إدنوديو كينتيرو - وشم .. ت: إبراهيم اليعيشي

تزوّجا حين عاد خطيبها من البحر. كان الزوج/ البحار، خلال رحلاته إلى الجزر الشرقية، قد تعلّم فن الوشم بإتقان. وفي ليلة العرس تحديداً، وأمام اندهاش حبيبته، قام بتطبيق مهاراته: رسم وهو مدجّج بالإبر والحبر الصيني والملوّنات النباتية على بطن زوجته خنجراً مسنوناً جميلاً ومحيّراً.

فرحت الزوجة فرحاً شديداً. وكما يحصل في هذه الحالات: كان الفرح وجيزاً. سرعان ما ظهرت على جسم الرجل أعراض مرض غريب كان أُصيب به في الجزر المستنقعية الغربية.

وذات يوم أمام البحر، وبنظرة شاردة صوب خط الأفق المبهم، بدأ البحار رحلته إلى السرمدية التي يتوق إليها. وكانت الزوجة في عزلة غرفتها تجهش بالبكاء طوال الوقت، ومن حين إلى آخر كانت تداعب بطنها المزيّن بالخنجر البهيّ كما لو أنها وجدت في هذا الأمر عزاءً من نوع ما.

كان الألم شديداً ووجيزاً أيضاً. فقد بدأ الآخر، رجل اليابسة، يحوم حولها. في البداية كانت السيدة تتجنّبه وتحترس منه، لكن مع مرور الوقت استسلمت له. فحدّدا موعداً بينهما. وفي الليلة المتّفق عليها، انتظرته عارية في ظلام الغرفة. وأثناء صخب المعركة، مات عشيقها القوي والمندفع فوقها بطعنات خنجر.


*Ednodio Quintero روائي وقاص فنزويلي من مواليد 1947، والقصّة من مجموعته "رأس الماعز" (1993).

** عن العربي الجديد
 
أعلى