باسين بلعباس - دراسة فنية لخطبة طارق بن زياد..

نص خطبة طارق بن زياد:
"أيها الناس، أين المفر، البحر من ورائكم، والعدو أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر. واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام، وقد استقبلكم عدوكم بجيشه، وأقواته موفورة وأنتم لا وزر لكم إلا سيوفكم، ولا أقوات لكم إلا ما تستخلصونه من أيدي أعدائكم.
وإن امتدت لكم الأيام على افتقاركم، ولم تنجزوا لكم أمراً، ذهبت ريحكم، وتعوضت القلوب من رعبها منكم الجرأة عليكم، فادفعوا عن أنفسكم خذلان هذه العاقبة من أمركم بمناجزة هذا الطاغية، فقد ألقت به إليكم مدينته الحصينة.
وإن انتهاز الفرصة فيه لممكن إن سمحتم لأنفسكم بالموت، وإني لم أحذركم أمراً أنا عنه بنجوة ، ولا حملتكم على خطة أرخص فيها متاع النفوس إلا وأنا أبدأ بنفسي. واعلموا أنكم إن صبرتم على الأشق قليلا استمتعتم بالأرفه الألذ طويلاً، فلا ترغبوا بأنفسكم عن نفسي، فما حظكم فيه بأوفى من حظي.
[وقد بلغكم ما أنشأت هذه الجزيرة من الحور الحسان من بنات اليونان الرافلات في الدر والمرجان، والحلل المنسوجة بالعقيان ، والمقصورات في قصور الملوك ذوي التيجان. ]وقد انتخبكم الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين من الأبطال عزبانا ، ورضيكم لملوك هذه الجزيرة أصهارا وأختانا ... ليكون حظه منكم ثواب الله على إعلاء كلمته، وإظهار دينه بهذه الجزيرة، وليكون مغنمها خالصا لكم من دونه ومن دون المؤمنين سواكم، والله تعالى ولي إنجادكم على ما يكون لكم ذكرا في الدارين.
واعلموا أني أول مجيب إلى ما دعوتكم إليه، وأني عند ملتقى الجمعين حامل بنفسي على طاغية القوم لذريق فقاتله إن شاء الله تعالى، فاحملوا معي، فان هلكت بعده فقد كفيتكم أمره، ولم يعوزكم بطل عاقل تسندون أموركم إليه، وإن هلكت قبل وصولي إليه فاخلفوني في عزيمتي هذه، واحملوا بأنفسكم عليه، واكتفوا الهمَّ من فتح هذه الجزيرة بقتله، فإنهم بعده يُخْذلون".


