حامد صبري - أن تحبّ امرأة

أن تحبّ امرأة
تربي فى فناء عينيها نهرًا أليفًا ..
وتنام على حافة النهار كقصة لا تنتهي
أن تحبّ امرأة حين تتكلم
تجرّد السّماء من كل فراشاتها
و حين تناديك
يجف اسمك
و يسقط
...
أن تحب امرأة
تنام على نومك
كلما غابت
ينبح السرير
..
امرأة تدمن الوقوف في شرفة عينيكَ
لتنشر غسيل صورتها على قرنيتك
امرأة محشورة في كتف القصيدة
كلما أردت أن لا تكتب
امرأة
مدورة كحبة الليمون
أو كالمتاهة
...
أن تحب امرأة
تأكل كل تلك الموسيقى الخارجة من المذياع
و كل هذا الكلام الخارج من الشرفة
و كل هؤلاء القتلى الخارجين من ثقب النشرة
و كل هذا الخروج الداخل فيك
...
امرأة
تخرج من النكتة ومن صاحبها
ومن ملابس الضحك القديمة الملقاة في مقاطع اليوتيوب
امرأة تلبس الشارع و الحديقة و الغرفة
و تمسح الإسفلت بماء عينيها
لتصبح كل الطرق
تؤدي إلى غيابها

...

أن تحب امرأة
تبلل ريق الماء
حين تشرب
و
تجلس على خد العالم
كدمعة يابسة
...
أن تحب امرأة بهذا الشكل
يعني
أن تعيش عمرك كله
في محبره
 
أعلى