نور طلال نصرة - يوميات امرأة شرقية

اهتمامي بكَ يجعلني أنثى أخرى
أنثى من نوعٍ آخرَ
شرقيةً.. لا عصرية
لم تكن لتبالي يوماً
بحديثِ أمها أو جدتها
عن الحبلِ السريّ
بين القلبِ والمعدةِ
ولم تلجأ حينها
إلى وصفات الحبِّ الإيروسية

***
أعِدُّ الطعامَ بشهيةٍ أكثر
أدخلُ المطبخَ لأولِ مرةٍ
هناكَ سكاكينٌ كثيرةٌ..
لم أعتد عليها بعد
ألمسُ نصلَها بخفة..
أتساءلُ بطيب نيةٍ
هل لجرحها ذاتُ الألمِ.. ألمك
إن شردَ ذهني بعيداً
أم تراني سأبتلعُ نصلَ السكين
على الحدين سواء

***
أتذوقُ نكهةَ الطعامِ
ولا أُكثرُ من البهار.. لعلك لا تحبهُ
وأفكّرُ ببعض الفلفلِ الحار..
حاراً سيكونُ لقاؤنا
لا أريدُ لهذه التوابلَ
أن تأخذَ حيزاً من مذاق شفتيك..

***
أفكّرُ بصنف خفيفٍ على المعدة..
سهل الهضم
أجول مطابخَ العالم
مطابخنا الشرقية.. لم تعنيني يوماً
بات وقعها ثقيلاً.. ككلِّ شيءٍ لدينا
كأفكارِنا.. كعاداتِنا.. كحروبِنا..
قد ألجأ " للباييلا " الاسبانية
لأشبعَ غروركَ الشرقيّ..
لأقولَ لكَ إنّ هذا الطبقَ
يحملُ نكهةَ أجدادنا في الأندلس

***
أتجوّلُ في أركان المنزل
أرتّبُ زواياه.. وأفكاري.. بنفس الأناقةِ
كي لا تكتشفَ حدّ الخمولِ الذي يصيبني
ظهري المسند إلى الحائطِ الباردِ
يرتعشُ من فرط الذكرياتِ المصدّعة
كشقوقِ كهفٍ مهجورٍ في الجرد العالي

***
ليس من عادتي أن أرتّبَ خزانتي
أتركها لفوضاها.. إنها تشبهني
خزانتي ممتلئة
فساتينٌ وأحذية وعطور..
علاقتي سيئة بالروائح..
وأكاد لا أميّزُ بين "الشانيل كوكو" و"الباريس هلتون"
أمتلكُ حاسةَ شمٍّ ضعيفةٍ
ولكنني كأفعى أزحفُ على بطني
عندما يتطلبُ الأمرُ أن أتلمّس
مكانك في الظلمة..

***
فستاني الأحمرُ حزينٌ
منذ الفالنتاين الماضي
يُحزنني أمرهُ..
كأنثى يروقُها شغف الأحمرِ
يأكلُ العتُّ من بهجته..
ينادي عليَّ كي أنتشلهُ من هذا الضيقِ
وأنا كسولةٌ..
كان من المفترض أن يزيّن قامةَ جسدي
و أن لا يبقى كظلكَ المواربِ خلفَ البابِ
حين تصلّبت أمامي.. ولم تجرأ على لمس دموعي..
لمحتك يومها في أرجائي
بقامات الروح تتفيَ..
وعدتُ حافية.. من حفلتك تلك
كسندريلا بائسة
أميري يعرفُ مكاني...

