فايز العنزي - محاضرة عن "الف ليلة وليلة " في الأدب الأوروبي أدبي تبوك

أقام النادي الأدبي بتبوك محاضرة بعنوان " رحلة ألف ليلة وليلة في الأدب الأوروبي " ألقاها الدكتور هاني إسماعيل وأدارها الدكتور محمد الدوسري الذي بدأ بالسيرة الذاتية للمشارك وقال الدكتور هاني: إن دراسة الأثر الفني في ألف ليلة وليلة، يوقفني بالضرورة على دراسة أثر هذا البناء الشهير في الآداب المختلفة، فبناء الليالي من أشهر الأبنية الإطارية في العالم، ترجم هذا البناء، إلى العديد من اللغات الأوروبية قديمًا وحديثًا، لذلك رأى الباحث أنه من الضروري أن يقف البحث أمام هذه الأعمال المتأثرة بالبناء القصصي في الليالي، وأضاف لقد وقع اختيار الباحث على حكايات كانتر بري للأديب الإنجليزي جيفري تشوسر؛ لأن البناء القصصي والقصة الإطار لهذا العمل تتلاقي كثيرًا مع القصة الإطار لليالي، كذلك هناك العديد من القصص داخل العمل نفسه يلتقي في سماته مع قصص الليالي، كما أن إثبات تأثر البناء في حكايات كانتر بيري ببناء الليالي يساعد في التعرف على العصر الذي دونت فيه الليالي، ويؤكد صدق المزاعم التي تقول برحلة الليالي المبكرة لأوروبا. وأكد الدكتور هاني على أن الليالي عربية أصيلة نشأت ونمت في أحضان الحضارة العربية الإسلامية عبر رحلتها الطويلة، قد تكون تأثرت في نواتها الأولى بأصل هندي فارسي، اقتفى الوجدان الشعبي هذا الأصل، ثم أكمل المسيرة حتى اكتمل هذا العمل الأدبي. وأشار بأن الليالي تتميز باحتوائها لكل الثقافات التي كانت تتحرك مع أبنائها في محيط الحضارة الإسلامية، فلقد تسللت إليها الكثير من الثقافات والحضارات السابقة عليها، ورغم هذا التسلسل فإننا كلما توغلنا في حكايات ألف ليلة وليلة " ازدادنا إحساسًا بأنفاس الروح العربية، فالطبيعة العربية كلها تأثرنا حينئذ إلى درجة أننا نستسلم راغبين لها، لهزلها ولجدها عن طواعية ونفضل ألا نشعر بغيرها ويؤكد فردريش دير لاين أن الليالي عربية من خلال مقارنته طريقة السرد العربية بالهندية والفارسية فيقول" فالقصص الهندي يحكي ويبالغ ويكدس، حتى يصل بهذا التكدس إلى حد لا نهاية له، أما العربي؛ فيرسم ويتأنى، ولا يستطيع ان ينفصل بنفسه عن حكاياته الخرافية، لذلك فهو يشكل حكاية بحيث تكون أكثر جمالًا وإغراء، فإذا ما توقف عن الحكاية فإن هذا لا يحدث إلا لأنه يريد أن يحكي أكثر جمالا، وهذا صنيع العربي مع سائر الثقافات، فهو يصبغها بالصبغة العربية الرائعة، التي تنتشر مثل الأزهار تقف في خفة وحرية بعضها بجانب بعض ووقفت عملية التأريخ لتدوين الليالي عقبة كئود في وجه الدراسة المقارنة، لكن البحث حاول أن يتغلب على هذه العقبة موظفًا التحليل التاريخي لليالي، ومدى ارتباطها بالحدث التاريخي العربي المعاصر لها، وثبت من خلال هذا التحليل اهتمام الليالي بالحدث التاريخي وبالانتصارات الإسلامية، مع قليل من التحوير والتغيير، وإضفاء صفات المبالغة الشعبية عليها، وأسهم هذا التحليل في محاولة الدراسة إثبات اكتمال تدوين الليالي في القرن الثالث عشر الميلادي، قبيل سقوط بغداد، واستندت الدراسة في هذا إلى خلو الليالي من أي إشارة تاريخية