هبة عبد المعز أحمد - مفهوم الجندر

إبتدأ مصطلح الجندر كمصطلح لغوي مجرد، ثم تطور استخدامه إلى أن أصبح نظرية وأيديولوجية، حيث بدأت المرحلة الأولى بتعريف الجندر كمصطلح لغوي يستخدم لتصنيف الأسماء والضمائر والصفات، أو يستخدم كفعل مبني على خصائص متعلقة بالجنس في بعض اللغات وفي قوالب لغوية بحتة (1).

ثم ظهر الاتجاه الثاني لتعريف الجندر على أنه: "يرجع إلى الخصائص المتعلقة بالرجال والنساء والتي تتشكل اجتماعياً مقابل الخصائص التي تتأسس بيولوجياً (مثل الإنجاب)(2)".

ولم يتم تناول مسألة الفصل بين الأبعاد البيولوجية والاجتماعية، بل كانت الأولوية لدى قيادات الحركة النسوية العمل على هدم المفهوم السائد آنذاك وهو أن الخواص البيولوجية الجينية لكل من الرجل xy والمرأة xx هي الفيصل الوحيد في تحديد الأدوار التي يقوم بها كل من الرجل والمرأة في المجتمع، وتبعاً لذلك فقد كان الجندر مبنيًا على أساس الجنس، وبالتالي فإنه يتشكل بيولوجيًا أكثر منه اجتماعياً، وتجاوز المصطلح خلال المرحلة الثانية من استخدامه حدود الترابط بين مصطلحي الجنس والجندر، حيث بدأ التيار المتطرف من حركة فيمنيزم Radical Feminism بتقديم تعريف جديد لمصطلح الجندر يميزه عن كلمة الجنس؛ فأصبح يطلق على دور ومكانة كل من الرجال والنساء الذي يتشكل اجتماعياً، وبالتالي فهو قابل للتغيير(3).

وأصبح يمثل مفهوم الجندر اتجاهاً جديداً في دراسات المرأة، يرى البعض أنه طرح ليحل محل مفاهيم كانت موجودة من قبل مثل النسوية Feminism أوWomenism، والتي أشارت إلى كفاح المرأة من أجل تغيير الأوضاع غير المتساوية بينها وبين الرجل، ويرى بعض آخر من غلاة الحركة النسوية التقليدية أن الجندر خروج عن الهدف المقدس الذي تسعى إليه المرأة فى كفاحها ضد هيمنة المجتمع البطريكى (الأبوي)، ويرى آخرون أن مفهوم الجندر منعدم النسب لا أصل له ولا تاريخ، و أيًا كان الأمر فإن الإضافة التي تميزت بها دراسات الجندر أنها موجهة لكل من الرجل والمرأة من أجل إزالة الفجوة النوعية بينهما(4).

ويعد مصطلح (الجندر) الأكثر شيوعاً الآن في الأدبيات النسوية، يترجمه البعض إلى النوع الاجتماعي أو "الجنسوية"، وقد تم تعريب هذا المصطلح، وهو يشير إلى الخصائص النوعية وإلى الإقرار والقبول المتبادل لأدوار الرجل والمرأة داخل المجتمع.

والتركيز على الجندر بدلا من التركيز على المرأة وثيق الصلة بالرؤية التي تقول: إن مشكلات المرأة لا تعود بشكل أولى للفوارق البيولوجية بينها وبين الرجل، ولكن بدرجة أكبر إلى العوائق الاجتماعية والفوارق الثقافية والتاريخية والدينية، وعليه فإن التقسيم النوعي وفقاً لمفهوم "الجندر" ليس تقسيماً بيولوجياً جامداً، وإنما يستند إلى السياق العام الواسع الذي يتم من خلاله التقسيم الاجتماعي للعمل(1).

ويقصد أيضاً بالنوع الاجتماعي (Gander) مجموعة من السلوكيات والمفاهيم مرتبطة بالإناث والذكور ينشئها وينشرها المجتمع، وأن كل المجتمعات الثقافية تحول الفروقات البيولوجية بين الإناث والذكور إلى مجموعة من المفاهيم حول التفرقة والنشاطات التي تعتبر ملائمة.

