هل يستفزك الأدب الإيروسي؟

يواجه الادب الايروسي عدة تساؤلات ما بين القبول والنفور. القبول بصفته جنسا أدبيا ذا قيم جمالية وفنية عالية كتب فيه الادباء منذ العصور الغابرة نصوصا خالدة، وأوردت الكتب السماوية نماذج من احسن القصص ذات الايحاء الجنسي، وكتب فيه مختلف الائمة والفقهاء العديد من المصنفات الموسوعية، مما لا يدع مجالا للشك بان الايروسية فن ادبي نبيل لا يخلو من اصالة وفنية بعيدا من الحذلقة والانزلاق نحو الميوعة والمباشرة التي تنحو نحو البورنوغرافية الفجة والعري المقزز والوصف الفضائحي المباشر للعملية الجنسية ، فيما يبدي البعض عن امتعاضهم منه بصفته ادبا ساقطا يطول جوهر الدين والأخلاقيات الاسلامية والمجتمع. بينما تشهد الحياة العامة عدة تجليات لهذه المظاهر في الدعارة التي تعد المورد المعيشي الاساسي لجمهور عريض من النساء والسياحة الجنسية وتشغيل القاصرات وهلم جرا دون ان تثير قساوة الحياة هذه الشريحة المستضعفة حفيظة احد من حراس الفضيلة ..
 
عزيزي نقوس..
سنظل نعيش هذه التساؤلات طويلا، و سنحملها معنا بقلقنا الدائم و سنفيق ذات يوم لنكتشف أن السؤال ظل نفسه بينما العالم كله تغير..
أقول هذا، لأني اندهشت أو فلنقل صدمت، حين اكتشفت وجود مواقع عربية خالصة متخصصة في البورنغرافيا، تتبارى فيها نساء عربيات و مغربيات لعرض مؤخراتهن.. و سيلفي مؤخراتهن.. و كان هذا في الحقيقة، أحد الدوافع التي جعلتني أفكر في فتح موقع يتناول الموضوع الجنسي بطريقة حضارية معرفية و إبداعية واعية.
بينما نظل نحن نحمل قلق أسئلتنا الوجودية..، ينساق الآخرون مباشرة لفنون البرنغرافيا أو يحترفون التطرف الديني. و المشكلة أن حامل السؤال سيظل وحده موضوع هجوم الأغبياء. لأن الأسئلة تزعج على خلاف المؤخرات..
كنت نائما في الحقيقة.. و أفقت للحظة فلفتني السؤال، و ها أنا أخاطر بضياع نومي من أجل الإجابة، أو محاولة الإجابة..;)
 
أعلى