إبراهيم سعد الدين - عَيْنَانِ

عَيْنَانِ قِنْدِيلاَنِ مِنْ زَيْتُونَةٍ خَضْراءَ،
زَيْتُهُماَ يُضِيءُ
إذَا تَلاَمَسَتِ الأنَامِلُ
أَوْ تَهَامَسَتِ الشِّفَاهْ
رَبَّاهُ .. كَيْفَ تَخَيَّرَتْ عَيْنَاكِ
وَجْهِي مَرْفَأً دُونَ المَرَافِئ ِ؟
كَيْفَ طَابَ لِمَوْجِك ِالفَوَّارِ أَنْ يُرْخِي العَنانَ
عَلىَ رِمَالِ الشَّاطِئ المَهْجُورِ ـ قَلْبِي ـ
كَيْ تَدُبَّ الرُّوحُ فِي جَسَدِي
وَتَخْضَرَّ الحَيــَاة ...؟

ربَّاهُ.. كَيْفَ تَخَيَّرَتْني عَاشِقاً
مِنْ بين كُلِّ العاشِقِينْ..؟!
أمضيْتُ طولَ العُمْرِ مُرْتَحلاً
وفي عَيْنَيْكِ طابَ لي المُقامْ
فَطَعِمْتُ مِنْ خُبْزَيْن: زادكِ والهَوَىَ..
وشَرِبْتُ من نَبْعٍ ألَذّ من المُدَامْ
وغَفَوْتُ في هُدْبَيْنِ أطْيَب من ندَى
وأرَقّ من ريشِ النَّعَامْ

رَبَّاهُ.. أوْزِعْني لأشْكُرَ نِعْمَتَكْ
أسْكَنْتَني ـ في تَيْنَكِ العَيْنَيْنِ ـ جَنَّةَ عاشقٍ
أنْهَارُهَا عَسَلٌ مُصَفَّى
لَذَّةٌ للشَّارِبِينَ..
قُطُوفُهَا رَوْحٌ ورَيْحَانٌ
دَنَتْ للمُصْطَفينْ.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* (من ديوان: أوّل الغَيْث ـ الصّادرْ عام 2008)
 
أعلى