كما ترى فلسفة الجندر أن التقسيمات والأدوار المنوطة بالرجل والمرأة، وكذلك الفروق بينهما من ثقافة المجتمع وأفكاره السائدة، ويمكن تغيير هذه الأدوار وإلغاؤها تماماً، بحيث يمكن للمرأة أن تقوم بأدوار الرجل، ويمكن للرجل أن يقوم بأدوار المرأة، وهذا يعني أن فلسفة الجندر تتنكر لتأثير الفروق البيولوجية الفطرية في تحديد أدوار الرجال والنساء.

وخلاصة الأمر أن الفلسفة الجندرية تسعي إلى تماثل كامل بين الذكر والأنثى، وترفض الاعتراف بوجود الفروق، وترفض التقسيمات حتى التي يمكن أن تستند إلى أصل الخلق والفطرة، فهذه الفلسفة لا تقبل المساواة التي تراعي الفروق بين الجنسين، بل تدعو إلى التماثل بينهما في كل شيء.

وللجندر بعد اجتماعي وتاريخي؛ لذلك ينبغي إدراك الجندر، ليس فقط كخاصية ثابتة للأفراد ولكن كجزء من عملية مستمرة بواسطة ما يبنيه الفاعلون غالباً بأساليب متناقضة، كما أن الجندر هو خطاب ثقافي، وبذلك فهو عرضة للنضال والممارسة المستمرين(2).

كما ذهبت دي لورليتث إلي أن مفهوم الجندر هو بناء اجتماعي وثقافي أيضًا، وأن ذلك عملية تاريخية مستمرة تدار في كل المؤسسات المجتمعية في كل يوم من الحياة، وسائل الإعلام والمدارس، والأسر، والمحاكم..الخ، وأكدت أن مفهوم تكنولوجيا الجندر Technology of sex بناء

ثقافي اجتماعي وأجهزة دلالية، ونظام من التمثيل الذي يحدد معني الأفراد في المجتمع بإتباعها

أفكارها وآرائها(1).

وقد لخص Van Zoonen أن وسائل الإعلام هي الموقع الوحيد والمستمر لممارسة الجندر ويمكن رؤيته على أنه تكنولوجيا اجتماعية للجندر أو إعداد وتعديل وإعادة بناء وإنتاج، وتدريب ومظاهر ثقافية متناقضة لاختلاف الجنس(2).

تعريف الجندر في الموسوعة البريطانية Gender Identity:

هو شعور الإنسان بنفسه كذكر أو أنثى، ولكن هناك حالات لا يرتبط فيها شعور الإنسان بخصائصه العضوية، ولا يكون هناك توافق بين الصفات العضوية وهويته الجندرية، إن الهوية الجندرية ليست ثابتة بالولادة، بل تؤثر فيها العوامل النفسية والاجتماعية بتشكيل نواة الهوية الجندرية وتتغير، وتتوسع بتأثير العوامل الاجتماعية كلما نما الطفل.

تعريف الجندر في منظمة الصحة العالمية:

هو المصطلح الذي يفيد استعماله وصف الخصائص التي يحملها الرجل والمرأة كصفات مركبة اجتماعية لا علاقة لها بالاختلافات العضوية(3).

تعريف الجندر في وثيقة الأمم المتحدة:

الباب الخامس، الفقرة 2، 15 تحدد أهداف الوثيقة كالتالي: "تدعيم الأسرة بشكل أفضل وتدعيم استقرارها مع الأخذ بعين الاعتبار تعدد أنماطها".

الجندر و المرأة:

تتطلب عملية إدراك معنى الجندر ألا نصغي للنساء فقط، فقد يشكل التركيز على المرأة جزءًا من المشكلة، حيث يمكن للرجال كما للنساء أن يعانوا من عدم التمكين، فالمشاريع التحولية كثيرة، أي التي تستحدث تغييراً جذرياً، وقلما تنتبه للجندر فتدعم وضعاً راهناً غير عادل(4).

يتطلب التفاوض حول التغيير البنيوي مع النساء والرجال الوقت والشجاعة، مما يجعل المهمة غير جذابة للدول المانحة، والعديد من المنظمات غير الحكومية، وقد فرضت عملية الربط مع جدول أعمال نسوى مفروض من الغرب العداء إزاء تناول التغيير البنيوي في علاقات الجندر(5).

الجندر و الجنس:

الجندر Gender كلمة إنجليزية تنحدر من أصل لاتيني وتعني في الإطار اللغوي Genus الجنس من حيث الذكورة والأنوثة، لكن المرادف الحقيقي لكلمة Gender هو الجنس الاجتماعي أو النوع الاجتماعي أو الدور الاجتماعي.

