إلياس الماجري - قانون الجاذبيَّة [ أناشيد عاشق عربيّ ]

تسقط الأنثى من عليائي...
فلا تنكسر.
تسقط الأنثى من كبريائي...
فلا تنكسر.
و تعرج أنثى على ضلعي المعوج...
.فلا تنكسر
و تسقط دمعة, من وجنة أنثى...
فأنكسر.


*****

قانون الجاذبيَّة :

كلنا نسقط...
قلتُ : كلنا نسقط,
و من لم يسقط فقد طار طائر الروح و لم يحتسب,
و قد أُسقط ذكره عن “طوق الحمامة”
عن محبرةِ حبٍّ
و عن كل الكتب.

كلنا نسقط...
تأمَّل ضلعك... ان لم تجد جرحاً
تجد امرأةً كانت صرحاً
و صارت عنقاء.


*****

سبحانك ربي لا شيء يسكنني سوى الهباء
سبحانك ربي لا شيء يسكنني سوى الرغبة
و ضعت في جسمي المتناقضات كلها ربي
و ضعت إلهاً يسلخ الشاة
وضعت جندياًّ يصوِّب الى صدري فصلاً من التورات
سبحانك... تسقيني كأس الحياة
و تخطُّ اسمي في صفحة الوفايات...
لولاً امرأة تحتمي منك في جسدي الهي
لأوقدتُ لموتي نار القبائل
و خنتُ قصيدتي الأولى...
ربي أجرني : لا شيء يسكنني سوى النساء


*****

قال ابليس لآدم :
هل أدُلُّكَ على موطن الشعر في جسمك ؟

قالت حواَّء :
اقرأ...
اقرأ, و خطِّي المحنيِّ... اقرأ.

قال الله :
علَّمتُكَ الأسماء كلها


*****


يا من تدبُّ جنداً من اللُّهاث على زندي
يا من تطوِّق خصري بظفائرها
يا من تُرقِّع جلدي بأظافرها
يا من تُعلِّمني الولادة
دثِّريني...
فانِّي الليلة أرتجف المجازات


أمشي على حرف جرحي
فتسبقني الكلمات...
أمشي على الورد
أمشي على المحيطات
أمشي على اليابس و الأزرق
و على سائلي المنويّ... أمشي
أرى القبائل غرباً... و أهذي
أرى الخمائل شرقاً... و أهذي
تجتمع القبائل لدى جوفي
تجتمع الخمائل لتُضمِّد خوفي
لستُ ملكاً على العرب لأقول:
أنِّي أعرف الأنثى
من وبر النعام... و من قوافل الحرير
المنتهيةِ الى قدمي...
أنا لم أعرف الأنثى الاَّ لاجئاً في خماَّرة المدينة.
هذا الجرح لا يعرفه الاَّ مظفر النواب,
هذا الكأس لا يكسره الاَّ مظفر النواب,
هته الخمريَّة تسكَّعت في الشوارع
و هذا شاعر يعرف ليل الأرصفة و الأزقَّة...
لا... ليس المخصيُّ من يُخصينا
و لكناَّ اذا ركبنا الأنثى
ركبنا بحراً
و أوقدناها ناراً هاتي السفينة...

غرقٌ غرق

الوشم أخضرٌ على ساعدي
و الوشم رسم من عرق

غرقٌ غرق

المُصلُّون يطلبون المساجد فجراً
و شاعرٌ يبحث عن صيدليَّة ليليَّةٍ ليشتريَ واقٍ
و رغبةٌ تشتدُّ و لن تفنى على ورق...
غرقٌ غرق...
و مثلي... الليل مثلي... اذا امتزج بالأبيض
غرق.

غرقٌ غرق
شاعرٌ ينمو على سرير الغائبين
و شعرٌ احترق

أنا مجنونُ هذا اللَّيل !!!
من تلحقني الى ساعد العُناَّب,
و تُدثِّرني ؟
من تُعلنُ, هذا اللَّيل, بين العرب نبوؤتي ؟
أنا ليلٌ... أنا الليل
كلِّيَ ليل
أنا مجنونُ هذا اللَّيل !!!
لا... ليس لي ما أعترف به أمام باب القيامة
لست المسيح
لست محمّد
لست أنا يهوذا لأقول أنِّي متعب من التاريخ.
لا... ليس من حق الوشات الانتساب الى دمي
ليس من حق الخيانة الاستكان لحنجرتي
لا... أنا لست لا
أنا لست لا
أنا لست لا
أنا نعم نعم ...
نعم أنا نعم
أنا نعم
أنا كل ما قال الفتى لأبيه :
دعني أنام على سرير العودة.
أنا نعم
بكلِّ ما في اللحظة من فوضى
و من انحدار.

أنا لا أنكسر...
حين أسقط... أُرتِّلُ ما تيسَّر من قرآن أحمد و أقول :
ذاك حنين الأجساد الى معدنها

تقول أنثى الغاب :
خذني معك في هذا السفر.

