هانيبال عزوز - م ن ي...

السِّتارةُ ترتعش عن شمالكِ..
عن شمالكِ يهرعُ النَّهار....
وأنا :
أنفخُ في الضَّوءِ
فيتساقطُ الطَّلعُ من النافذةِ
مالئاً مسامكِ البكر عند الصباح..
( م )
أيَّتها الأنثى النَّازحةُ منَ الأمس..
مِن صياغةٍ هاربةٍ بي، في كتاب مزوَّر..
مِن فكرةٍ ترفعُ فوق رأسها خابيةً مكسورةً
وتسيرُ وحيدةً نحو القيامة..
من تأتأة الطينِ
عندَ جذع صخرةٍ تخلعُ ثوبَها،
وترتدي الماء..
من أولِ رجفةٍ في الرَّحم..
وآخرِ شهقةٍ في الروح..
...ومني
( ن )
من قصيدةٍ تلهو بساقيةٍ بيضاءَ تحت نهدِكِ..
وتركضُ بمحاذاتِها حافيةً،
حاملةً في يدها دميةً تحتَضر...
مِن منامٍ يركلُ الصبحَ،
ويُصغي لسقوطهِ متدحرجاً تحتَ سريركِ..
من صهيلٍ يداعبُ غيمةً سمراءَ في الممرِّ،
تنفث رذاذَها المرتعشَ في كفي، وتُغادر ..
من الآن ...
ومني..
( ي )
مِنْ زرِّ قميصكِ العسليِّ
وهو يحدو بالذاكرة إلى أعالي النشوة..
مِن نجمةٍ باردة تَخيط شعاعين دافئين
لظلَّينا هناك، وتبقى عارية ..
من ربطةِ شعركِ، كلَّما تمدَّد النهرُ كي ينام..
ولم ينمْ.
من الغد..
ومنكِ ..




هانيبال عزوز
من مجموعة شعرية صادرة حديثا بعنوان (سَ..)

عن موقع ألف لحرية الكشف في الكتابة والانسان

صورة مفقودة
 
أعلى