبصر الضرير
أعمى أنت بين الناس
و وحيد في حضرة الحواس ...
عارٍ من الخطايا
و جسد لألاء كالمرايا ...
سنبث فيك النور
فأنت مثوانا
و اليك المرور ...
أنت عتيُّ و غرور
أنت جمال و سحر و دماء كل الزهور ...
أنت اليوم في حضرتنا ملك ... فتعالَ
قام الثدي كالنار لك ... فتعالَ
تجاسر ... تقوىَّ ... تناثر ... تلوَّى ...
توغَّل فينا ... و اهلك ...
فنحن عرينك و أنت الملَك
و هذا نشيد الحياة لك :
هذي الدنيا حبور
و هذا الكون لا سر له الا السرور
فلتسكن الى مزاميرنا
و لترقص على القبور "
...
...
أغيب ... أتعثر ... أخطئ ... أصيب ... أخيب ... أعرق ... أتدثر ... أندم ... أتحسَّر ... أضعف ... أتجسَّر ... أقدم ... أدبر ... أقبل ... أُسفر ... أخفي ... أقدح ... أطفي ... أقلُّ ... أضفي ... أحلّ ... أهذي ... ثم أهوي و أسمع :
لهاث لهاث
نشيد الاناث
لهاث لهاث
لهاث لهاث
...
طوبى لهذا الهلاك ... حروف اسمك وشم على ثدييَّ فلتذعن و لتسكن لها, و لا تسل عمن سوَّاك ...
و لا خالق سِواك ...
و لا شيء بعد ارتحالك الى مثواك ...
لا عبد و لا معبود
لا تسل فلا سر الاك في هذا الوجود
و هذي اللحظة يتيمة الدهر ... و هي كل الخلود
أنت جن و جنون
و أنت الدأب ... و أنت السكون.



________
* بأمانة عن مدونة الماجري


http://www.alawan.org/local/cache-vignettes/L285xH393/arton4001-98607.jpg?1466297251
 
أعلى