- محمد الوزيري - «طوق الحمامة» و«روض المحبين» كتابي العشق الأهم في تراثنا العربي!!

كان العرب والمسلمون قديماً أكثر جرأة وصراحةً ودقة ووضوحاً في التعبير عن مشاعرهم بخصوص العشق والحب وتجاربهم العاطفية والحسية، ودونوا ذلك في كتب وحتى مُجلدات كادت أن تضيع معظمها للأسف لولا اهتمام المستشرقين والمهتمين بالدراسات الشرقية في جامعاتِ الغرب.
الأميركية «انيتالويس غفن» كرست 15 عاماً من حياتها الأكاديمية في دراسة كتب ومخطوطات الحب والعشق في التراث العربي من خلال دراستين؛ مسحت فيهما أكثر من 900 عامٍ من هذا التراث، وتناولت 20 كتاباً ومخطوطة متناثرة في مكتبات أوروبا والشرق الأوسط.
وجدت غفن أن أهم كتابين وأكثرهما تحقيقاً وتدقيقاً وقرباً من المخطوطات الأصلية هما: طوق الحمامة لابن حزم الأندلسي، وروض المحبين لابن القيم الجوزية.
علي بن حزم الأندلسي (30 رمضان 384 هـ / 7 نوفمبر 994م. قرطبة - 28 شعبان 456 هـ / 15 اغسطس 1064م ولبة)، يعد من أكبر علماء الأندلس وأكبر علماء الإسلام تصنيفاً وتأليفاً بعد الطبري، وهو إمام حافظ. فقيه ظاهري، ومجدد القول به، بل محيي المذهب بعد زواله في الشرق. ومتكلم، أديب، وشاعر، وناقد محلل، بل وصفه بعض العارفين بالفيلسوف. وزيرٌ سياسي لبني أمية، سلك طريق نبذ التقليد وتحرير الأتباع. قامت عليه جماعة من المالكية وشـُرد عن وطنه. توفي في منزله في أرض أبويه منت ليشم، المعروفة بمونتيخار حالياً، وهي عزبة قريبة من ولبة.
وكتابه طوق الحمامة وصف بأنه أدق ما كتب العرب في دراسة الحب ومظاهره وأسبابه. ترجم الكتاب إلى العديد من اللغات. واسم الكتاب كاملاً طوق الحمامة في الألفة والأُلاف. ويحتوي الكتاب على مجموعة من أخبار وأشعار وقصص المحبين، ويتناول الكتاب بالبحث والدَّرس عاطفة الحب الإنسانية على قاعدة تعتمد على شيء من التحليل النفسي من خلال الملاحظة والتجربة. فيعالج ابن حزم في أسلوب قصصي هذه العاطفة من منظور إنساني تحليلي. والكتاب يُعد عملاً فريداً في بابه.
أما ابن قيم الجوزية (691 هـ - 751 هـ / 1292م - 1349م) فهو من علماء المسلمين في القرن الثامن الهجري وصاحب المؤلفات العديدة، عاش في دمشق ودرس على يد ابن تيمية الدمشقي ولازمه قرابة 16 عاماً وتأثر به. وسجن في قلعة دمشق في أيام سجن ابن تيمية وخرج بعد أن توفي شيخه عام 728 هـ.
وكتابه روض المحبين من روائع ما كتب عن الحب وأجاب عن كل سؤال حول الحب، كما قال مؤلفه: يصلح لسائر الناس وعون على الدين والدنيا.
ويجد فيه القارئ مايشبع نهمه إلى هذا النوع من المعرفه لأنه يجمع رأي الفقيه وحكمته وأدبه إلى الكلام عن الحب وفلسفته وآراء الناس فيه.
والكتاب حافل بالطرائف الأدبية النثرية والشعرية التي تعبر عن فنون الغزل بأنواعه المختلفة مع ما يخالطها من الحب الصافي الذي لا يكون إلا إذا قادنا إليه الله عز وجل كما عبر ابن القيم.
ويعرض الكتاب وصفاً شاملاً لأنواع المحبة المختلفة وقسم الكتاب إلى 29 باباً استهلها بتعريف المحبة وأنهاها بذم الهوى وما خالفه من نيل المنى.


.
 
أعلى