قصة ايروتيكية وئام مختار - نصوص لامرأة تفهم معنى العشق

يقول لي
كنا نستلقي سويا في ظل شجرة وارفة..اسند راسي علي صدره..و اخذ بيدي..وضعها علي قلبه..وارتاح الي ظهر الدنيا..يحب ان يحكي لي هو.."حواديت" هي الكلمة المناسبة..يحكي و يحكي..يحب ان يري الدهشة في عيني..وتتابع الاحاسيس علي صفحة الوجه..بعد ان ينتهي من كل "حدوتة"..يقبل جبهتي..
يقول لي:
انت اخر الحواديت..
اخرج من المغطس..يشير لي الا اجفف الماء..ينتظرني..يشير لي ان اجلس بجانبه..يراني دوما



اجمل بقطرات الماء..ينحني ليطفئ عطشه من الكتفين..يمرر يده في شعري..يبتسم ..
يقول لي:
تبدين ابدية..

يحكي لي عن النساء اللائي عرفهن قبلي..ليس ذنبا يا صديقي ان تعرف قبلي..يبتر حكاية البنت..يستند الي ركبتي..ثم يمسك بيدي..يركب قطار خطوط العمر..ويبحر في ثنية الذراع..يطير فوق عقل الاصابع..فجأة..
يقول لي:
كيف اشتهيك ولا اشتهي المضاجعة؟


اراه يبتعد عني..ناظرا للماء..يقارن صفحتها الهادئة..بالسماء ذات الزرقة المتموجة..لكانه يراها لاول مرة..يخرج ورقة و قلم..يكتب شعرا..يتنهد..يدفن رأسه في صدري..همسا..
يقول لي:
البحر لا يستطيع البقاء..فأي شقاء؟

اريد ان اتعلم غزل الصوف..لكأن كل بنات الدنيا تعرفه وانا لا..انه لشئ مهم..كيف انقذ بينلوب من خطابها غزل كفن لابيها الشيخ..اتي بجميع انواع الخيط..ولا اتي بألة الغزل..يغالب الضحك حتي يغلبه..من بين ضحكه..
يقول لي:
غزلت يديك شباكا حول القلب..الا يكفيك لوعة الغياب؟

ياتي الليل..فارقد في فراشي وحيدة..لا شئ يدفع عني مرارة الفقد..ولا شئ يصد لوعة الغياب..اتذكر ما يقوله لي و ابتسم..اتدثر بالاغطية جيدا..انام..وانا اعرف انه سيأتي في الحلم..كي يقول لي..و يرحل..

الحنين اليك

ليسَ الحَنينُ إليك شيئاً يحتاج إلي وصف...الحنين إليك شئٌ في حد ذاته..ينتابني أحياناً حتي أكاد أترك الدنيا و أركض في الشوارع بحثاً عنك..و يسيطر علي شجن غريب غالباً..فأتحسس أي شئ وقعت عيناك عليه بشَغَفٍ،وأضمه الي صدري بولهٍ لن تصدقه مالمْ تره..
الحنين إليك واقعٌ في التفاصيل الصغيرة..متركزٌ علي إمتداد الشرايين حتي يكاد يوقف سريان الدم..يتواجد بكثره في كف يدي..يخدعني صمتي أحياناً فيخرج في أنفاسي العصبية القصيرة..و يراوغني فيسكنُ بين إنقباضاتِ القلبِ و إنبسَاطَاتِه..لربما وجدته هناك أيضاً في إلتقاءِ النهدين..و علي حافةِ الكتف..

(خذني ولو قسراً إليك..
و ضعْ منامي في يديك)

الحنين إليك مثل وجع القصيدة عندما تُدَغْدِغ قافيتها أصابعُ صبي عابثٍ..يريد أن يأكل الفاكهة دون أن يقشرها..أو شقاءُ أغنيةٍ عن الوصل..لاتجد لها مكاناً في قلبٍ صغيرٍ أضناه الهجر..

(كن لي كما أتمني..
أمطر عليّ الدفء والحلوى..)

الحنين إليك كامنٌ في تنافسٍ السكر والعسل علي وصف طعم الحلو ..يتسابق المسكينان علي مساحة من العشق الصافي بقدر يومين..وحده الليمونُ يتربع فوق طعم المر بِلا مُنافسْ..بقدر مابقي لك في البعد..

(من أرسي قواعد الجغرافيا..غير عالمٍ بمأساةِ التاريخ؟)

الحنين إليك هو تلك الفراشات الرقيقة اللتي حطت علي كفي ذلك اليوم إنها تنبئني بعمرٍ صعب المِرَاسْ..تلك العلامة علي جبهتك..اكتشفت إمتلاكي لمثلها علي حافة الصدر اليوم..يا الله..أكُلُّ يومٍ يمرُ بدونك..سيترك علي الصدر علامة؟

(للملحميين النسور..ولك أنت..طَوْقُ الحَمامة)

عندما اكتب أني أحبك..هكذا(أحب...ك) مم..أتخيلك تضمني بين الباء والكاف..أو تدفئ الأنامل المزرقة من البرودة..فتكف راضيةً عن الكتابة..
(أحب......ك)

كمن يفسرُ الماءَ -بعد عسرٍ- بالماء..اقولْ:
الحنينُ إليك..هو الحنينُ إليك..لا شئَ بعدُه..لا شئَ بعدكْ..


- عن موقع ألف لحرية الكشف في الكتابة والانسان
.
.

_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%B3.jpg
 
أعلى