يتميز جانب الجنس بحد أدني من العوامل البيولوجية التي تجعلنا نميز جسدًا معينًا باعتباره جسد امرأة أو جسد رجل.

أما الجندر فهو قصة الجسد الاجتماعية أو السيكولوجية أو الثقافية، أي أنه النظرة الاجتماعية أو السيكولوجية للاختلاف الجنسي، وهو مجموعة من الصفات المحددة ثقافيا.

وإذا عدنا إلى تعريف (أوكلي) أستاذة الأنثروبولوجيا التي أدخلت هذا المصطلح إلى علم الاجتماع سنجد أنها تترجم كلمة Sex إلى الجنس، أي التقسيم البيولوجي من حيث هل هو ذكر أم أنثى؟ بينما تشير كلمة gender إلى التقسيمات الموازية وغير المتكافئة اجتماعياً للذكورة والأنوثة. وبذلك يقصد بالنوع الاجتماعي مجموعة من السلوكيات والمفاهيم مرتبطة بالإناث والذكور ينشئها وينشرها المجتمع.

الجندرية: هي الوظيفة الاجتماعية التي يكتسبها الجنس البشرى ويتعلمها ويتوقعها المجتمع منه

الجنسوية: تعنى الاعتقاد بدونية الإناث وتفوق الذكور والذي يستخدم في تبرير الاستغلال الجنسي ومشروعيته(1).

التماثل و المساواة :

المساواة في النوع الاجتماعي حق أساسي من حقوق الإنسان، والمجتمع وحده هو الذي يضمن أن كافة النساء والرجال يدركون ويستفيدون من هذا الحق(2).

المساواة: هي إنصاف المرأة في الحقوق والواجبات وفرص الحياة من تعليم وخدمات ووظائف تصل بها إلى مراكز اتخاذ القرار.

التماثل: هو نتاج نظرية الجندر والتي يتخذها الجندر النسوي قاعدة ينطلق منها، ألا وهي إلغاء كل الفروق الطبيعية أو المختصة بالأدوار الحياتية بين الرجال والنساء، والادعاء بأن أي اختلاف في الخصائص والأدوار، إنما هو من صنع المجتمع(3).

وعلى الرغم من الإقرار بعدم وجود مساواة بين الرجال والنساء، ومحاولة العمل باتجاه المساواة بين الجنسين، إلا أنه مازالت الأفكار المتعلقة بما تعنيه المساواة، وكيفية الوصول إليها محل جدل واسع ونزاع دائم، وبتحليل الخطابات التي تتناول المساواة والتماثل تبين أن الفرق بين الاثنين غير واضح(1).

الجندر و التنمية:

هناك جهود دولية مبذولة للارتفاع بالمستوى الاقتصادي للأسرة، وتأمين حصول المرأة على دخل للارتقاء بمستواها، ودعم دورها داخل الأسرة والمجتمع، هذا لا يعنى بالضرورة أن تكون المرأة صانعة القرار داخل الأسرة لأنها تمتلك المال، فالروابط أصبحت أكثر تعقيدًا(2).

المساواة في النوع الاجتماعي قضية محورية في التنمية، وضرورية للقضاء نهائيًا وفعليًا على الفقر وهو ما تشير إليه إستراتيجية البنك الدولي.

الجندر و النظرية والنسوية :

بدأت حركة تحرير المرأة أو ما يشار إليه الموجه الأولى من النسوية عام 1830، واستمرت حتى عام 1920م، وكان تركيز المشاركين والمشاركات فيها على الحصول على الحقوق المدنية للنساء في مجتمعاتهم؛ لهذا كان اتجاه الحركة في ذاك الوقت اتجاهاً ليبرالياً يسعى إلي التأكيد على المساواة، أما الموجة الثانية من النسوية فيؤرخ لها بتاريخ 1963، وتتميز هذه المرحلة بانتشار مجموعات النهوض بالوعي في إنجلترا أو فرنسا وأمريكا، كما اتسمت بالإدراج التدريجي للقضايا النسوية في المؤسسات الأكاديمية(3).

