سامح محجوب - شبقٌ‮ ‬انفراديٌّ

لا تَشغلُني هندسةُ‮ ‬الأعضاءْ
الطولُ‮, ‬اللَّوْنُ, الحجمْ
رسمٌ‮ ‬تخطيطيٌّ‮ ‬لا أكثرْ
ما دُمتُ‮ ‬سأمنحُها شَبَقي الصحراويّ
ما دمتُ‮ ‬سأمنحُها رُوحي الملتاثةَ‮ ‬بكْ
فاجلسْ‮ ‬تحتَ‮ ‬قِبابي واستغفرْ
قُبَّتيَ‮ ‬كَنيسةْ
ولسانُكَ‮ ‬أجراسْ
فاقضِمْ‮ ‬يا آدمُ‮ ‬تفَّاحي
واصعدْ‮ ‬أشجاري الآنْ
تتعامدُ‮ ‬شمسُ‮ ‬الرغبةِ‮ ‬فوقَ‮ ‬سَريري في النصفِ‮ ‬الثاني من كُلِّ‮ ‬صباحْ
بعضي يَغزِلُ‮ ‬بعضي أشباحًا من فوضى
امرأةٌ‮ ‬في المرآةِ‮ ..‬
وأُخرى تحتي
مَن منَّا الأُنثى؟‮!‬
مَن منا الشُّرْفَةُ‮ ‬والعالَمْ؟‮!‬
مَن منا الحُبلى بالأُخرى؟‮!‬
مَن منا الإصبعُ‮ ‬والخاتَمْ؟‮!‬
مَن منا الظِّلُّ‮ ‬اليابِس؟‮!‬
مَن منا المرآة؟‮!‬
الزفرةُ‮ ‬واحدةٌ‮ ..‬
والآهةُ‮ ‬واحدةٌ‮ ..‬
والماءُ‮ ‬يُفَرِّقُهُ‮ ‬الغيمُ‮ ‬على الصَّحراءْ
رائحتُك تَصعدُني الآنَ‮ ..‬
فهَيِّئْ‮ ‬مُتكأً‮ ‬للوردِ‮ ‬الطَّاعِنِ‮ ‬في العشقِ
لِمُواءِ‮ ‬القِطَّةِ‮ ‬تحتَ‮ ‬ثِيابي
أنا باب اللعنة فادخلني
جَسَدِي أفواهٌ‮ ‬عَطْشى ..‬
ومناديلُ‮ ‬وَداع
ضاجعتُ‮ ‬أثاثَ‮ ‬الغرفةِ
حتى الإعياءْ
ضاجعتُ‮ ‬أناملي المرتعشة‮..‬
حتى انفرطتْ‮ ‬حَبَّاتُ‮ ‬التُوتِ
وانهمرَ‮ ‬الماءْ
لا تَشغلُني هندسةُ‮ ‬الأعضاءْ
تشغلُني رُوحُ‮ ‬الأشياءْ
ضِحكتُها اللا معقولةُ‮ ‬فرحًا ووجوما
رقصتُها فوقَ‮ ‬زُجاجِ‮ ‬العُمرِ‮ ‬المكسورْ
شهقتُها اللاعنةُ‮ ‬المُلتاعةُ‮ ..‬
آهتُها الرعناءْ
الوثبُ‮ ‬صُعودًا ونزولاً‮ ‬تحتَ‮ ‬خَيالٍ‮ ‬ساخِنْ
جاءَ‮ ‬ليسرقَ‮ ‬كالعادةِ‮ ..‬
إحدى الليلاتِ‮ ‬الباردةِ‮ ‬الجوفاءْ

لا تَشغلُني هندسةُ‮ ‬الأعضاءْ
يشغلُني الضوءُ‮ ‬الخائنُ‮ ..‬
يَفضحُ‮ ‬أتربةَ‮ ‬الرغبةِ‮ ‬فوقَ‮ ‬وِسادي
فوقَ‮ ‬المصباحِ‮ ‬وفوقَ‮ ‬اللوحةِ‮ ..‬
فوقَ‮ ‬مُلاءتيَ‮ ‬الزرقاءْ
يشربُني الضوءُ‮ ‬سُطوعًا وظلالا
وكَرَبٍّ‮ ‬سادِيّْ‮ ‬يرقبُني من كُوَّةِ‮ ‬ضعفِي
الضوءُ‮ ‬عَدُوِّي الأولُ‮ ..‬
يَفضحُ‮ ‬أَبَنوسي إذ يَتَلوَّى تحتَ‮ ‬سياطِ‮ ‬الغائبِ‮ ..‬
يَغْوي مثلي
ويَفِحُّ‮ ‬كأفعى ‬
يَصهلُ‮..‬
يَشهقُ‮..‬
يَهوِي كفَرَاشٍ‮ ‬في عَسَلي
الضوءُ‮ ‬شريكي الإجباريّْ
وعَدُوِّي المُكْرَهْ
ولهذا أمنحُهُ‮ ‬اليومَ‮ ‬قِطافي


صورة مفقودة
 
أعلى