قصة قصيرة ميشيل مارسى - كانت هناك.. ت: محمد عبد الحليم غنيم

  • بادئ الموضوع د.محمد عبدالحليم غنيم
  • تاريخ البدء
د

د.محمد عبدالحليم غنيم

كانت هناك
هى : مرحباً
هو: مرحباً ، إنه أنا
هى : يا آلهى لا أكاد أصدق أنك تتصل
هو: جميل جداً أن أسمع صوتك ، هل يمكن أن أراك ، أريد رؤيتك
هى : لا أكاد أصدق أنك تتصل بى
هو: لماذا ؟
هى : سأتزوج يوم الأحد ، لا أود أن اخبرك أين
هو: هذا الأحد ؟ أيمكن أن تكررى هذا؟
هى : سأتزوج يوم الأحد القادم ...
هو: لا ،لا تفعلى هذا
هى : تعالى ، و أوقف هذا
هو: لا تفغلى . هل تحبينه ؟
هى : تكاد أمى أن تدفعنى للجنون لكى أتزوج و ....
هو: هل تحبينه ؟
هى : كل صديقاتى تزوجن و ...
هو: هل تحبينه ؟
هى : يجب أن أذهب
هو: أين ؟ لا تفعلى هذا ؟ أين ؟ أين ستتزوجين ؟
هى : لن أقول لك
هو: رجاء . لا تفعلى هذا ! لا تتزوجى منه ، لا تفعلى هذا . أنا أحبك
هى : لابد أن أذهب ، أمى ...

وأغلقت سماعة الهاتف
فى المرة القادمة شاهدها مع وزوجها يتمشيان داخل محل الأسماك ، كان يجلس على مقعد طويل ، مرت به ، التقت عيناهما ، من طرف عينها رمشت بدون كلمة ، فى حركة بطيئة ، حرك الهواء شعرها ، فى وقت آخر كان يجلس على نفس المقعد ، مر به رجل ومعه طفل صغير يرتدى جاكتا جلدىا صغيرا ، ويمسك بيده خيط مربوط بآخره بالونة خضراء على شكل ضفدعة ! أدرك من داخل نفسه إن هذا الصغير طفلها و أن هذا الرجل زوجها ، و حتى لو لم يكن كذلك ،عرف أن لديها طفل صغير .

فى المرة القادمة ، رآها ، كانت تنزل من سيارة سوداء فى الشارع براداوى ، دعاها ياسمها ، و حدثته عن طفلها الصغير الجديد ،

تحدثا ، وشاهد شفتيها وهما تتحركان ، شاهد عينيها وهما تتحركان ، شعر بفمه يشكل الظلمات ،لكنه لم يستطع أن يقول كلمة ،ولم يعرف إذا ما كان يقف على أرض صلبة أم فى الهواء الخفيف؟ ، حرك قدميه لكن لم يكن ذلك مهماً ، لانها هناك كانت ، أمامه تماماً ، مثل حلم ، مثل امرأة ، وكانت هناك ، ومازالت هناك .



المؤلف : كاتب قصص ومسرح أميركى
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أعلى