هالة شركس - محنة عشتار

الفاكهة المحرمة.. هي الاْطيب في اْمازون الرغبات
هل يستحق طعمك ما ساْدفعه من ثمن لاْمد يدي واْقطفك ؟
ساْلت جدّتي حواء.. وقد حوّلتها دهور البكاء.. الى اْطلال عجوز عمياء.. وكانت دموعها لا تزال تغرق البحار والأنهار, والسواقي والبحيرات, والجداول والمحيطات ..
* * * * * * * *
منذ الاْزل.. اْدينت جدّتي حواء, ووصمت جبهتها بالخطيئة التي لا زالت تنسحب على كل حفيداتها و تسجنهن وراء قضبان لا مرئية.. بتهمة الإغواء العظمى..
ساْلتها و أنا اْحمل بيدي ذات التفاحة المستحيلة.. ودمي يفور بنشوة لا يستطيع أن يكبحها كل ذكور الأرض, بكل أصابع اتهامهم ...
جدّتي...! سأمنح التفاحة لرجل يختزل كل رجال الأرض! رجل لم يوجد إلا في خيالي.. وهذا ليس ذنبي فلقد حملت ذنبك في دمائي من ملايين السنين.. وشعرت بتلك اللحظة المجرمة في روعتها, التي تجعل الأنثى تقدم دمها وروحها وأنفاسها.. وتعيش كل ما بقي من عمرها, تتلقى طعنات الاتهام الأبدية.. فهل اْندم ؟؟
* * * * * * * *
قالت جدّتي :
ـ ما جئت لتستمعي لحكمتي.. ولا لتنصاعي لعبرتي ..
ولا لتصغي لنصيحتي ..
بل جئت لأحدثك عن طعم الفاكهة المستحيل ..
لذة ضخمة, مرعبة, مطاردة, محرّمة, غير شرعية.. لا يباركها الناس ولا تقرّها الأعراف ..
ولا يربّت على رأسها كتاب الله ..
* * * * * * * *
عانقيه حبيبتي..
و ستهدر كل محيطات الأرض في صدرك..
و ستبرق كل أعاصير الكون في قلبك ..
و سترعد كل عواصف العمر في جوفك..
و ستمطر كل غيوم السماء في رحمك..
عانقيه...
بكل عنفوان رغبتك
بكل جنون عشقك
بكل عطش صبرك
بكل شاعرية عذابك
بكل شفافية أنوثتك.....
* * * * * * * *
و صمتت جدّتي .. وقد تحول وجهها كله ..
الى ابتسامة فاجرة ..!


. - عن موقع ألف لحرية الكشف في الكتابة والانسان


.
صورة مفقودة
 
أعلى