الحسين ابن مطير - لقد كنت جلدا قبل أن يوقد الهوى

لقد كنت جلدا قبل أن يوقد الهوى ... على كبدي ناراً بطيئاً خمودها
وقد كنت أرجو أن تموت صبابتي ... إذا قدمت أيامها وعهودها
فقد جعلت في حبّة القلب والحشا ... عهاد الهوى تولي بشوقٍ يعيدها
بسود نواصيها وحمر أكفها ... وصفر تراقيها وبيض خدودها
مخصّرة الأوساط زانت عقودها ... بأحسن ممّا زينتها عقودها
يمنّيننا حتّى ترفّ قلوبنا ... رفيف الخزامى بات طلٌّ يجودها منها:
وكنت أذود العين أن ترد البكا ... فقد وردت ما كنت عنه أذودها
خليليّ ما بالعيش عتبٌ لو انّنا ... وجدنا لأيّام الحمى من يعيدها
ولي نظرةٌ بعد الصدود من الجوى ... كنظرة ثكلى قد أصيب وليدها
هل الله عافٍ عن ذنوبٍ تسلفت ... أم الله إن لم يعف عنها يعيدها


* الحسين بن مطير الأسدي تصغير مطر ، توفي في حدود السبعين ومائة.


d6d82e277077f9b2a641b0032cf06ea5.jpg
 
أعلى