أبو الحسن على بن موسى بن سعيد المغربي الأندلسي - المقتطف من أزاهر الطرف

الأبيات المثلثة
ولا يورد منها أيضا إلا ما وقع فيه مرقص ا، ب تميم بن المعز «1» :
قم أدرها فالليل رقّ دجاه «2» ... وبدا طيلسانه ينجاب
وكأن الصباح فى الأفق باز ... والدّجى بين مخلبيه غراب
وكأن السماء لجّة بحر ... وكأن النجوم فيها حباب
االشريف كمال الدين الحسينى الحمصى «3»
محن البرايا فى البرايا فرّقت ... وتجمّعت فى بيتنا النّكبات
فى كل يوم منزل تحتلّه ... وتذودنا عن ملكه الأزمات
ما ضرّنا أن ليس نملك منزلا ... ولنا الصّفا والركن والحجرات
الشريف أبو أحمد بن أبى البسام «4»
عاذلتى لا تفنّدينى ... أن صرت فى منزل هجين
فليس قبح المحلّ ممّا ... يقدح فى منصبى ودينى «1»
فالشمس علويّة ولكن ... تغرب فى حمأة وطين
ا، ب أبو فراس الحمدانى «2»
هززنا الأنس بالصّهباء صرفا ... على نهر تدرّع بالظّلال
ورحنا بعد ذاك إلى مجال ... تحدّث عنه ربّات الحجال «3»
كأنّ الخيل تعلم من عليها ... ففى بعض على بعض تعال
اابن عمه أبو وائل «4»
أجل عينيك فى عينى تجدها ... مشربة جنى ورد الخدود
وصافحنى تجد عبقا بكفّى ... يضوع إليك من ردع النّهود
وها سمعى إليك فإنّ فيه ... بقايا من حديث كالعقود
ا، ب منصور بن صدقة: ملك الحلة بالعراق «5»
يوم لنا بالنّيل مختصر ... ولكلّ يوم مسرّة قصر
والسّفن تغدو فى الفرات بنا ... والماء مرتفع ومنحدر
وكأنما أمواجه عكن ... وكأنما داراته سرر
االملك الناصر «1» : وقد فارق من كان يحبه فلم يودعه
تغالبت والأيام فى من أحبّه ... ومن غالبته قبل ذا فأطاقها
فبانت به عنّى فلم أستطع له ... وداعا فقالت من خبرت نفاقها
تفارقه دون الوداع ومن رأت ... يودّع روحا أو يريد فراقها
ا، ب تاج الدولة بن أبى الحسين الكليى: ملك صقلية «2»
رأتنى وقد شبّهت بالورد خدّها ... فتاهت وقالت قاس خدّى بالورد
كما قال إن الأقحوان كمبسمى ... وأن قضيب البان يشبه قدّى
إذا كان هذا فى البساتين عنده ... فقولوا له لم جاء يطلبه عندى
ا، ب المعتمد بن عباد [اللخمى] «3»
مرضت فأمسكت الزيارة عامدا ... وما ذاك منى عن ملال ولا هجر
ولكننى أشفقت والله أن أرى ... بعينى تغيير الكسوف على البدر
وما سمحت نفسى ترى البدر ذابلا ... ولم أر أولى من رجوعى إلى الصّبر
اابن الزقاق «1» : وهو من ولده
ورياض من الشّقائق أضحى ... يتهادى بها نسيم الرّياح
زرتها والغمام يجلد منها ... زهرات تفوق لون الرّاح «2»
قلت: ما ذنبها فقال مجيبا ... سرقت حمرة الخدود الملاح
ا، ب الحاجرى «3»
لم لا أحنّ إلى الحجاز صبابة ... ويجود دمع العين بالهملان
ورضا به الخمر العذيب وخدّه «4» ... النّضر الجنى وعذاره العلمان
لم يعل ذاك الخدّ خال أسود ... إلا لنكث شقائق النّعمان
ا، ب ابن سابق «1»