تتحدث عن الأحداث الجسام التي مرت بالعالم الإسلامي بين القرن الثالث عشر الميلادي حتى القرن الخامس عشر الميلادي، واطمأن البحث لهذه النتيجة، خاصة أن الليالي – أيضا – تجاهلت تمامًا الصراع السني الشيعي الذي كان على أوجه خلال حكم الأيوبيين والمماليك في مرحلة التحول المصري من المذهب الشيعي إلى المذهب السني. وقال الدكتور هاني أشارت الدراسة إلى أهم الوسائط الحضارية التي كانت حلقة الوصل بين العملين ألف ليلة وليلة وحكايات كانتربري، وساعدت تشوسر في اطلاعه على ألف ليلة وليلة، بطريق مباشرة أو غير مباشرة. وتمثلت هذه الوسائط في التالي: مجموعة السندباد وهي مجموعة قصصية كانت تتحرك منفصلة عن الليالي قبل أن تصبح جزءًا منها، وترجمت هذه المجموعة القصصية للإسبانية عام 1253 م بأمر فيدريكو أخي الملك ألفونسو العالم. كتاب تربية العلماء أو السلوك الكهنوتي لليهودي موسى سفردي الذي تنصَّر وأطلق على نفسه اسم بطرس ألفونسو، وغادر الأندلس مرتحلا إلى القصر الملكي الإنجليزي عام 1110م وأصبح هناك طبيب الملك هنري الأول، وكانت مصادر هذا الكتاب القصصي ألف ليلة وليلة، وكليلة ودمنة، ومحاسن الكلم لبشر بن فاتك أكثر جمالا، وهذا صنيع العربي مع سائر الثقافات، فهو يصبغها بالصبغة العربية الرائعة، التي تنتشر مثل الأزهار تقف في خفة وحرية بعضها بجانب بعض.ووقفت عملية التأريخ لتدوين الليالي عقبة كئود في وجه الدراسة المقارنة، لكن البحث حاول أن يتغلب على هذه العقبة موظفًا التحليل التاريخي لليالي، ومدى ارتباطها بالحدث التاريخي العربي المعاصر لها، وثبت من خلال هذا التحليل اهتمام الليالي بالحدث التاريخي وبالانتصارات الإسلامية، مع قليل من التحوير والتغيير، وإضفاء صفات المبالغة الشعبية عليها، وأسهم هذا التحليل في محاولة الدراسة إثبات اكتمال تدوين الليالي في القرن الثالث عشر الميلادي، قبيل سقوط بغداد، واستندت الدراسة في هذا إلى خلو الليالي من أي إشارة تاريخية تتحدث عن الأحداث الجسام التي مرت بالعالم الإسلامي بين القرن الثالث عشر الميلادي حتى القرن الخامس عشر الميلادي، واطمأن البحث لهذه النتيجة، خاصة أن الليالي – أيضا – تجاهلت تمامًا الصراع السني الشيعي الذي كان على أوجه خلال حكم الأيوبيين والمماليك في مرحلة التحول المصري من المذهب الشيعي إلى المذهب السني. أشارت الدراسة إلى أهم الوسائط الحضارية التي كانت حلقة الوصل بين العملين ألف ليلة وليلة وحكايات كانتربري، وساعدت تشوسر في اطلاعه على ألف ليلة وليلة، بطريق مباشرة أو غير مباشرة.وتمثلت هذه الوسائط في التالي: مجموعة السندباد وهي مجموعة قصصية كانت تتحرك منفصلة عن الليالي قبل أن تصبح جزءًا منها، وترجمت هذه المجموعة القصصية للإسبانية عام 1253 م بأمر فيدريكو أخي الملك ألفونسو العالم. كتاب تربية العلماء أو السلوك الكهنوتي لليهودي موسى سفردي الذي تنصَّر وأطلق على نفسه اسم بطرس ألفونسو، وغادر الأندلس مرتحلا إلى القصر الملكي الإنجليزي عام 1110م وأصبح هناك طبيب الملك هنري الأول، وكانت مصادر هذا الكتاب القصصي ألف ليلة وليلة، وكليلة ودمنة، ومحاسن الكلم لبشر بن فاتك



.
 
أعلى