[أ]
دراسة فنية للخطبة:
هل نقول إنها عمل فني؟
ونقصد بالعمل،القعود له، وتوضيبه، وحسن صناعته، وبالتالي هل نعتقد أن
طارق بن زياد قعد لها كل مقعد، وترصَّد لها كل مرْصد..؟؟
لا تذكر كتب التاريخ ذلك ،ولا تشير إليه، ولم يحفل أحد بالإشارة أن الفاتح بن زياد
قد اهتم بصناعة الخطبة، بل أن منهم من يقول:" ، أنَّ طارق بن زياد لمّا استقر بأرض الأندلس، وبلغ دنوّ لذريق منه قام في أصحابه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم حثَّ المسلمين على الجهاد ورغّبهم في الشهادة، ثم قال: "أيها الناس، أين المفر..." كما ذكر المقري ،وابن خلكان . أمّا ابن هذيل الأندلسي، فقال: "... فاقتتلوا ثلاثة أيَّام أشد قتال، فرأى طارق ما الناس فيه من الشدة، فقام يعظهم ويحضهم على الصبر ويرغبهم في الشهادة ثم قال: أين المفر؟ البحر من ورائكم والعدو أمامكم..."وإذا صحت رواية ابن هذيل ، فلا يعقل أن الرجل تهيّأ للخطبة، والمعركة مشتد أوارها، معتل غبارها،ثم انصرف إلى ناحية ليكتب، أو يصنع خطابا حماسيا...
ومهما يكن من أمر فالأكيد أن الخطبة أوجدتها حالة واحدة وظرف لا يختلف حوله المؤرخون:وهو فتح الأندلس، سواء أكان قبل المعركة، والتحام الجيوش، أم بعد التحامها، وقد اشتد في المعركة أوارها..
وللإجابة عن السؤال المدخل،لا بد من توافر عوامل معينة في أي عمل حتى يتصف بالفنية.. "إن العمل الفني الحق، هو الذي يجمع إلى جانب توافره على مواقف إنسانية نبيلة، وأفكار رفيعة، عناصر الاتساق والانسجام والإثارة والإحساس بالجمال.."[1]
فهل حققت الخطبة هذه العناصر؟
ليس هينا الجواب بنعم.. دون إثبات قوالب التحقيق، لسانيا، ولغويا..وليس صحيحا الاعتقاد بغير ذلك.. ولكننا نميل الآن إلى التحليل ألحجاجي التعليلي.. وما قام به الخطيب في سبيل إيصال رسالته إلى الجند، والظرف لا يتطلب غير تلك الرسالة الصريحة، الفصيحة، فما الذي حدث ؟
وما المقصود بالحجاج ؟ وما قواعده؟
الذي حصل:إتيان خطبة ،تعتبر مرجعا في فن الخطابة،وخطة عسكرية، ومادة تأريخية،وأنموذجا في التصدي للمحن، وقت الإحن..
والمقصود بالحجاج..كما يعرفه ماس : "سياق من الفعل الكلامي تعرض فيه فرضيات وادعاءات مختلفة في شأنها.."[2]
فما الذي فعله الخطيب كلاميا ؟ وما الذي عرضه من فرضيات؟........................................
إن الخطيب لا بد له من استعمال وسائل عدة لإقناع المستقبل،أو المتلقي،وكان ابن زياد في هذا الظرف في أمس الحاجة إلى هذا الفعل الكلامي..


قواعد الحجاج في الخطبة:
القاعدة الأولى:
لقد مارس منذ الوهلة الأولى سلطة القائد، وأثبت أنه يتصرف مع جنده تصرف العارف بخبايا الحرب،ومكامن نفوس الجند،وليس في موضع اختبار،أو موقعة تحتاج التجريب والملاحظة،ولكنه اعتمد الترهيب: العدو أمامكم..فالأمر يتطلب الحزم،والقوة لمقاتلته..وعدم التفكير في التولي والتراجع،لأن :"البحر من ورائكم.."وهم أشبه بالأيتام في مأدبة اللئام..فإن كان عدوه لئيما ،فالحال أنه أضيع وحاله أبشع،وأمره إلى الهلاك أوقع..
فالقاعدة الأولى هي:الترهيب..ليس لهم بد من الحرب:النصر أو الشهادة..
وهي قاعدة تبيّن بجلاء ممارسة التأثير الفكري المنهجي على المتلقي[ الجندي]
القاعدة الثانية:
ولأنه ليس من الضروري أن يكون الجند كلهم في حالة من الشدة،والمناجزة للعدو،فقد ارتقى في أسلوب الخطاب،ليكون التعجيل بالنصر وما ينجر عنه من نعيم دنوي،والإقبال على الموت والشهادة وما يقابله من نعيم أخروي من أسس الترغيب في المقاتلة بقوة لا تلين،وعزيمة لا تفتر..بل إن الدعوة إلى النصر السريع ،عاجلا غير آجل..
"..وإن امتدت بكم الأيام على افتقاركم ،ولم تنجزوا لكم أمرا ،ذهبت ريحكم، وتعوَّضت القلوب من رعبها منكم الجرأة عليكم.."
وحجة الإسراع بالنصر، عدم ترك الفرصة للعدو لاسترجاع الثقة بنفسه، ومساورة فكرة الصد، وإرجاع جيش المسلمين.. فالقاعدة الثانية هي: التعجيل بالنصر.ولتوضيح القاعدة أكثر يمكن رسمها في هذا الجدول:

