حامد خضير الشمري - أميرة القرنفل

ما بين شهديها وروضة ثغرها
هطل الربيع بنفسجا وقرنفلا
وشربت من أنفاسها خمرا لذا
أصبحت في سِفر الغرام مرتلا
فكأنني ملـَكٌ يرفرف موحيا
للناس ما قال الإله وما تلا
وكأنها أعجوبة لو قورنت
بالحور والولدان كانت أجملا
حسناء لو همست ومدّت كفها
لمددْتُ قبل الروح قلبي المبتلى
شفتان أجراس الكنائس فيهما
وصدى المآذن كلما الليل انجلى
شفتان من عسل إذا ما ذقته
لا أرتوي فأعود حتى أنهلا
أصغي إلى رقص الأنامل هائما
وأرى لهاث الصدر سرا مُنزلا
عيناي تلتهمان منها خلسة
والنفس تغويني لأقطف ما حلا
تهفو فراشاتي لمصِّ رحيقها
وتحوم حول الجيد حتى تقتلا
أرنو لروضة صدرها كي أنتشي
وأذوبَ من فرط الهيام وأثمَلا
فالنوم في حضن الحبيبة نشوة
والموت عند الصدر درب للعلا
لو لم تكن ما كنت إلا هائما
لم يلقَ في الآفاق يوما موئلا
ألغت تواريخ النساء كأنما
منهن كون الله طرا قد خلا
ثغران لا أدري إذا اقتربا جوىً
من منهما للثم كان الأولا
ما الحب إلا قبلة في لهفة
تنسيك ما ولى وما قد أقبلا
مُهْرٌ من البلور حسبي أنها
ما إن أمد الكف حتى تصهلا
فيها أرى " تفاح " آدم يانعا
وأرى وراء " التين " غصنا مثقلا
ويفور بيْ تنور نوح بغتة
وزليخة في الباب توصد منزلا
فأقدُّ قمصان الخطيئة موقنا
أن الإله الحقَّ يغفر ما تلى

28/ 7 / 2016



corot067.jpg
 
أعلى