مظفر النواب - لحظة في حمام امرأة أموية ساخنة

زَقزَقَت عبقاََ
تحتَ زخاتِ حمامها الأموي
وقامت وِإن هي تجلسُ
باقةُ فلٍ إلى إبطها
حيثُ قوسُ المساء
أضاءَ كهوفاََ من الشهوات
لها زغبٌ يستثيرُ أَصابعها
تترسلُ في مُعجِزِ الانحناء
وانتهت بالطيوبِ التي لا تترجمُ
عن دافئين يشقهما
نهرُ وشمٍ صغيرٍ إلى ما يشاء
وأَمَرت على دافئيها ونهرهما
رغوةََ من صباحِ البساتينِ
واستجمعت فخذيها على نفسها
مثلَ ضك العصافيرِ رعشاتها
في صباحِ الشتاء
لاستدارتها شجو قيثارةٍ
رفعَ اللهُ دوزانها سلمين
ومما التبتلُ في خصرها
يرفعُ اللهُ راحتهُ بالدعاء
وتكادُ مناشفها أن تموءَ بعضٍ أليفٍ
وفي مشطها المُتَفَقِهِ بالمسكِ والياسمينِ
جدائلُ كلِ النساء
تنثني مثلما يحلمُ الخيزرانُ
على نومِ ساقيةٍ في الضبابِ
تُنَشِفُ نهرينِ من وشمِ سمانتيها
وكيفَ ينشفُ ماءٌ بماء
واستدارت لمرآتها
ثنت العُريَ
كيفَ احتماليَ عريين
عُريكِ هذا وعُري المرايا
خذيني لهذا الذي لا يرى في المرايا
وحيثُ انضواءاتِهِ كبرياء
تكادُ تغيبُ وراءَ دوارِ البخارِ
وبخورُ فتنتها
فأراها بِشَمِيَ
خداََ ونهداََ وزنداََ وخصراََ
ومن دونِ ذلكَ يأخذُ مني الحياء
كوةٌ لصصتني عليها
ونِعمَ التلصصِ هذا
ولكنه ليس يكفي
لقد عرقت مهجتي حينما
باحَ بالياسمينِ أميرُ الخفاء


.


صورة مفقودة
 
أعلى