قصة قصيرة إيزابيل ألليندي - كلمتان.. قصة - ت: صالح علماني

كان اسمها العجيب هو بيليسا كريبوسكولاريو، وهو اسم لم يأت من شهادة العماد أو من سداد بصيرة أمها، وإنما بحثت هي نفسها عنه إلى أن وجدته ولبسته. كانت تمتهن بيع الكلمات ، وتجوب العالم قاصدة المهرجانات والأسواق لتنصب أربعة عصي ومظلة من أكياس، تحتمي تحتها من الشمس والمطر أثناء تلبيتها طلبات زبائنها. لم تكن بحاجة للإعلان عن بضاعتها، فلكثرة ما تنقلت من مكان إلى آخر، صار الجميع يعرفونها، وهناك من كانوا ينتظرون قدومها من سنة إلى أخرى، وحين تظهر فـي القرية وحزمتها تحت إبطها يصطفون أمام محلها بالدور. كانت تبيع بسعر مناسب. فبخمسة سنتافو تقدم أشعاراً مرتجلة، وبسبعة تحسّن من نوعية الأحلام، وبتسعة تكتب رسائل للمحبين، وباثني عشر تعلم شتائم محدثة لأعداد لدودين. ومن يشتري منها بخمسين سنتافو تهمس له فـي أذنه بهدية هي كلمة سرية لها قدرة على إبعاد الكآبة. ولم تكن تقول الكلمة نفسها للجميع بالطبع. فكل واحد يتلقى كلمته التي لا يستخدمها لهذا الغرض أحد سواه فـي الكون الرحب كله أو فـيما وراء الكون.
كانت بيليسا كريبوسكولاريو هي الابنة الخامسة لأسرة كثيرة الأولاد وبائسة لدرجة أنها لم تكن تملك أسماء لأبنائها. ولدت وبدأت تنمو فـي المنطقة الأكثر جفافاً. وحتى بلوغها الثانية عشرة من العمر لم تكن لها مهنة معينة ولم تكن تتمتع بفضيلة أخرى سوى قدرتها على الحياة رغم الجوع الدائم والعطش الدهري. وفـي سنة شديدة الجفاف، كان عليها أن تدفن أربعة من أخوتها، وحين جاء دورها قررت أنه من الأفضل لها أن تهيم على وجهها باتجاه المنطقة الساحلية، لترى إن كانت تستطيع مغافلة الموت فـي الطريق. لم تتمكن من ذلك وحسب، بل إنها اكتشفت كذلك الكلمات فـي ورقة من جريدة طوّح بها الهواء لتعلق بقدميها عند وصولها إلى قرية ملتهبة فـي المناطق القريبة من البحر. تناولت ذلك القماط الأصفر المتيبس وتأملته طويلاً دون أن تدرك فائدته، إلى أن تجاوز فضولها رهبتها، فاقتربت لتسأل رجلاً كان يغسل جواداً بالماء الذي أشبعت منه عطشها قبل قليل.
ـ إنها صفحة الرياضة فـي الجريدة المحلية. قال لها الرجل ذلك دون أن يبدي إمارات الدهشة حيال وجه الصبية، إذ إن الناس المتعلمين كانوا قلة فـي تلك الأنحاء.
حيرت الإجابة بيليسا، ولكنها لم تشأ الظهور بمظهر الوقحة، واكتفت بالاستفهام عن معنى قوائم الذباب المرسومة على الورقة.
ـ إنها كلمات أيتها الصغيرة. يقولون هنا إن فولخينسيو باريّا قد أسقط نييغرو تيزناو بالضربة القاضية فـي الجولة الثالثة.
