منعم الأزرق - سَراحٌ مُعَتَّقٌ تَحْتَ أَنْوَالِهَا

طَيْفُ مِشْيَتِهَا غَيْمَةٌ تَتَشَظَّى؛
وَبَاطنُ لَيْلِ الفَتَى
وَاثِقُ الضَّوْءِ،
يَفْتَحُ رُمَّانَتيْهَا وَيَشْرَبُ
يَشْخَبُ.. يَغْفُو عَلى كَتِفَيْهَا
بِأَوْهَى الرِّمَالْ..

عَرَاءٌ يَحُدُّ سَرِيرَةَ عَيْنَيْهِ.
يَخْرَسُ مِنْ صَوْتِهِ الحِبْرُ. يَهْذِي
بِمَنْبَعِِهِ العُنْفُوَانُ. يَمِيلُ
إلى البَحْرِ
لَيْلاً، وَغَرْباَ
يُضيِّعُ سِرًّا
بِغَابِرِ أَنْوَالِهَا:
مَنْ تَكُونُ لِكَي تَسْكُنَ الظِّلَّ وَالشَّمْسَ؟
مَنْ يَحْرُسُ النَّفْسَ مِنْهَا
إِذَا أَثْكَلَتْهُ
دِمَاءُ السِّجَالْ؟!

تُجَدِّدُنِي دُجْنَةٌ
لا تَجُودُ سِوَى
بالنَّجِيعِ
إِذَا مَا الفُؤاَدُ
هَوَى
أَوْ غَوَى
………………….
ربَّمَا أَشْعَلَ اللَّيْلَ سَرْواً،
وَزَرّرَ نَهْدَ الفَراَشَةِ
تَحْتَ رِيَاحِ المُوَالْ!!

شَفَانِي الصَّهِيلُ فَغَنَّيْتُهَا
وشَاءَ الإلَهُ فَأَحْيَيْتُهَا…/
بِهَا لِي
مِنَ الشّعْرِ
وَحْيٌ لَهَا،
وبِالشَّفَقَيْنِ
أَقَالِيمُ تُفْشِي الزُّلاَلْ!

صَبَاحاً../
أَقُولُ لَهَا: قَدْ تَأَخَّرْتِ. هَلْ كُنْتِ
تَنْتَصِرِينَ عَلى الخُطْوَةِ المُسْتَدِيرَةِ؟
هَلْ سَاهَمَ الفَقْدُ فِي جَذْوتَيْكِ، وَهَلْ
أَنْتِ -مِنْ أَجْلِ هَذَا الصَّبَاحِ- تُصَلّينَ
دُونَ
ابْتِهَالْ؟!

مَسَاءً/..
عَلى زَيْغِ ذَاكَ الطَّرِيقِ تَكَلَّمْت أَكْثَرَ
مِنْك. تَأَلَّمْت أَوْغَلَ مِنْك. تَعَلََّمْت
مَوْتِي../
../ وَعِنْدَ انْجِراَفِي
رَأَيْت دُمُوعًا تُحَضِّرُ طَقْسَ السَّراحِ
عَلى تَلََّةٍ فِي الأَعَالْ.

هُنَا بَعْضُ رِيحٍ، وَأَمْطَارُ صَيْفٍ
سَتُوقِظُ غُصْنَ الغُرَابِ
وَتَعْرَى، لِتَأتِيَ شَمسٌ
بِكَامِلِ جُثَّتِهَا…/
……………
ثُمَّ تَنْفُُثَ فِي الإِنْسِ
سُمَّ الزَّوَالْ!

عَلى غَيْرِ عَادَتِهَا
كَلَّمَتْنِي القَصِيدَةُ
مِنْ لَوْعَةٍ
كُنْتُ أَحْبِسُهَا
فِي السَّرَاحِ المُعَتَّقِ..
كُنْتُ أُرَوِّجُهَا
فِي البُكَاءِ الصَّرِيعِ عَلى الأُغْنِيَاتِ،
وَصِرْتُ أَنَامُ بِلاَ ضِفَّةٍ
تَحْتَ كَعْبِ الغَزَالْ!

عَلى غَيْمِ أَجْفَانِهَا
يَحْلُمُ النَّرْجِسُ المُسْتَبِدُّ..
وَيَقْطُرُ
مِنْ
قَيْدِ رُوحِي
عَدِيمُ السُّؤَالْ.

سَتَسْألُنِي ذَاتَ رَمْلٍ ولَيْلٍ: لِمَاذَا
تُقَبِّلُ اسْمِي؟ لأنَّ الشِّفَاهَ – أقُولُ لَهَا -
لاَ تُبَاهِي إذَا مَا سَكَتّ بِجِسْمِي
إذَا مَا تَأَلَّبَ جَمْرُ الألِيمِ
مِنَ الفَقْدِ
فِي تَمْتَمَاتِ الكَلاَمْ..

أَمُرُّ بِمَبْنَى القَصِيدِ. تَطِيرُ
قُرُنْفُلَةٌ. تَحْتَوِينِي بِمِعْطَفِ صَمْتِي.
أَمُرُّ بِسَيِّدَةٍ لاَ تُرَى.. كَالمُهَاجِرِ، أَسْأَلُهَا
عَنْ قُرَابَةِ قَرْنٍ من الذِّكْرَيَاتِ.. تُبَخِّرُ
أَرْوِقَةَ النَّفْسِ، ثُمَّ تُغَادِرُ قَبْرَ السَّرَابِ
وَتَتْرُكُ حُبِّي طَرِيحًا
بِرِيشِ الحمَامْ..



.

صورة مفقودة

دارين احمد
 
أعلى