قم هاتها ما الأنس إلا بها ... فقد زها الصّبح بإشراقه
والورد قد فتّح أزراره ... وشمّر النّرجس عن ساقه
كلاهما للسّحر من خدّه ... ولحظه داع لعشّاقه
ا، ب ابن سناء الملك «2»
يا عاطل الجيد إلّا من محاسنه ... عطّلت فيك الحشا إلا من الحزن
فى سلك جسمى درّ الدّمع منتظم ... فهل لجيدك فى عقد بلا ثمن
لا تخش منى فإنّى كالنّسيم ضنا ... وما النسيم بمخشىّ على غصن
ا، ب البهاء زهير «3»
أيا ظبى هلّا كان منك التفاتة ... ويا غصن هلّا كان منك تعطّف «4»
ويا حرم الحسن الذى هو آمن ... وألبابنا من حوله تتخطّف
عسى عطفة للوصل يا واو صدغه ... وحقّك أنّى أعرف الواو تعطف «5»
االجمال بن مطروح «1»
أقبل يختال فى غلائله ... والسّكر باد على شمائله
وقد غدا ساحبا ذوائبه ... قوموا انظروا الظّبا فى حبائله
وماس فى حلّة معصفرة ... يا من رأى الغصن فى أصائله
ا، ب ابن سفر: من المرية «2»
لو أبصرت عيناك زورق فتية ... يبدى بهم مرح السرور مراحه «3»
وقد استداروا تحت ظلّ شراعه ... كلّ يمدّ بكأس راح راحه
لحسبت من خوف العواصف طائرا ... مدّ الحنان على بنيه جناحه «4»
ا، ب ابن سعيد «5» : المؤلف فى جزيرة مصر
تأمّل لحسن الصّالحيّة إذ بدت ... وأبراجها مثل النّجوم تلالا
ووافى إلينا النيل من بعد غاية ... كما زار مشغوف يروم وصالا
وعانقها من فرط شوق لحسنها ... فمدّ يمينا نحوها وشمالا
ا، ب ابن الصابونى «1»
بعثت بمرآة إليك بديعة ... فأطلع بسامى أفقها قمر السّعد
لتنظر فيها حسن وجهك منصفا ... وتعذرنى فيما أجنّ من الوجد «2»
مثالك فيها منك أقرب ملمسا ... وأكثر إحسانا وأبقى على العهد
الأبيات المربعة
ولا يورد منها إلا ما وقع فيه مرقص ا، ب ابن المعتز «3»
كم فيهم من مليح الدّلّ فى خفر ... بالسّحر مكتمل بالحسن معتجر
قد جاءنى فى قميص الّليل مستترا ... مستعجل الخطو من خوف ومن حذر «4»
فظلت أبسط خدّى فى الطريق له ... ذلّا وأسحب أكمامى على الأثر
ولاح ضوء هناك كاد يفضحه ... مثل القلامة قد قصّت من الظّفر
ا، ب ابن المعتز
ربّ صفراء علّلتنى بصفرا ... ء وجنح الظلام مرخى الإزار
بين ماء وروضة وكروم ... ورواب منيفة وصحار
وكأن الدّجى غدائر شعر ... وكأن النّجوم فيه مدارى
وانجلى الغيم عن هلال تبدّى ... فى يد الأفق مثل نصف سوار
ا، ب سيف الدولة «1»
وساق صبيح للصّبوح دعوته ... فقام وفى أجفانه سنة الغمض
وقد نشرت أيدى الجنوب مطارفا ... على الجوّ دكنا والحواشى على الأرض
يطرّزها قوس السّماء بأصفر ... على أحمر فى أخضر وسط مبيض «2»
كأذيال خود أقبلت فى غلائل ... مصبّغة والبعض أقصر من بعض
ا، ب الملك الناصر «3» : وقد ودع محبوبا له وانصرف إلى بستان
مالى وللبستان هيّج لوعتى ... يوم النّوى، مالى وللبستان
قد غازلتنى فيه أعين نبرجس ... وتمايلت نحوى قدود البان