وكان ذلك هو اليوم الذي عرفت فـيه بيليسا كريبوسكولاريو أن الكلمات مثل العصافـير، تمضي طليقة دون نظام ولا وعي وبإمكان أي كان بقليل من السحر أن يحبسها ليتاجر بها. تأملت فـي وضعها وأدركت أن الأعمال التي يمكن لها أن تقوم بها لتكسب عيشها، بعيداً عن الدعارة أو العبودية فـي مطابخ الأثرياء، كانت قليلة جداً، وبدا لها بيع الكلمات خياراً سعيداً، فبذلت جهدها منذ تلك اللحظة لاقتناصها وتدجينها، وتقديمها إلى زبائن كانوا يستغربون الأمر فـي البدء، ولكنهم يبدون الرضى بعد تجربتها والاعتياد على استخدامها. مارست هذه المهنة دون أن تهتم بمهنة سواها فـي يوم من الأيام. باعت بضاعتها لسنوات دون أن يخطر ببالها أنه يُمكن للكلمات أن تُكتب أيضاً. وحين عرفت ذلك أدركت أن الكتابة تقدم آفاقاً غير محدودة لتجارتها، ولهذا دفعت مئتي بيزو عداً ونقداً إلى خوري ليعلمها القراءة والكتابة، واشترت بالبيزوات العشرة التي بقيت بحوزتها معجماً، قرأته كله، من الألف إلى الياء ثم ألقت به إلى الزبالة، لأنها لم تكن تريد الاحتيال على الناس ببيعهم كلمات معلبة.
فـي صباح يوم من أيام شهر آب، وكانت تحت مظلتها تبيع كلمات فـي العدالة لشيخ يطالب براتبه التقاعدي منذ أحد عشر عاماً، حين داهم الساحة فجأة رجال الكولونيل بقيادة الخلاسي، المعروف فـي كل أرجاء المنطقة بسرعة مديته وبولائه المطلق لقائده. لقد خلّف مروره فراغ إعصار: ابتعدت الدجاجات طائرة، وهرعت الكلاب لتختبئ، وركضت النسوة مع أطفالهن، ولم تبق فـي السوق نفس واحدة حية سوى بيليسا كريبوسكولاريو التي لم تكن قد رأت الخلاسي فـي حياتها قط، ولهذا السبب ذاته استغربت أنه اتجه نحوها وسألها موجهاً إليها سوطه المطوي:
ـ أأنت التي تبيع الكلمات؟
فردت:
ـ فـي خدمتك.
لم تكد تقول ذلك حتى انقض رجال الفرقة عليها مقوضين مظلتها ومهشمين دواة حبرها، وحملوها على الأكتاف مثلما يحمل البحارة كيسهم وألقوا بها على ردف الدابة التي يمتطيها الخلاسي، وانطلقوا على جيادهم صوب الجنوب.
كانت بيليسا كريبوسكولاريو على وشك فقدان الوعي بسبب ارتجاجات الجواد حين أحست أنهم قد توقفوا، وأن أربع أيدٍ قوية أنزلتها إلى الأرض. حاولت الوقوف على قدميها ورفع رأسها بوقار، لكن قواها خانتها وانهارت وهي تطلق أَنَّة، لتغرق بعد ذلك فـي حلم سعيد. واستيقظت بعد عدة ساعات على همس الليل فـي الريف الذي زود أذنيها بأصوات جديدة. حاولت فك رموز هذه الأصوات بالبحث عن كلمات فـي لغات السكان الأصليين التي قد تنفعها فـي مهنتها، ولكنها لم تجد الوقت الكافـي لذلك. فما إن فتحت عينيها حتى وجدت نفسها أمام الخلاسي الذي كان يراقبها بجزع.
ـ أخيراً استيقظت أيتها المرأة. قال لها ذلك وهو يمد إليها زمزميته لتشرب رشفة من خمرة كالبارود أعادت إليها وعيها.