وارتكزت نقطة البداية بالنسبة للفكر النسوي على افتراض وجود تجارب مشتركة بين جميع النساء وهى التجارب المبنية على القهر الذي يتعرضن له في المجتمعات المختلفة بسبب النوع، ومع مرور الوقت، حدث تحول محوري في التوجهات العامة والمفاهيم النسوية، حين قامت المناضلة الأمريكية السوداء سوجورنر تروث Sojourner Truth بتحدي النسويات الناشطات في القرن التاسع عشر، ووبختهن لتجاهلهن مشاكل واهتمامات النساء السـود؛ فقالت: "ألسـت أنا أيضًا امرأة"، وأصبحت هذه العبارة شعـاراً متكرراً في كتابات الناقدات النسويات من الســود، كما قامت مجموعات من النساء بالتشكيك في افتراض أن جميع النساء لهن تجارب مشتركة من القهر، وفي عام 1972 صدر بيان النسويات السود عن مجموعة نسويه التقت في مدينة بوسطن انتقدت توجهات الحركة النسوية الأمريكية المعبرة عن مصالح الطبقة المتوسطة من النساء البيض وتبنت فكرة أن المواقف السياسية التي تسعى إلى إحداث تغييرات جذرية في المجتمع تنبع في الأساس من الهوية(1).

أما في التسعينيات فنلمس تحولاً ملحوظاً في الافتراضات التي تستند إليها الهوية، حيث يتعدى البحث النسوي مرحلة وصف المواضع المحددة لسياسات الهوية، ويدخل في مرحلة الاشتباك النقدي مع التعقيدات الناتجة عن صراعات القوة، والحدود المبهمة للهويات في سياق ما بعد الحداثة(2).

واستطراداً لفكرة الاختلافات القائمة بين المشروعات النسوية في البلدان المختلفة تذهب موهانتي إلى أن السياسات النسوية للنسويات غير الغربيات تأخذ على عاتقها مواجهة الإرث التاريخي العنصري والاستعماري، كما أنها تتصدى إلى الدور الذي تلعبه الأنظمة المهنية في تقليص الفرص المتاحة لهن على مستوى الحياة اليومية(3).

هذه المساهمات النقدية تعزز الاعتراف بوجود حركات نسويه متعددة لا حركة نسويه واحدة، بحيث تأخذ في الاعتبار الدلالات المترتبة على الاختلافات في تحديد أولويات العمل النسوي.

ومن الجدير بالذكر أن عدداًً كبيراً من الباحثات النسويات يعملن على بلورة مفاهيم ومصطلحات تساعد على بناء جسور عبر الثقافات واللغات مع احترام الاختلافات وأشكال التمييز، وفي هذا السياق جرت محاولات نقدية عديدة لصياغة المصطلح الملائم للتعبير عن علاقات متشابكة ومعقدة في آن واحد، فنجد مفهوم النسوية المتعددة الثقافات Multicultural feminism، أو النسوية المتعددة الجنسيات أو الحركات النسويةFeminism (4).

وبهذا يمثل الفكر النسوي تحديات متعددة في القرن الواحد والعشرين يتمثل في شيوع الاتجاهات المحافظة في العالم وانحسار فترة المد الثوري التحرري الذي بلغ ذروته في الستينيات من القرن العشرين فكان مهداً مثمراً لحركات التحرر الوطني في بلدان العالم الثالث، والحركات التحريرية الاجتماعية مثل الحركة النسوية في الغرب، ثم جاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، فأتاحت الفرصة التاريخية للحكومات المحافظة في تقليص الحقوق المدنية للمواطنين وفي تضييق مساحة الحريات المتاحة في المجال العام والخاص(1).

وقد نجح الفكر النسوي في أن يصبح جزءاً لا يتجزأ من النسيج المعرفي في المؤسسات الأكاديمية في العالم، وعلى هذا الأساس من الممكن الاشتباك مع الفكر النسوي ومراجعته، ولكن ليس من السهل تجاهله.

الجندر وما بعد النسوية:

بعد أكثر من مائة عام على انطلاق الحركة النسوية، أخذت مفردة (الجندر) في ثمانينيات القرن العشرين تشق طريقها كأحد أبرز المصطلحات المستخدمة في قاموس الحركات النسوية، وقد ظهر هذا المصطلح في الولايات المتحدة الأمريكية ثم انتقل إلي أوروبا الغربية ف 1988 .

ولم يكن هذا التعبير هو التجديد الوحيد في الخطاب النسوي، إذ برز أخيراً ما يسمى "ما بعد الحركة النسوية" كإطار لأطروحات ومطالب جديدة، أو قراءات مختلفة، لمطالب المرأة، وبحثاً عن تحديد جديد لمفهومي الأنوثة والذكورة بعد أن حصلت المرأة في الكثير من دول العالم على الحق في الانتخاب والعمل، والتمتع بحقوقها كمواطنة(2).