أقول - و قد امتصَّني آذان الغياب :
هي هجرةٌ إلى باطن النفس
فلا تنامي على طريق جرحي


*****

دُمى تركض خلفي
دُمى تستبق حتفي
دُمى تحاصرني
دُمى مفقوؤة الأعين
الأرض صخر
و نتوؤات الصخر أعين
أصَّعد صوب السماء
متر و واحد و سبعون سنتمتر...
لا أدرك ثِقل جُرمي
قدماي, فوق, تقتطر ندى
و عيناي لا تبرح الدمى :
دمى تأكل الدمى
و تتبرَّز ديدانَ بيضاء

بيضاء هذه الرؤيا
بـيـــــضاء
و ضوء و ضوضاء

لا أعرف تلك الفتاة التي تنزع عفَّتها
عند عيناي
و لكن .. لا شيء يفزعني
كدمع يشقُّ وجه حسناء

تأخذني من يدي
و تعبر بي بين الدمى
و تعرج بي صوب السماء


*****

مطر على طريق بلا معنى, و لا عبث
يزيِّن طرفيه.
دفأ القهوة يعوّض امرأةً لم تأتِ
و أطلُّ على نعلي لأقول:
لا أعرف هذا التراب الذي يُلاحقني.
أنسى امرأةً لن تأتِ, و أُخرج
من معطفي قصيدة حب كتبتها في الصيف,
و أُغيّر :
"عيناكِ رقص الموج و الملح على شفتيكِ
سُكَّر".
>>> عيناكِ كمنجات المطر و النبيذ على شفتيكِ كما النبيذ,
أحمر.
"السفن المنسيّة على عُنُقكِ
آذان غرقي... و لي فيها وعدٌ من لهاثِ, و من عرقي".
>>> كلُّ شيء من نسيان : رُوَّاد هذا المقهى,
النادل الذي يتذمَّر, المقعد المهجور إلى جواري,
و كلامُ هذا القصيد المُكرَّر...
كلُّ شيء من نسيان, و أنتِ...
"لا أحب الوصول, و لا أقنع بالطريق..
و لكن الكلم المقطّر من أناملي
تُغريه شفتاك بالتكسُّر".
>>> لا شيء يُغريني.. حتَّى الذكرى تحرَّرت من مستقبلها
و القلب صار رخاماً, و لا شيء, غير الزمان, ينخُر.
"خذيني إلى سريركِ
لأنتصب رايةً".
>>> اسحبي ما تبقَّى من ريح عطركِ عن سريري,
فهو لم يعد يصلح إلاَّ لألفظ فيه تعب
يومي.
"لن أصدح بشعري جهراً, و لن أتكلَّم, لن أتحرَّك,
سأجلس كغيم يتلبَّد
لأحملق في طفلين نائمين على نهديكِ".
>>> قبل يومين كان يُمكن أن أقتفي أثر ظلينا في
كل الأزقة التي سرنا فيها... لأمسكهما و أصرخ...
لكن صوتي اليوم صار شيخاً... ينظر من النافذة
قبل أن يخرج... و يتردّد.
"أوَّل المواعيد, هذا... و لي ملحمة الشوق
و الماضي, كل الماضي, مضى... و لي في الانتظار زورق".
>>> آخر المواعيد, هذا... لبست سواد القهوة,
و نمت على حرف الكأس... و لم أغرق


*****

مطرٌ...
و الحبُّ كالمطر,
اذا اسَّاقطَ... تبدَّد


*****

ليس السؤال, سؤالي, كم شخصاً
سأخسر الليلة ؟
و لكنَّ السؤال, سؤالي: كم كأساً
سأكسر الليلة...
على حرفَي مقلتيكِ
لكي أسكر ؟
لم تنتبه بعد إلى كأسي
الممدودة إلى شفتيها,
و لكنها قالت :
و لِمَ تسكر ؟
قلتُ :
لكي أنسى ما ضاع منِّي
و ما نلتُ
و كي يبقى الرجاء حياًّ.


*****

هي - هل تفطَّنت لتحرُّكِ عقرب الساعة ؟
هو - لا ... كنتُ منهمكاً بالتطلُّع من النافذة.
هي - و ما تترقَّب ؟
هو - المطر ...
هي - لا مطرَ الليلة.
هو - ربَّما ...
هي - أنتَ كالفلاحين ...
هو - لا أُنكِرُ أنِّي تعلَّقتُ بالأرض, و بالبرتقال, و بالزياتين ...
حيناً بعد حين ...
و لكنِّي كالبحاَّرة.
هي - و هل سترحل هذا المساء ؟
هو - و هذا الشوق أشرعةٌ
و خصركِ ميناء.
هي - أنتَ ككل الرجال,
يسكنك التَّوقُ,
و يُفزعكَ الوفاء ...
هو - أنتِ ككل النساء,
إذا ما ساد صمتٌ
و اندسَّ اللهاث يسري
لا تفهمين الدعاء.
هي - ربَّما ... أو ربَّما في آخر اللَّيل أرتدُّ قمراً.
هو - ربَّما ... أو ربَّما في آخر الليل أشتدُّ خمراً.


*****

كم عمري ؟ سألتني و سكنت إسمها
كم عمري ؟ سألتني و سكبت جسمها


*****

قلتُ: ليس الزمان ما مضى
و ما كان, و المرتضى ...
لكنَّ الزمان, زمانكِ,
ما عزمتِ
و ما أضرمتِ من الشذا.


*****

الأُفقُ يطبق جفنا على جفناً,
و غيمٌ يعانق غيماً,
و لا مطرٌ يخون متن القصيد
و ما مضى,
رجلٌ يرقب قمراً
يُكوَّرُ على صدر إمرأةٍ,
و إمرأةٌ تعدُّ أيامها
بأشواق رجلٍ
و تنسى, لحظةً, ما انقضى


*****

أُفُقَين أنا و أنتِ..
قلتِ : إذاً لن نلتقي.
قلتُ : إذاً لن نفترق..


لا تسألي: يا حبنا هل ستحياَ ؟
بل إسألي: يا حبنا هل كنتَ وحياَ ؟



____________________________

* بأمانة عن مدونة إلياس الماجري


صورة مفقودة
 
أعلى