أرادت أن تعرف سبب كل هذه المعاملة القاسية، فرد عليها الخلاسي بأن الكولونيل بحاجة إلى خدماتها. سمح لها بصب الماء على وجهها وقادها فـي الحال إلى أحد أطراف المعسكر، حيث كان أكثر الرجال إثارة للخوف فـي المنطقة كلها يرقد فـي أرجوحة نوم معلقة بين شجرتين. لم تستطع رؤية وجهه. لأن ظلال أوراق الشجر كانت تغطيه، وكذلك ظلال سنوات طويلة من العيش كقاطع طريق، لكنها تخيلت أنه لابد أن يكون رهيباً إذا كان الخلاسي يكلمه بكل ذلك التذلل. ولهذا فوجئت حين سمعت صوته، ناعماً ومرخماً مثل صوت أستاذ.
ـ أأنتِ التي تبيع الكلمات؟
فدمدمت وهي تشرئب فـي العتمة لتراه بصورة أفضل:
ـ تحت أمرك.
حينئذ نهض واقفاً، فأنار المشعل الذي يحمله الخلاسي وجهه، رأت المرأة بشرته القاتمة وعينيه اللامعتين كعيني أسد البوما فأدركت فـي الحال أنها أمام أكثر الرجال وحدة فـي هذا العالم. ثم أكدت كلماته هذه الرؤية: فالكولونيل يريد أن يصير رئيساً. لقد أرهقه ذرع البلاد فـي حروب لاطائل منها وهزائم لا يمكن لأي حيلة أن تحولها إلى انتصارات، فقد أمضى سنوات طويلة وهو ينام فـي الخلاء، يلسعه الناموس، ويتغذى ببيض العظاءات وحساء الحيات، ويعرج بإحدى ساقيه فـي أيام البرد لأن رصاصة فـي إليته كانت تتهيج بالرطوبة. لكن هذه المضايقات الصغرى لم تكن مبرراً لاستبدال نمط الحياة. فما كان يضايقه حقاً هو رؤية الرعب فـي عيون الآخرين. وكان يرغب فـي دخول القرى تحت أقواس النصر، ووسط الرايات والأزهار المقطوفة لتوها. لقد ملّ رؤية الرجال يهربون، والنساء الحوامل يجهضن، والصغار يبكون لدى مروره. ولهذا كان مصراً على أن يصير رئيساً. اقترح عليه الخلاسي الذهاب إلى العاصمة والدخول على صهوات خيولهم إلى القصر للسيطرة على الحكم، تماماً مثلما استولوا من قبل على أشياء كثيرة دون استئذان، لكنه لم يكن راغباً فـي التحول إلى طاغية، لأن ذلك لا يمنحه تعاطف الناس. كان يفكر فـي أن يتم اختياره فـي اقتراع شعبي خلال انتخابات الرئاسة التي ستجري فـي شهر كانون الأول.
وسأل الكولونيل بيليسا كريبوسكولاريو:
ـ لكي أحقق ذلك لابد لي من التحدث كمرشح. أيمكنك أن تبيعيني الكلمات اللازمة لخطاب انتخابي؟
كانت قد كُلفت بأعمال كثيرة، لكن أياً منها لم يكن بمثل هذه الصعوبة. ومع ذلك لم تجد الشجاعة للرفض، لأنها خافت أن يطلق عليها الخلاسي رصاصة مابين عينيها، أو أن يحدث ما هو أسوأ من ذلك، كأن ينفجر الكولونيل فـي البكاء. كما أنها رغبت من جهة أخرى فـي مساعدته لأنها أحست للمرة الأولى فـي حياتها كامرأة بخفقة دفء فـي جلدها، وبرغبة جامحة فـي لمس هذا الرجل، وفـي أن تجوبه بيديها، وأن تضمه بين ذراعيها، وعرفت دون أي ريب أنها قد أحبت.
