محمدالناصر - الرهز

إرتهز لأمر كذا، ورأيته مرتهزاً له؛ إذا تحرّك له واهتز ونشط.
والرهز هو الحركة في الجماع.. يقال: رهزها فارتَهَزتْ رهزا ورهزانا.. وهو تحركهما معاً عند الإيلاج من الرجل والمرأة.
فالوصول للذروة الجنسية لا يكون غالبا إلا مع تكرار احتكاك الأعضاء التناسلية بين الرجل والمرأة أثناء عملية الإيلاج، ولا تكاد تكتمل اللذة للطرفين إلا إذا مع الحركة أو الرهز.
حكي عن المتوكل أن أعضاؤه ضعفت عن حركات الرهز ولم يشبع من الجماع؛ فملى له حوض من الزئبق وبسط عليه النطع ليحركه الزئبق من غير أن يتحرك فاستلذه.
والكثير من الجنسين لا يستهويه مجرد الحركة العادية بل تلك التي يصاحبها شدة وقوة قد تصل أحيانا لدرجة العنف.. قيل لامرأة: ما الذي يعجب النساء من الرجال? فقالت : شدة الرهز وقلة العجز.
وقد حكت لنا كتب الأمثال: أن امرأة بغيا كانت تؤجر نفسها من الرجال بدرهمين لكل من طلبها فاستأجرها يوماً رجل بدرهمين ، فلما جاء معها أعجبها جماعه وقوته وشدة رهزه فجعلت تقول : صكاً ، أي صك صكاً ، ودرهماك لك . فذهبت مثلاً .
وأوردت كتب الأدب في هذه الشدة صورا لا تكاد تخلو من مبالغات، من ذلك:
1. رهز يذرف الدموع: كما أنشدت أم الضحاك المحاربية:
شفاء الحب تقبـيل وضـم وجر بالبطون على البطون
ورهز تهمل العينان منـه وأخذ بالذوائب والقـرون
2. رهز يوقظ النيام: فقد سئل أحدهم عن الحب، فقال: العض الشديد والجمع بين الركبة والوريد ورهز يوقظ النيام ويوجب الآثام..
3. رهز يحطم الجوانح والأطراف: كما أنشد الشاعر:
…………………….. فشامَ فِيها مِذْلَغاً صُمادِحَا
فصَرَخَتْ لقَدْ لَقِيتَ ناكِحَا رَهْزاً دِراكاً يَحْطِمُ الجَوانِحَا
4. رهز يزيل الملابس عن البدن: كما أنشد أحدهم:
زعموها قالت وقد غاب فيها قائماً في قيامه استحصـاف
وهو في جارة استها يتلظـى يا فتى هكذا تناك الظـراف
ناكها ضيفها وقبـل فـاهـا يا لقومي لقد طغى الأضياف
لم يزل يرهز الشهية حتـى زال عنها قميصها والعطاف
والرهز في النساء يعتبر من حسن التبعل، وكن يتعلمنه.. وقد اشتهر أن حبى المدينية كانت تأتيها النساء ليتعلمن منها فنون الجماع وأوضاعه بما في ذلك الرهز.
كما كانت النساء يتفنن في القيام به ويتفاخرن به دون استحياء ولا غضاضة.. حكي أنه عرضت جارية على المتوكل فقال لها : أيش تحسنين? فقالت : عشرين لوناً من الرهز ، فأعجبته واشتراها .
وأنشدت ابنة الحمارس:
يا مَنْ يدلُّ عَزَباً عـلـى عَـزَبْ
على ابنة الحمارس الشيخ الأزَبْ
ممكورةُ الساقين خثماء الرَكـبْ
أدل من يدب بي على العـجـب
تدارك الرهـزَ إذا الإير وَقَـبْ
حمحمةَ البرذون في أخرى الجلبْ
كأنّ تحت جفنـه إذا انـقـلـبْ
رمّانةً فتتْ لمحمـومٍ وَصـبْ
تخبر بأنها مهيئة لأن تري من سيحظى بها العجب العجاب، من توالي الحركات "تدارك الرهز"عند الايلاج "إذا الأير وقب" مع اقتران ذلك بصدور التأوهات والأصوات منها "حمحمة ….". وقد افتخرت في هذه الأبيات بجمالها ونضجها الجنسي رغم عدم تجربتها من قبل، فهي لا تزال بكرا بدليل ما أشارت إليه من آثار فض بكارتها "كأن…. رمانة فتت".
وهذه الأبيات تنسب إلى ليلى بنت الحمارس التغلبي، وقد روى أن أباها لم يرغب أن يزوجها لشدة غيرته، فرأته ذات يوم يبري أوتاداً بفناء البيت، وكأن الوتد أثار مخيلتها الجنسية فأنشدت:
إير يَبُدُّ الأسكَـتـينِ بَـدّا
مِثل ذِراع الشيخ يبري الوَدا
لا بُدَّ أن يجـرح أو يَكـدَّا
فلما سمعها أبوها قال : لا بارك الله فيك، والله لأزوجنك أول من يخطبك.
 
أعلى