***
سيتداعى الآن إلى مخيلتي
أن أمسككَ بيدك.. وأقودك إلى حديقة المنزل
كي أتركَكَ مع ورود الحنين
الجوري الأصفر الذي أحبّه..
والنرجس الذي يروقك..
والحبق الذي يذكرك برائحة أمك...
ما هذا الصوت الذي أيقظ مخيلتي؟
إنه الجرسُ يرّن.. لعلهُ أنت!!اهتمامي بكَ يجعلني أنثى أخرى
أنثى من نوعٍ آخرَ
شرقيةً.. لا عصرية
لم تكن لتبالي يوماً
بحديثِ أمها أو جدتها
عن الحبلِ السريّ
بين القلبِ والمعدةِ
ولم تلجأ حينها
إلى وصفات الحبِّ الإيروسية

***
أعِدُّ الطعامَ بشهيةٍ أكثر
أدخلُ المطبخَ لأولِ مرةٍ
هناكَ سكاكينٌ كثيرةٌ..
لم أعتد عليها بعد
ألمسُ نصلَها بخفة..
أتساءلُ بطيب نيةٍ
هل لجرحها ذاتُ الألمِ.. ألمك
إن شردَ ذهني بعيداً
أم تراني سأبتلعُ نصلَ السكين
على الحدين سواء

***
أتذوقُ نكهةَ الطعامِ
ولا أُكثرُ من البهار.. لعلك لا تحبهُ
وأفكّرُ ببعض الفلفلِ الحار..
حاراً سيكونُ لقاؤنا
لا أريدُ لهذه التوابلَ
أن تأخذَ حيزاً من مذاق شفتيك..

***
أفكّرُ بصنف خفيفٍ على المعدة..
سهل الهضم
أجول مطابخَ العالم
مطابخنا الشرقية.. لم تعنيني يوماً
بات وقعها ثقيلاً.. ككلِّ شيءٍ لدينا
كأفكارِنا.. كعاداتِنا.. كحروبِنا..
قد ألجأ " للباييلا " الاسبانية
لأشبعَ غروركَ الشرقيّ..
لأقولَ لكَ إنّ هذا الطبقَ
يحملُ نكهةَ أجدادنا في الأندلس

***
أتجوّلُ في أركان المنزل
أرتّبُ زواياه.. وأفكاري.. بنفس الأناقةِ
كي لا تكتشفَ حدّ الخمولِ الذي يصيبني
ظهري المسند إلى الحائطِ الباردِ
يرتعشُ من فرط الذكرياتِ المصدّعة
كشقوقِ كهفٍ مهجورٍ في الجرد العالي

***
ليس من عادتي أن أرتّبَ خزانتي
أتركها لفوضاها.. إنها تشبهني
خزانتي ممتلئة
فساتينٌ وأحذية وعطور..
علاقتي سيئة بالروائح..
وأكاد لا أميّزُ بين "الشانيل كوكو" و"الباريس هلتون"
أمتلكُ حاسةَ شمٍّ ضعيفةٍ
ولكنني كأفعى أزحفُ على بطني
عندما يتطلبُ الأمرُ أن أتلمّس
مكانك في الظلمة..

***
فستاني الأحمرُ حزينٌ
منذ الفالنتاين الماضي
يُحزنني أمرهُ..
كأنثى يروقُها شغف الأحمرِ
يأكلُ العتُّ من بهجته..
ينادي عليَّ كي أنتشلهُ من هذا الضيقِ
وأنا كسولةٌ..
كان من المفترض أن يزيّن قامةَ جسدي
و أن لا يبقى كظلكَ المواربِ خلفَ البابِ
حين تصلّبت أمامي.. ولم تجرأ على لمس دموعي..
لمحتك يومها في أرجائي
بقامات الروح تتفيَ..
وعدتُ حافية.. من حفلتك تلك
كسندريلا بائسة
أميري يعرفُ مكاني...

***
سيتداعى الآن إلى مخيلتي
أن أمسككَ بيدك.. وأقودك إلى حديقة المنزل
كي أتركَكَ مع ورود الحنين
الجوري الأصفر الذي أحبّه..
والنرجس الذي يروقك..
والحبق الذي يذكرك برائحة أمك...
ما هذا الصوت الذي أيقظ مخيلتي؟
إنه الجرسُ يرّن.. لعلهُ أنت!!


- عن ايلاف

.

صورة مفقودة
 
أعلى