أمضت بائعة الكلمات طوال تلك الليلة وقسطاً كبيراً من نهار اليوم التالي باحثة فـي فهرسها عن أكثر الكلمات ملاءمة لخطاب رئاسي، يحرسها عن قرب الخلاسي الذي لم يكن يرفع نظره عن ساقيها المتينتين، ساقي المرأة الجوّالة، وعن نهديها العذراوين. استبعدت من ذهنها الكلمات الفظة والجافة، والكلمات شديدة التنميق، والباهتة والمستهلكة من كثرة الاستخدام، والتي تقدم وعوداً باطلة والخاوية من الحقيقة، لتحتفظ فقط بتلك القادرة على ملامسة تفكير الرجال وبداهة النساء بصورة صائبة، مستخدمة المعارف التي اشترتها بمئتي بيزو من الخوري. كتبت الخطبة على صفحة واحدة من الورق وأشارت إلى الخلاسي كي يفك الحبل الذي يربط به كاحليها إلى شجرة. اقتادوها ثانية إلى الكولونيل، وما إن رأته حتى أحست بتسرع الحب الذي أحست به فـي اللقاء الأول. أعطته الورقة وانتظرت بينما هو يحدق مطولاً فـي الكتابة.
ثم سألها أخيراً:
ـ ما الذي تقوله؟
ـ ألا تعرف القراءة؟
فرد الكولونيل:
ـ ما أعرفه هو خوض الحروب.
عندئذ قرأت له الخطبة بصوت عالٍٍ ثلاث مرات، كي يستطيع حفظها فـي ذاكرته. وعندما انتهت رأت رجال الفرقة الذين تجمهروا لسماعها يبكون، ولمحت عيني الكولونيل تشعان بالحماسة. كان واثقاً من أن كرسي الرئاسة قد أصبح ملك يديه بهذه الكلمات.
وقال الخلاسي:
ـ لابد أن هذا الشيء سينفع، طالما أن الرجال مازالوا يبكون بعد أن سمعوه ثلاث مرات.
سألها الكولونيل:
ـ كم الأجر يا امرأة؟
ـ بيزو واحد، يعني مئة سنتافو أيها الكولونيل.
ـ ليس غالياً. قال القائد ذلك وهو يفتح محفظة جلد الغزال التي يعلقها فـي صدره، وفـيها بقايا الغنيمة الأخيرة.
قالت بيليسا كريبوسكولاريو:
ـ ولك الحق كذلك بكلمتين سريتين.
ـ ما الذي يعنيه هذا؟
فراحت توضح له أنها مقابل كل خمسين سنتافو يدفعها الزبون تهدي إليه كلمة لا يستخدمها أحد سواه لمكافحة الكآبة. هز الكولونيل كتفـيه، لأنه لم يكن مهتماً بالعرض، ولكنه لم يشأ أن يكون فظاً مع من قدمت له خدمة جليلة. دنت ببطء من الكرسي ذي المقعد الجلدي حيث كان يجلس وانحنت لتسر له بكلمتيه. حينئذ أحس الرجل برائحة الحيوان البري التي تفوح من المرأة، وبحرارة الحريق التي تشع من إليتيها، والملامسة الرهيبة لشعرها، وأنفاس النعناع التي تهمس فـي أذنه بالكلمتين السريتين اللتين يستحقهما.
وقالت وهي تبتعد عنه:
ـ هاتان هما كلمتاك أيها الكولونيل. يمكنك استخدامهما متى شئت.
رافقها الخلاسي حتى حافة الطريق دون أن يتوقف عن النظر إليها مثل كلب فاقد الصواب، ولكنه حين مدَّ يده ليلمسها، أوقفته بيليسا بسيل من كلمات مبتكرة كانت قادرة على إفزاعه لأنه ظنها كلمات لعنة لا رد لها.