ويغيرنى ثغر الأقاح بلثمه ... خدّ الشقيق وعارض الرّيحان
وأكاد أقضى حسرة وصبابة ... مهما رأيت تعانق الأغصان
ا، ب الوزير شرف الدين البيهقى «1»
أبابل لا واديك بالبرّ مفعم ... لدىّ ولا ناديك بالرّحب آهل «2»
لئن ضقت عنّى فالبلاد فسيحة ... وحسبك عارا أننى عنك راحل
فإن كنت بالسّحر الحرام مدلّة ... فعندى من السّحر الحلال دلائل
قواف تغير الأعين النجل حسنها ... فكل مكان خيّمت فيه بابل
ا، ب الحاجرى
لا غرو أن لعبت بى الاشواق ... هى رامة ونسيمها الخفّاق
أخذ الهوى عهدا علىّ لحاجر «3» ... ألّا يزال الدمع فيه يراق «4»
إنى لأعذر فى الأراك حمامة (م) ... الشّاكى «1» كذلك تفعل العشّاق
حكم الغرام الحاجرىّ «2» بأسرها ... فغدت وفى أعناقها الأطواق
ا، ب ابن سابق «3» : وقد فرّ عنه مملوك كان يرى الدنيا به
ألا قم اسقنى بكرا شمولا ... تعين على الصّبابة والغرام
وطارحنى هوى من غاب عنى ... وناديه على غدر الذّمام
يا من عيشتى فى ناظريه ... ويا من بعده عنى حمامى
رحلت بمهجة خيمت فيها ... وشأن الترك ترحل بالخيام
ابن مطروح «4»
وليلة وصل خلت ويا عاذلى لا تسل ... لبسنا ثياب العناق مزرّدة بالقبل
وفى طىّ ذاك العناق عتب كوشى الحلل ... وحلّيت ذاك الغزال بجوهر هذا الغزل
البهاء زهير «1»
فأدر علىّ نديم أنسى خمرة ... تركت نداماها لديها سجّدا
أو ما ترى زهر الحديقة باسما ... فرحا وعريان الغصون قد ارتدا
وقف السحاب على الرّبا متحيّرا ... ومشى النسيم على الرّياض مقيدا
ويشوقنى وجه النهار ملثمّا ... ويروقنى خدّ الأصيل مورّدا.
ا، ب ابن سحنون الدمشقى «2»
أنا عاشق فى كل أحمر قانى ... يبتزّ عقلى عندما يلقانى
أملاح جلّق ما لبستم حلية ... حمر الخدود وحمرة القمصان
لكنكم لما ثنت ريح الصّبا ... منكم غصون البان فى الكثبان
طربت لحسنكم الرّبى فعليكم ... خلعت جديد شقائق النّعمان
ا، ب أيدمر التركى «3»
يامن به أناهائم وبليتى ... فيه يضيق بحملها الثّقلان
قف بى قليلا كى أودّع مهجتى ... فلعلّ بعد اليوم ما تلقانى
بالله إن جئت الغوير فلا تغر ... بالمشى فيه معاطف الأغصان «1»
واستر شقائق وجنتيك هناك لا ... ينشق قلب شقائق النّعمان
ا، ب الوجيه المنوى «2»
ألا بأبى من لا أسمّيه خيفة ... ومن كلّ من يلقاه صبّ وهائم
تثنّى فمات الغصن غيظا لقدّه ... ألم تره ناحت عليه الحمائم «3»
ولما غدا مما رأى متبسما ... شققن له ثوب الحياء الكمائم
وأقسم لو أمسى يعير لحاظه ... لما سلّ فى حرب مدى الدهر صارم
ا، ب الرئيس المعظم أبو عبد الله بن أبى الحسين «4»
ومحنيّة الأصلاب تحنو على الثّرى ... وتسقى بنات الترب درّ التّرائب «5»

* من كتاب : المقتطف من أزاهر الطرف
المؤلف: أبو الحسن على بن موسى بن سعيد المغربي الأندلسي (المتوفى: 685هـ)


صورة مفقودة



.
 
أعلى