القاعدة البناء العلة/الحجة المقابل
الخذلان لم تنجزوا لكم أمرا ذهبت ريحكم الجرأة عليكم
تأخير النصر إن امتدت بكم الأيام لم تنجزوا لكم أمرا تعوضت القلوب من رعبها عليكم

والملاحظ أن العبارة الأولى في البناء، تناسبها العبارة الثانية في خانة العلة/الحجة: [لم تنجزوا لكم أمرا..]
فكأنّ المهمة التي من أجلها تم قطع البحر، وقطع وسيلة الرجوع..[حرق السفن]..لم تنجز،وبالتالي فليس لهم من ملجإ إلا البحر ،أو مقارعة العدو بالقوة والحديد..
القاعدة الثالثة:
التعريض..ويقصد به استعمال ما ألفه المتلقي في الخطاب على غيرمايريده الخطيب من الاستقبال..ونجده في الخطبة بداية في قوله:" وقد استقبلكم عدوكم بجيشه، وأقواته موفورة.."
فقد اعتاد الناس استعمال لفظة [استقبال] لمن كان ضيفا..تجب وفادته،وتكريمه،لكن الخطيب استعملها هنا ليدلل أن العدو في موقف المقتدر،وأن الجيش في موضع العنصر الدخيل على الموقع،وليس له من خيار إلا إثبات الحالة،وخاصة أنه أردفها بجملة اسمية وقعت حالا.. [وأقواتُه موفورة]..وهو من قبيل التعريض كقوله تعالى:"..فبشرهم بعذاب أليم.."فالبشارة لا تكون للسيئ من الأمر، ولكنها للخير، والجيد..ونجده في النص في موقع آخر كذلك:" وإن انتهاز الفرصة فيه لممكن إن سمحتم لأنفسكم بالموت.." فالسماح للنفس،لا يكون بالموت بل بأمر آخر..وهذه القاعدة يمكن أن نصفها بالحجاج الخاطئ،فهو يوهم بالشيء،ويقصد غيره، ويمكن أن تحدث في نفس المتلقي ثغرات في الاستقبال،سببها بنية الصياغة،وظرف الخطاب،وينتج
عنها طرح أسئلة استكشافية:
1/هل أنا في موضع الضيف؟
2/ هل يستقبل المضيف ضيفه بالسيف؟
3/ هل المحارب لا يسمح لنفسه بالموت؟
4/ هل الموت كائن حي ؟أم مبتغى المقاتل المسلم/الشهادة..
القاعدة الرابعة:
حُجَّة السلطة: تقوم هذه الحجة في النص على فكرة الأمر، والاستجابة له، فالقائد يخترق بنصه عقل الجند ليكون له سلطان الأمر. وفرض السلطة، والسيطرة على الموقف من حيث هو ظرف لا يقبل اللين أو التراخي..
وفلسفة القوة لا يعدمها ظرف الحرب، ولا يفقدها قائد المعركة، وفي النص نجدها منتشرة في أكثر من موضع ،منها:
" وأنتم لا وزر لكم إلا سيوفكم.."
"..، فادفعوا عن أنفسكم خذلان هذه العاقبة من أمركم بمناجزة هذا الطاغية.."
".. وقد انتخبكم الوليد بن عبد الملك أميرُ المؤمنين من الأبطال عزبانا .."
"..ملتقى الجمعين حامل بنفسي على طاغية القوم لذريق فقاتله إن شاء الله تعالى.."..
لقد كان الخطيب يحمل فكر القائد المحنك، والبطل المتمرس بأمور الحرب، وأخلاق القيادة، والعلمَ بسيكولوجية المحارب..
وحتى يكون خطابه مؤثرا،لم يؤثر نفسه عليهم،ولم يكن بأفضلهم،أو يدعُهم إلى ما لا يقوم به هو..
فالسلطة تفرض عليه أن يكون حكيما في سياسة الجند..مقدما نفسه في المعركة، مظهرا أحسن البلاء، ليكون لهم القدوة والمثل، وليحقق بهم ما جاء من أجله.. "..واعلموا أني أول مجيب إلى ما دعوتكم إليه.."
وهو يبطن الغاية بالترغيب في موضع الشدة.
" .. ورضيكم لملوك هذه الجزيرة أصهارا وأختانا ... ليكون حظه منكم ثواب الله على إعلاء كلمته، وإظهار دينه بهذه الجزيرة، وليكون مغنمها خالصا لكم من دونه ومن دون المؤمنين سواكم، والله تعالى ولي إنجادكم على ما يكون لكم ذكرا في الدارين..."
يتكلم عن المصاهرة في زمن الحرب، وعن الفوز بالمغانم، زمن [ السماح للأنفس بالموت]كما يقول الخطيب..ولكن الترغيب يسمو عن كل هذا حين يتكلم عن إعلاء كلمة الله تعالى، عندها لا يكون الإغراء بالمصاهرة، ولا بالمغانم، ولكن بثواب الله تعالى..".. ليكون حظه منكم ثوابَ الله على إعلاء كلمته، وإظهار دينه بهذه الجزيرة.."
ويتضح السياق أكثر في هذا الجدول:
القاعدة البناء الحجة المقابل
النصر على العدو إظهار دينه بهذه الجزيرة سلطة الدين ثواب الله[إغراء روحي]