(1) available at: http://dictionary.reference.com/browse/gender

(2)Jacquelyn B. James, The Meanings of Gender, Journal of Social Issues, The Significance of Gender: Theory and reserach about Difference, Blackswell Publishers, 1997, pp 122 - 125.

(3) Judith Worell , Encyclopedia of Women Gender, Academic Press, 2001.

(4) Donna F. Murdock, Neoliberalism , Gender and development, Women`s Studies Quarterly , 2003 , VOLxxxi , NO 3&4 , p 130 .

(1) حمدي عبد الرحمن حسن، المشاركة السياسية للمرأة، خبرة الشمال الأفريقي ، القاهرة، مركز دراسات المستقبل الأفريقي، 2001، ص 9

(2) Van zoonen, Feminist Media studies . op.cit , ,pp, 33, 34

(1) De.T. Lauretis , Technologyies of gender. Essays on Theory, filmand fiction , Bloomington, Indiana university press, 1994, pp, 3-6

(2) Van zoonen , op.cit ,p, 35 .

(3) محمد شريح، مفهوم الجندر ودوره في نشاط المنظمات الدولية، هي أون لين

Available at : http://www.lahaonline.com/index.php?option=content&task=view§ionid=1&id=12109

(4)Andrea Cornwall, Making a Difference? gender and participatory development, IDS Discussion Paper378, Brighton: Iistitute of Devevlopment Studies .

http://www.ids.as.ik/ids/particip/research/gender/html

(5)Guijt , I.& Shah , M,K ,(eds) , The myth of community: gender Issues In Participatory development , londen : Intermediate Technology Publications .

(1) Al-Azzeh , J.M .An English- Arabic Glossary of UNICEF Terminology, Revised Edition 2000. Amman Jordan : MENA Regional Office . Retrieved 2-5-2006:

available at : http://www.amanjordan.org/

(2) كتيبات التعريف بالمساواة في النوع الاجتماعي ببرنامج الوكالة الكندية للتنمية الدولية بمصر، يناير 2004، الجزء الأول، ص 3.

(3) الجندر... تماثل أم مساواة مع عالم الرجال

Available at : [1]

(1) Michelle M. Lazar, Gender, Discourse and Semiotics, The Politics of Parenthood Representations, Discourse & Society, Vol. 11, No. 2000, 3,pp 373-400.

(2) Caroline Sweetman , Gender Development Money , Small Enterprise Development , vol 13 , no 3 , September 2002 , p88

(3) هالة كمال وتقديم هدى الصدة، أصوات بديلة للمرأة والعرق والعاصمة لها العالم الثالث، القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة، 2002، ص ص10- 12.


(1) The Cambahee River Collective, Black Feminist statement, Feminist Rader, ed joy, james and T Dsha , pley-whitiyloxfoid , Black we , 2002, p 212 .

(2)Chandra Talpada Mohantuy, Under Western Eyes Feminist scholarship and colonial Discourses :

(3) Chandra Mohanty& eds, third world womenad plotieis of feminism, Bloom-inqton and Indian polis, indiana university press, 1991.p.10

(4) Family Life Packet , Family and Cconsumer Sciences, 2002, available at : http//www.hec.ohio.state.edu/famlife ..

(1) Rita Cavigioli, Generation, Gender and cultural Genealogies. ,The Aging of the'68ers in Luisa Passerini's, La Fontana della giovinezza, Women's Studies, pp603-637.

(2) Ravinder Kaur , Feminist Post-Development Thought , Women's Studies Quarterly , pp 313 , 319 .


