راشد بن إسحاق أبو حكيمة - تَقولُ سُلَيمى ما لِأَيرِكَ لا يُرى

تَقولُ سُلَيمى ما لِأَيرِكَ لا يُرى = أَطارَ بِهِ مِن فَوقِ خُصيَيكَ طائِرُ
أَمِ اِختَرَمَت كَفُّ المَنِيَّةِ كَفَّهُ = فَأَصبَحَ مِمَّن غَيَّبَتهُ المَقابِرُ
فَقُلتُ لَها أَيري مُقيمٌ مَكانَهُ = وَلَكِنَّهُ رَخوُ المَفاصِلِ ضامِرُ
عَلَيهِ غِطاءٌ يَمنَعُ الكَفَّ لَمسَهُ = وَتَحجُبُهُ عَن أَن يُزارَ النَواظِرُ
لَقَد أَورَدَتهُ الحادِثاتُ مَوارِداً = مِنَ الذُلِّ أَعيَت دونَهُنَّ المَصادِرُ
وَلَم يُبقِ مِنهُ الدَهرُ إِلّا مَعالِماً = بَلينَ كَما تَبلى الرُسومُ الدَواثِرُ
كَأَن لَم يَكُن نَجداً إِذا الحَربُ شَمَّرَت = وَذَبَّت بِأَطرافِ الرِماحِ العَساكِرُ
وَلَم يَمضِ بَينَ الدارِعينَ سِنانُهُ = وَيَستَنَّ في أَعراضِهِم وَهوَ حاسِرُ
فَإِن تَعجَبي مِن ضَعفِهِ بَعدَ قُوَّةٍ = فَكَم محرَبٍ دارَت عَلَيهِ الدَوائِرُ
أَحينَ اِستبانَ النَقصُ فيهِ اِزدَريتِهِ = كَأَنَّكِ لَم بِهِ وَهو وافِرُ
فَقَد تُخلِقُ الأَيامُ ديباجَةَ الفَتى = وَتَبلى عَلى الدَهرِ الغُصُونُ النَواظِرُ
 
أعلى