أدييج الكمليلي - الحسناء الفاتنة

نفسـي الفداءُ لـحـبـيبٍ هـاجرِ = قـاسـي الفؤاد لـيّن الخواصرِ
ظبـيٍ أحـمِّ الـمقـلـتـيـن حُمَّ لي = مـا حُمَّ من جَواه في المقادر
من كان في الوعد كعُرقوبٍ ومَنْ = في البخل إنْ طالبته كمادر
كأنَّ طعـم ريـقهـا بعد الكرى = طعـمُ الـمعتقة عـند الـتـاجــر
تَبْسم عن نَوْر الأقاحي أصبحت = بقفرةٍ ممطـورة الظواهـر
لو كلَّمت ميْتـاً لأحياه الهوى = واستبـدل الإحـيـا مـن الـمقابر
ولـو بـدت لراهـبٍ في ديره = لصدَّ عـنهـا بفؤادٍ حـــــــــائر
فإن حمـاني وصْلُها وغيره = لم يحمنـي طيفُ الخيال الزائر
طيفٌ يبيت في الكرى مُسامري = طيفاً إذا نأيتُ عن مُسـامري
وقد مضت لي أعصرٌ في وصلها = ما إن مضت في سالف الأعاصر
أيـامَ كـان السَّعـدُ جـاراً مُسعداً = وكان صرفُ الـدهر غيرَ جائر
لا بردةَ الشَّباب أُنهجتْ ولا = جَدُّ المُـحبِّ في الهوى بـالعاثر
وكـم لـيـالٍ بتُّهـا في جنَّةٍ = ألهـو بأمـثـال الـدُّمـى السَّوامـــــــــر
فـي خَلقْهـا، وخُلقْهـا ما تشـتهي = نفسـي ومـا يلـذُّ كلُّ نــــاظر
أمسَى فؤادي من هواه مُدنَفًا = وفـاض دمعُ العـيـن كـالـمواطر
أروم كتـمـانَ الهـوى وأدمعي = تبـوح بـالمكنون في الضمائر
وكيف إخفائي الغرامَ بعدما = أبديتُ من مستـودع السرائر
لا حبَّذا من لامني في حبِّه = وحبَّذا من في هواه عاذري
فإن يكن عن ناظري مغـيَّباً = فشخصُه مصوَّرٌ في خاطري
يا من يلومُ في الهوى مهلاً فـما = لومك يُسليني ولا بضائري
داءُ الهوى صعب الشفاء ما له = غيرُ الحبيب من طبيبٍ مـاهر
هيهات أن تشفيك من داء الهوى = فُتَيَّةٌ نقـيَّة الــــــــــمآزر
لطـيفة الكشحـيــــن خَودٌ خَدْلةٌ = رُودٌ رَداحٌ بضَّة النـواشر
فإن مشـت فغصنُ بانٍ ناعـمٍ = وإن رنت ترنو بطرفٍ ساحر
لهـا مُحـيّا مُشـرِقٌ ومـــنطقٌ = كقهـوةٍ فـي مسمع المحاور
وبَشَرٌ مـثل الـحـرير ليِّنٌ = وجِيـد ظبـيٍ مـن ظِبـا الـمشاقر
يلـوح صـبحُ وجهها إذا بدت = فـي لـيل فَرعٍ أسحم الغدائر
زان الجواهرَ بهاءُ نحرها = وغـيرُهـا يُزان بـالجـواهــــر


.



أدييج بن عبدالله بن حبيب الله الكمليلي.
موريتانيا ( 1756 - 1853 م)

.
 
أعلى