محمد سعيد - عن التي طويلة كعنوان قصيدة حداثوية

- 1 -
جارتي المطلقة
مثيرة كأفلام الأكشـنْ
رشــيقة كعارضاتِ الأزياءْ
وطويلة كعنوانِ قصيدةٍ حداثوية

إمرأة مفخَّخة...
لا تحتاجُ إلى منْ يفجِّرها وسـط السـوقِ التجاري
أو في سـاحةٍ مكتظةٍ بالرجالْ
بمجردِ عبورها
تخلفُ وراءها آلافَ الضحايا بينَ قتيلٍ وجريحْ

إمرأة مشـتعلة بالشهوة
كلُّ رجال الإطفاء
لا يستطيعونَ إطفاء حريقها

كلُّ الرجالِ يحلمونَ بالنومِ معها
ونصفُ النساءِ أيضاً

حينَ تخرجُ منْ بيتها بكاملِ عطرها
يرتبكُ الشارع
ترتكبُ المخيلة الجماعية مزيداً منَ الفسق
تسـيلُ الشهوة منَ العيون الجائعة
يشـتمُ المتزوجونَ زوجاتهم البدينات
تشـتمُ زوجاتهم الآلهة التي لا تعرفُ العدلَ بينَ مخلوقاتها
وينسى المراهقونَ طريق الذهابِ إلى المدرسة

حمَّالة صدرها على حبل الغسيل
وسـراويلها الداخلية
لوحة سـوريالية لمْ ترسـم بعد

الصوتُ الذي أسمعهُ...
أقصدُ موسيقى كعبُ حذاءها العالي حينَ تمرُّ
طق.. طق... طق.. طق
موسيقى لها مفعولُ الــ " VIAGRA "
دون أعراضٍ جانبية


- 2 -
في البيت
في مدخل البناية / حينَ يضيقُ بنا البيت
في الحديقة / خلفَ الشــجرة البعيدة عنْ حراسِ الفضيلة
في الســينما / طلقة واحدة وينتهي المشهد
وحينَ تضيقُ بنا البلاد
نفعلها الكترونياً على الــ " messenger "
كأننا كائنانِ منَ الفضاء
هكذا...
منذُ أنْ وقعَ المحظور
لمْ نلتقي يوماً منْ بعدها إلا وفعلناها
كأنَّ الشيطان هجرَ التفاصيل وســكنَ بيننا
كانَ دائماً ثالثنا
اليوم فعلناها أيضاً
وكما في كلِّ مرةٍ نفعلها
فعلناها كما لو أننا نفعلها للمرة الأولى






_____________________
- شاعر من سورية
عن " أوكسجين "



صورة مفقودة
 
أعلى