ألقى الكولونيل الخطبة خلال شهور أيلول وتشرين الأول وتشرين الثاني مرات ومرات، بحيث لو لم تكن مصاغة من كلمات متألقة، لكانت كثرة الاستعمال قد حولتها إلى رماد. جاب البلاد فـي جميع الاتجاهات متوقفاً فـي القرى المنسية، هناك حيث بقايا البراز هي الإشارة الوحيدة إلى الحضور البشري، ليُقنع الناخبين بأن يصوتوا له. وبينما هو يخطب على منصة فـي وسط الساحة، كان الخلاسي ورجاله ينظفون الشوارع، ويرممون أبراج الكنائس، ويوزعون سكاكر الينسون على الأطفال وينقشون اسمه بزركشة مذهبة على الجدران. وحين ينتهي خطاب الكولونيل، كان رجال فرقته يطلقون المفرقعات الملونة. وعندما ينسحبون فـي آخر الأمر، يخلّفون وراءهم خطاً من الأمل يبقى عالقاً فـي الهواء لعدة أيام، مثل ذكرى نيزك مذنب. وسرعان ما صار الكولونيل هو المرشح الأكثر شعبية. لقد كان ذلك الرجل الذي برز من الفراغ ظاهرة لم يُعرف لها مثيل. وانتشر صيته فـي أنحاء البلاد محركاً قلب الوطن. الصحافة اهتمت به، وسافر الصحفـيون من أماكن بعيدة لإجراء مقابلات معه، وتكاثر عدد أعدائه.
قال الخلاسي لدى إكمال الأسبوع الثامن من النجاح:
ـ إننا نتقدم جيداً أيها الكولونيل.
لكن المرشح لم يصغ إليه، إذ كان يكرر لنفسه كلمتيه السريتين، كما هي عادته فـي هذه الفترة. كان يذكرهما حين يبدأ بالحزن، ويهمس بهما وهو نائم، ويحملهما معه على جواده، ويفكر فـيهما قبل أن يلقي خطبته الشهيرة، ويفاجئ نفسه وهو يتذوقهما فـي لحظات شروده. وفـي كل مناسبة ترد فـيها هاتان الكلمتان إلى ذهنه كان يعود إلى الإحساس بالرائحة البرية، وحرارة الحريق، والملامسة الرهيبة، وأنفاس النعناع، إلى أن صار يسير مثل منوَّم وأدرك رجاله أن حياته ستنتهي قبل أن يصل إلى كرسي الرؤساء.
ـ أية شياطين أصابتك أيها الكولونيل ـ سأله الخلاسي مرات كثيرة، إلى أن قال له القائد أخيراً إن سبب حالته المعنوية تلك هو الكلمتان اللتان انغرستا فـي بطنه.
فقال الخلاسي:
ـ أخبرني بهما، فقد تفقدان بذلك سلطانهما.
ورد الكولونيل:
ـ لن أخبرك بهما، إنهما لي وحدي.
ولتعبه من رؤية قائده يذوي يوماً بعد آخر، حمل الخلاسي بندقيته على كتفه وخرج بحثاً عن بائعة الكلمات. اقتفى آثارها فـي هذه الجغرافـية كلها إلى أن وجدها تحت المظلة وهي تمارس مهنتها، فوقف أمامها مباعداً مابين ساقيه ومسدداً سلاحه نحوها، وقال آمراً:
ـ ستأتين معي.
لقد كانت تنتظره. فالتقطت دواة الحبر، ونزعت مظلة خيمتها، وألقت الشال على كتفـيها وصعدت بصمت على ردف الجواد. لم يتبادلا ولا إيماءة واحدة خلال الطريق كله. وبعد يومين وصل الخلاسي إلى المعسكر وقاد المرأة أمام الفرقة لتمثل بين يدي المرشح.
ـ أعدْ إليها كلمتيها أيها الكولونيل لكي تعيد إليك الرجولة ـ قال وهو يسدد سلاحه إلى عنق الأسيرة.
تبادل الكولونيل وبيليسا كريبوسكولاريو النظرات طويلاً، وتفحص كل منهما الآخر عن بعد، وحينئذ أدرك الرجال أن الوقت قد فات للتخلص من هاتيك الكلمتين اللعينتين، لأنهم استطاعوا جميعهم أن يروا عيني أسد البوما الضاريتين وهما تتحولان إلى عينين وديعتين حين تقدمت نحوه دون أن تبتسم وأمسكت بيده.
 
أعلى