ريف حوماني - عادتِ القبلةُ الى حقيقتها

تلك الشهوة لم تكن نقيضي
لكني لم أتحبّر بقميص يوسف لأُبرئ نفسي من شبهتها
ولا تشكّلْتُ بزَهَراتِ الغُنج عند تآلف رنّاتها
ولا استعنْتُ بشجنِ الرموزِ كي أخبئ خطيئتي
ولا مال قلبي الى شوكته ولا مال دمي الى شقرته
ولا فصّلْتُ أعضائي سهاماً لنصف آدميّ
كان قميصه موحياً وألوان المجهول تتنازعني
وحين صار الخيالُ وهماً
عادتِ القبلةُ الى حقيقتها
وعامتِ اللغةُ بنقصانها
فسللْتُ نفسي من شهوة الشِّعر لأكونها, دهشةَ الكفنِ
وحضنْتُ آيةً لم تحفظِ استثنائي
فشهّدتْني ضمور ذاكرتي وموت رغباتي وقسوة السؤال
ومضيْتُ أعصرُ حلقي
فوجدت في عنقي بياضا يردّ الارض عني
وظلمة خفية تشبه صبوتي الى رجل ينفخ في نار الحب ليطفئه
فأعمّمه بما تبقّى على ضفائري من صفرة الأقدار
وأركض نحو خلايا العسل لأبوح بآخر أسراري
فتتراجع في لعابي الأسرار
تُعسكِر ما تراكم في غسق الصدر
وما اجتناه الصمتُ من خلاياي


صورة مفقودة


(ريف)
 
أعلى