أبو ذؤيب الهذلي - أَلا زَعَمَت أَسماءُ أَن لا أُحِبُّها

ألا زعمت أسماء أن لا أحبها *** فقلت بلى لولا ينازعني شغل
جزيتك ضعف الود لما اشتكيته *** وما إن جزاك الضعف من أحد قبلي
فإن تك أنثى من معد كريمة *** علينا فقد أعطيت نافلة الفضل
لعمرك ما عيساء تتبع شادنا *** يعن لها بالجزع من نخب النجل
إذا هي قامت تقشعر شواتها *** ويشرق بين الليت منها إلى الصقل
ترى حمشا في صدرها ثم إنها *** إذا أدبرت ولت بمكتنز عبل
وما أم خشف بالعلاية ترتعي *** وترمق أحيانا مخاتلة الحبل
بأحسن منها يوم قالت تدللا *** أتصرم حبلي أم تدوم على وصلي
فإن تزعميني كنت أجهل فيكم *** فإني شريت الحلم بعدك بالجهل
وقال صحابي قد غبنت فخلتني *** غبنت فلا أدري أشكلهم شكلي
على أنها قالت رأيت خويلدا *** تنكر حتى عاد أسود كالجذل
فتلك خطوب قد تملت شبابنا *** زمانا فتبلينا الخطوب وما نبلي
وتبلى الأولى يستلئمون على الأولى *** تراهن يوم الروع كالحدإ القبل
فهن كعقبان الشريف جوانح *** وهم فوقها مستلئمو حلق الجدل
منايا يقربن الحتوف لأهلها *** جهارا ويستمتعن بالأنس الجبل
ومفرهة عنس قدرت لرجلها *** فخرت كما تتابع الريح بالقفل
لحي جياع أو لضيف محول *** أبادر ذكرا أن يلج به قبلي
رويت ولم يغرم نديمي وحاولت *** بني عمها أسماء أن يفعلوا فعلي
فما فضلة من أذرعات هوت بها *** مذكرة عنس كهادية الضحل
سلافة راح ضمنتها إداوة *** مقيرة ردف لمؤخرة الرحل
تزودها من أهل بصرى وغزة *** على جسرة مرفوعة الذيل والكفل
فوافى بها عسفان ثم أتى بها *** مجنة تصفو في القلال ولا تغلي
فروحها من ذي المجاز عشية *** يبادر أولى السابقات إلى الحبل
فجئن وجاءت بينهن وإنه *** ليسمح ذفراها تزغم كالفحل
فجاء بها كيما يوافي حجة *** نديم كرام غير نكس ولا وغل
فبات بجمع ثم تم إلى منى *** فأصبح رادا يبتغي المزج بالسحل
فجاء بمزج لم ير الناس مثله *** هو الضحك إلا أنه عمل النحل
يمانية أحيا لها مظ مأبد *** وآل قراس صوب أرمية كحل
فما إن هما في صحفة بارقية *** جديد أرقت بالقدوم وبالصقل
بأطيب من فيها إذا جئت طارقا *** ولم يتبين ساطع الأفق المجلي
إذا الهدف المعزاب صوب رأسه *** وأمكنه ضفو من الثلة الخطل
 
أعلى