ياسر السعدي - أعناق البظر الغريب

1
مُلامَسَةُ التَماثيلِ مُبهِجَةٌ
الكُلُ تَواقٌ لِما تُخَبِئُهُ الأعصابُ
البَحثُ عَن الخَمرةِ امتَعُ مِنَ النِعمَةِ ذاتِها
أخاديدٌ لا تَلينُ لا تَرفِقُ أبَداً
التَمَرُغُ أجمَلُ مِنَ الالتِهامِ
يَتَعاظَمُ الإشباعُ ليَعلوَ شَبَحَاً
تَرصُدُهُ الأضواءُ فِي كُلِ الشَوارِعِ
تَرصُدُهُ اللافِتاتُ و الصوَرُ البلاستيكية
يَعصُرُ الدَمَّ و يُلقيهِ سِلالاً مِنَ أكبادِ .

2
مُؤامَراتٌ عُظمى تَحيكُها الرُموشُ
النَحتُ عَمَليَةٌ لا تَنقَطِعُ
الوِلادَةُ فِعلٌ شَبِق
انفِجاراتٌ كُبرى تُحدِثُها الاستِدارةُ
العُهرُ سجادةٌ عَجَميةٌ تَتوهُ بِها أثوابُ العَرائِسِ
عُنقٌ مُرَونَقٌ كَمُروجٍ و خرفانٍ
ما يَتلوى هوَ كَذِبٌ حَتّى الثَمالَةِ
انتِهاكٌ لِمَا يَحدُثُ فِي النَومِ
اغتِصابٌ يَنتَشِرُ فِي النِقاطِ
فِي كُلِّ الخَلايا تَنتَشِرُ الإشاعَةُ الحَمراءُ
هُروبٌ فِي ثُرَياتٍ لَحمية يحصلُ الآن !

3
دِقةُ الرَسمِ و التَناسُقِ عَبِثٌ فِي الصورةِ
يَعكِسُ المَلامِحَ فِي لَحَظَاتٍ مُتَثاقِلَةٍ
تَشريحُ الخُطوطِ مُمتِعٌ الآنَ !
اللَذَةُ لَم تَعُد كَافيةً
تَسحَقُ بِشِدَةٍ
التَأرجُحَ بَينَ الألَمِ و اللَذَةُ تُجَسِدُ حَياً
ضَياعٌ بَينَ الالِهَةِ و الشَياطينِ
دَوسُ الرَغبَةِ
يَتَألَمُ بِشِدَةٍ
الغَصَةُ تُركَنُ عَلى أحرُفِ القَصَائِدِ .

4
انحِرافُ المَتاهَةِ يَبكي
التَشَتُتُ و الغُروبُ يَتَشابَهانِ
يَتَقاذَفانِ السَوائِلَ المَطليِةَ بَالذَهَبِ
آذانٌ هائِلَةٌ تَحفُرُها مَعالقُ زَهريّةٌ
الخَطَواتُ لا تَملّ الاكتِظاظَ و الاختِلاطَ
الجَنَةُ هنا حَيثُ يُصبِحُ السُمُ سَعيداً
نَفيُ الأسوَدِ ادعاءٌ ساذَج
وَقاحَةٌ تَملَؤ الضَحِكَ
الخَطيئَةُ لا تَهدَأُ عَن الشَعوَذَةِ
الطَقسُ يَحمي الخَطيئَةَ .

5
الإغواءُ أعمُقُ مِن أيِّ سُمٍ
قَد أتى لِيَقتُلَ
شَجَرَةٌ واحدَةٌ بِكَرَزٍ مَذعورٍ
بِحُلماتٍ قاتلة
بطُرُقاتٍ مُزدَحِمَةٍ بِالرؤوسِ
إحياءٌ مُغَفَلٌ لِلَحظَةٍ سارِقَةٍ
لا تَنتَظِرُ الجُوعَ المُقبِلَ
بَل تَملَئُهُ بِالعُشبِ المُكَسَرِ
زُجاجٌ يَبتَلِعُ الفُروجَ و الأُيُورَ مَعَاً
في سَكينَةٍ واحدة .


.

chasser-7.jpg
 
أعلى