هبة عبد المعز أحمد
 
نشأة الجندر و تطوره
هبة عبد المعز أحمد


أتت مسألة الجندر في إطار أجندة عالمية تتحدث عن حقوق الإنسان والمرأة والطفل منذ انهيار القطبية الثنائية ، وهناك إشارة إلى أن مصطلح الجندر بدأ في الظهور لأول مرة في الغرب في بداية السبعينيات في الدراسات الخاصة بالتنمية، واستخدم تعبير الجندر في التنمية Gender in Development كمقابل لتعبير النساء في التنميةWomen in Development ، ثم انتقل هذا المصطلح إلي المنطقة العربية في النصف الثاني من الثمانينيات وقد أصبح معروفًا في النقاش حول التنمية وأطر العمل عبر أدبيات المنظمات الدولية المشتغلة في مجالات التنمية(1)، وتعتبر قضية النوع الاجتماعي (الجندر)، فلسفة نسويه غربية تعبر عن أزمة الفكر الغربي في مرحلة ما بعد الحادثة، وتشير الأدبيات إلى أن مصطلح الجندر "النوع الاجتماعي" استخدم لأول مرة من قبل "آن أوكلي" وزملائها من الكتاب في سبعينيات القرن الماضي، وذلك لوصف خصائص الرجال والنساء المحددة اجتماعياً في مقابل تلك الخصائص المحددة بيولوجيًا.

غير أن البعض يرجح أن استخدام المصطلح وانتشاره في الأدبيات العالمية كان خلال فترة الثمانينيات من القرن الماضي، وهي الفترة التي اتسمت بمناقشات مكثفة حول أثر سياسات التكيف الهيكلي على أوضاع المرأة، و يرجع الفضل في استخدام مصطلح "الجندر" إلى منظمة العمل الدولية وكان يشير إلى العلاقات والفروقات بين الرجل والمرأة التي ترجع إلى الاختلاف بين المجتمعات والثقافات والتي هي عرضة للتغيير طوال الوقت.

وكاتجاه عام فإن المصطلح يشير إلى التفرقة بين الذكر والأنثى على أساس الدور الاجتماعي لكل

منهما تأثراً بالقيم السائدة (2)، وهم يرون أن هذا المصطلح يشير إلى الصور النمطية الثقافية للرجولة والأنوثة أي أن الثقافات السائدة هي التي تحدث التغيير في فكرة الأنثى حول نفسها ودورها في المجتمع، وبالتالي ما ينال المرأة من ظلم وتدن في المكانة وعدم حصولها على حقوقها سببه النمطية Stereotype التي يضعها المجتمع وثقافته فيما يخص دور المرأة أو دور الرجل(3)، ولما كانت قضية عدم المساواة هي أساس الجدل الدولي المثار حول قضايا المرأة مما استدعي تخصيص العديد من الدراسات والأبحاث لمعرفة السبب في كون قضية التمييز وعدم المساواة قائمة حتى الآن. ولما كانت المرأة هي الطرف المضحي به في العملية الحياتية على كافة المستويات؛ كان لا بد من ظهور ما يسمي بدراسة أوضاع المرأة، التي تحولت إلى دراسة قضايا المرأة وانتهت إلى ضرورة النهوض بالمرأة باعتبارها تمثل نصف سكان العالم، وأن تخلف معظم الشعوب يعود في أحد أسبابه لعدم إشراك المرأة في التنمية وتعطيل قدراتها.

وكانت اتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة في نهاية عام 1979، والتي صدقت عليها معظم دول العالم سنة 1981، تهدف إلي أن تحصل المرأة على حقوق متساوية مع الرجل في كافة الميادين ، ويعتبر إدماج فصل مستقل عن المساواة والجندر والإنصاف وتمكين المرأة في برنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية ICPD المنعقد في القاهرة سنة 1994، دليلا على الاعتراف بأهمية التحليل الذي يعتمد على الجندر كان النهج القديم الذي يتحدث عن المرأة والتنمية كمدخل للقضاء على التمييز ضد المرأة، هو ما عنت به العديد من الدراسات خاصة المصاحبة لمؤتمر المرأة العالمي في بكين عام 1995م، وظهرت أداة التحليل الحديثة المعروفة باسم الجندر، واستبدلت مذهبية المرأة في التنمية إلى النوع الاجتماعي "الجندر" (4) مما يعد محاولة جادة لصياغة نظرية "عالمية- حول أوضاع عدم المساواة النوعية.




(1) مكتبة الدراسات الجندرية : 30/7/2007
(2) شبكة النبأ المعلوماتية ، مصطلحات نسوية... الجندر: Gender
(3) نورة السعد، الجندر.. المفهوم والغاية!!، جريدة الرياض التاريخ: الثلاثاء 11 / 5/ 2004
(4) حمدي عبد الرحمن حسن، المشاركة السياسية للمرأة، المشاركة السياسة خبرة الشمال الإفريقي ، القاهرة : مركز دراسات المستقبل ، 2001 ، ص 186.


هبة عبد المعز أحمد
 
أعلى