نديم مصطفى - عشتار.. إلهة الجنس والحب والجمال والحرب عند البابليين

عشتار هي إلهة الجنس والحب والجمال والحرب عند البابليين، ويقابها إنانا عند السومريين، وعشاروت عند الفينيقيين، وأفروديت عند اليونان، وفينوس عند الرومان.
وعشتار هي نجمة الصباح والمساء معاً.. رمزها نجمة ذات ثماني أشعة منتصبة على ظهر أسد، وعلى جبهتها الزهرة، وبيدها باقة زهر.
وهي إلهة الصباح والمساء في الدولة القديمة وهى شابة ممتلئة الجسم، وصاحبة قوام جميل، وخدَّين مُفعمين بالحيوية، وعينين مُشرقتَين.. يتوفَّر فيها، إلى جانب جمالها الأخّإذ، سمو الروح وقوة العاطفة، والحنو على الشيوخ والأطفال والنساء.
في فمها يكمن سرُّ الحياة، ومن أعطافها يعبق العطر والشذا، وبحضورها يكتمل السرور، ويشيع مع ابتسامتها الأمن والطمأنينة في النفوس.
غالبا ما نشاهدها تجوب الحقول بخفَّة ورشاقة، فتتفجَّر الينابيع خلفها بالماء والعطاء، وتُزهر الأرض بالسنابل والنماء.
وعشتار وقع في غرامها الشعراء فخلّدوها بأعذب الأوزان وأحلى القوافي. وهام بحبِّها الأدباء فوهبوها أجمل النصوص الملحميَّة. وعشقها الفنانون فرسموها على أرشق الأختام الأسطوانية وصنعوا لها أرقى التماثيل التي تكاد تنطق بالحياة، وولع بها الموسيقيون فنغّموها لحناً راقصاً على أوتار العود وفوهة الناي.
إنها عشتار.. إلهة الخصب والحبّ لدى سكان وادي الرافدين القدماء. ظهرت أول مرة في بلاد سومر جنوب العراق، قبل أكثر من ستة آلاف عام، إما بشخصها المرسوم على الأختام الأسطوانية وبعض المنحوتات، أو بالرمز الذي يدلّ عليها في الخطّ المسماريّ، وهو النجمة الثمانية التي تشير إلى كوكب الزهرة، ألمع الكواكب.
ترمز عشتار بشكل عام إلى الإلهة الأم الأولى، منجبة الحياة، وكان أحد رموزها الأسد. ويذهب البعض إلى أن معبدها الرئيسي كان في نينوى قرب مدينة الموصل.. وكان السومريون يطلقون عليها “عناة” فيما يسميها العرب “عثتر”، بينما سماها الإغريق “أفروديت”.

عشتار.. إلهة الجنس والحب
عشتار فى أساطير السومريين هي ابنة (سين) إله القمر. وأمها الإلهة (ننكال)، وأخوها الإله (أوتو) إله الشمس، وأختها (ارشكيجال) إلهة العالم السفلي، عالم الأموات.. وعشتار أعظم الإلهات وأسماهن منزلة. وكان مركز عبادتها الأصليّ مدينة أوروك (الوركاء) عاصمة بلاد سومر، التي كانت تُعدّ من أهمّ المراكز الدينيّة والحضاريّة لعصور طويلة. ويعتقد أنها لعبت دورا مهما في ملحمة جلجامش.
يُقال أن عِشتار ذات جمال باهر لم يشهد له مثيل حتى أن أوزيس عشقها، ولم يكن أهل الأرض بعيدين عن ذلك العشق، فكانت تدور بين عالم البشر بحثاً عن الضحايا، حتى وصلت إلى ملوك البشر، فكانت تأخذ كل ما يملكون وتعدهم بالزواج، حتى إذا ما أخذت أعز ما يملكون تركتهم وهم يبكونها ليلاً ونهاراً.
وفى يوم وصلت عشتار إلى راعي أغنام فذهلهُ جمالها، وأغوتهُ عيون الفتاة، فقام بذبح شاة لها لكي تبقى معه لأطول زمن ممكن، فأكلت ثم رحلت.. وفي اليوم التالي ذبح لها، وفي الثالث فعل نفس الشيء، حتى لم يبق لدى الراعي شيء يقدمه لها، ولما سألها البقاء معه رفضت وقالت إنه لا يملك شيئا يغريها بالبقاء معه، فسرق الراعي شاة وبحث عن عشتار ليقدم لها ما سرق، ومن يومها أصبح الراعي ذئباً يسرق من الرعاة أملا فى أن تعود عشتار لتجلس معه.

عشتار.. إلهة الجنس والحب
أسطورة الشجرة
تسرد أسطورة سومريّة أخرى كيف أن الإلهة اينانا نقلت ذات يوم شجيرة تنبت على ضفة نهر الفرات إلى مدينة الوركاء، وزرعتها في “بستانها المقدّس” كى تنمو تلك الشجيرة وتصير شجرة سامقة الأغصان فتصنع من خشبها عرشاً وسريراً لها. وعندما كبرت الشجرة وحان قطع أغصانها اكتشفت أن أفعى اتخذت من أسفلها مخبأ، وأن طيراً بنى في أعلاها عُشّاً، وأن عفريتة استقرت وسط جذعها. فاستنجدت اينانا بأخيها أوتو إله الشمس فأسند المهمة إلى البطل المشهور جلجامش فجاء متسلِّحاً بدرع سميك وفأس ثقيلة، واستطاع أن يقتل الأفعى، وعند ذاك فرّ الطير وهربت العفريتة إلى الخرائب المهجورة، فقطع جلجامش أغصان الشجرة وحملها هدية إلى اينانا.

عشتار.. إلهة الجنس والحب
الهبوط إلى العالم السفلي
وفقا للأساطير أيضا تزوجت عشتار من الإله تموز زواجا قتل بعدة تموز فحزنت عليه حتى بلغت حدا أبت تحت وطأته إلا النزول إلى عالم الموتى لترى تموز هناك.. فاستاءت الأحوال على الأرض وتوقفت وانقطع النسل، فأرسلت السماء أمرا إلى العالم السفلي بإخلاء سبيل عشتار، ولما عادت عشتار إلى الأرض عادت معها الحياة لزوجها تموز.
 
أعلى