وفي السياق ذاته هذه الحجة
القاعدة البناء الحجة المقابل
النصر على العدو مغانمه خالصة لكم سلطة المال ذكرا في الدارين[إغراء مادي]

والنتيجة:
دعوة إلى البلاء في المعركة..ولم يفصل الخطيب حجاج السلطة، عن حجة التبرير، والتعليل..:
".. ورضيكم لملوك هذه الجزيرة أصهارا وأختانا ... ليكون حظه منكم ثواب الله على إعلاء كلمته.وإظهار دينه بهذه الجزيرة.."
هذا ما كان من حظ الخليفة من جنده..
فما حظ الجند من هذه الحملة العسكرية؟..
" وليكون مغنمها خالصا لكم من دونه ومن دون المؤمنين سواكم.."
فتبرير المعركة، وفتح الأندلس للخليفة، إعلاء كلمة الله، وثواب الله،
وأما الجند فلهم مثل ذلك وزيادة..
فأما مثل ذلك :
[والله تعالى ولي إنجادكم على ما يكون لكم ذكرا في الدارين. ]
وأما الزيادة: الإغراء بالماديات[المصاهرة/المغانم الخالصة]..
وهذا الحجاج يدخل ضمن السلم الحجاجي،ونقصد به تبرير ما يذهب إليه الخطيب من القول،من حيث
[هو تلازم بين قول الحجة وتبريرها][3]
وكان هنا التبرير المقدم واضحا،كأنه يجيب عن طرح أساس :
أفعل/لماذا؟
أحارب/لماذا؟..
أنتصر في المعركة/ماذا أستفيد؟
أستشهد في المعركة/ماذا يحدث؟
قاعدة الربط الحجاجي:
والمقصود به ما تداوله الخطيب من روابط داخل نصه،لتحقيق الوظيفة الحجاجية..
وهذا الجدول يبين الروابط المختلفة التي استعملها الخطيب:
ze][/font]
العبارة الرابط
أيها الناس النداء
أين المفر؟ الإستفهام
ليس لكم والله إلا الصدق والصبر الحصر...القسم
إن امتدت بكم الشرط
فادفعوا الفاء الرابطة
ليكون ثوابه منكم.. اللام
ولم تنجزوا لكم أمرا النفي
فقد ألقت به مدينته إليكم قد التحقيق للتوكيد
وإن انتهاز الفرصة فيه لممكن إنّ..اللام

قاعدة : الطاعة /الاستطاعة:
ونقصد بها ما يحدثه الخطيب من تجاوب مع جنده، حين يطلب منهم إنجاز أمر بالمقدور تحقيقه، ولا يكلفهم ما يعجزون عنه..والقاعدة في ذلك:
إذا أردت أن تطاع ،فامر بما يستطاع..
والخطيب لا يأمر الجند،ويبتعد هو عن الإنجاز،بل يتقدمهم:
".. واعلموا أني أول مجيب إلى ما دعوتكم إليه.."
فهي دعوة إلى افعلوا، وأنا أول الفاعلين..
وهي تشي بأخلاق القائد المطاع..وتكشف عن قدرته العسكرية،وأخلاق البطولة..أو ما كان يعرف قديما بأخلاق الفرسان..وموضع هذا متعدد في النص:وهذا الجدول يوضح أكثر:
العبارة/الأمر المأمول../صفات القائد
وإن انتهاز الفرصة فيه ممكن........... إمكانية الانتصار على العدو
وإني لم أحذركم أمراً أنا عنه بنجوة.... يتقدم المحاذير
ولا حملتكم على خطة أرخص فيها متاع النفوس يرخص نفسه في الحرب
..إلا وأنا أبدأ بنفسي. يتقدم الصفوف
واعلموا أني أول مجيب إلى ما دعوتكم إليه، يبدأ بنفسه
وأني حامل بنفسي على طاغية القوم لذريق فقاتله يهتم بقتال القائد
فاحملوا معي طلب المساندة
فان هلكت بعده فقد كفيتكم أمره، الغاية :قتله العدو
ولم يعوزكم بطل عاقل تسندون أموركم إليه، تهيئة القائد الذي ينوبه
وإن هلكت...فاخلفوني في عزيمتي هذه، طلب الخلافة في القيادة
واحملوا بأنفسكم عليه، مقاتلة قائد العدو
واكتفوا الهمَّ .... بقتله، فإنهم يخذلون زوال الهم بقتل القائد

[FONT=simplified arabic][SIZE=4] والنتيجة التي وصل إليها بعد هذا التدرج المنطقي:
الانتصار الحتمي بعد القضاء على قائد جيش العدو

الخلاصة:
إن هذه الخطبة،تعتبر من روائع الأدب العربي،على الرغم مما لحقها من النعوت،وما شابها من صروف الأدباء،وما أسالته من حبر المؤرخين،في النسبة حينا،والنفي آخر..
وما لحقها من إضافات لا ينكرها أحد،بل وما أراده بعض المستشرقين من قتل روح الجهاد فيها ،بأن أفرغوها من محتواها الروحي ،وأخضعوا معانيها النبيلة للمادة،والبحث عن الحور الحسان،وما أنجبت الجزيرة من بنات[ اليونان]وأنشأت من القصور،والعقيان..الخ كلها مما يريد هؤلاء دفع المتلقي للخطبة أن الفتح كان لهذا الأمر الدنيوي فقط،ولا بد أن زواله ضروري بعد تحققه..وهذا أمر أبعد ما يكون عن الحقيقة التاريخية، بل والجغرافية:وإلا ما شأن بنات اليونان؟ وما دخلهنَّ هنا ،وهن أبعد ما يكنَّ مكانا عن الأندلس..
وقد ظهرت أخلاق البطولة،والفرسان في القائد الفاتح طارق بن زياد،وهي أخلاق لم تكن لتنكر،أو تخفى على أحد..والخطة المقدمة تبين ذلك بوضوح،وتردّ أمرهم المفضوح:
" جئتم لفتح الجزيرة،وإعلاء كلمة الله،وليست لكم غاية أخرى،وأنا أول مستجيب إلى ما دعوتكم إليه،حامل على العدو،فقاتله،فإن هلكت قبله،فلا تتركوه،وإن هلكت بعده فاخلفوني،وبقتل القائد تفتح الجزيرة.."
هذا ملخص الخطبة،وهذا القصد منها،وما وراء ذلك يبقى ثريا لمداد الدارسين،وعقول الفاتحين في الدراسات الأدبية،ولم لا العسكرية؟؟



إحالات:
1/د.نعمان بوقرة:مدخل إلى التحليل اللساني للخطاب الشعري.ص:110
2/محمد العبد ،النص الحجاجي العربي ،دراسة في وسائل الإقناع. ص:144
/3/ د.نعمان بوقرة:مدخل إلى التحليل اللساني للخطاب الشعري.ص:108[/SIZE][/FONT]
 
أعلى