قصة ايروتيكية خليل خيي ـ همسة

ينسلُ إلى العمارةِ ويصعدُ الدرجَ في تخفٍ.. يدفعُ البابَ برفقٍ ويدخل.. ثم تغلق البابَ من ورائه.. تلتفتُ إليه.. يتأمل فيها وتتأمل فيه.. يرسما حدوداً حول عالمهما السري الخفي.. يفتحا صدرهما ليسمعَ كلُّ قلبٍ نبضاتِ القلبِ الآخر.. تحيط ظهره بذراعيها.. يضعُ جيدها بين كفيه.. وتلتقي الشفتان ويختلط الريقُ.. قبلة ..
- توحشتك
..ثم قبلة.. فقبلة.. وتنسدُّ العيونُ.. ويبحثا في غيبوبتهما عن عالمٍ تائهٍ في اللاوجود.. يقبلها. ويقبلها. ..
- كنموت عليك..
تقبلهُ ويقبلها بشراهةٍ لعلهما يعثرا في هذا الظلامِ الدامــسِ على ذلك الــلاشيء الذي يبحثان عنه.. يقبلها وتقبله ويتيها في الفراغِ اللامنتهي.. تفتحُ أزرارَ قميصِهِ بلهفةٍ.. يحتكُ الجسدان.. يعانقها وتعانقه..فمه في فمها وأيديهما تنتزعان ما يسترهما من كلِّ الأثوابِ في هذا الظلامِ ..في تلك الغرفةِ.. في تلك الشقةِ.. والباب المسدود.. وفي تخشعٍ رباني يلتقي جسداهما العاريان من كلِّ ملموسٍ.. يشدّها من كفيها ويخطو بها إلى الوراءِ ببطءٍ هادئ.. ليستلقيا على السريرِ ويدخلان في نارِ اللهفةِ والشوقِ.. يتأملُ في وجهها فتصطدم عيناه بعينيها ويسافرا على متنِ نظراتٍ لها معنى واحدٌ ..يقبلها في فمها.. في عينيها.. في جبهتها.. تبادله القبلات.. في فمه.. في صدره.. يسبحُ بأصابعه فوق نهديها دون أن يزعج نبضات قلبها المسترسلة في هدوءٍ.. يلحسُ رأسيهما.. يهتز صدرُها عند كلِّ انسدادِ شفتيه فتتوسل إليه أن يزيدها ريقاً من شهده.. فيزيدها.. وتنحلُ بكاملها لتقدم له جسدها قرباناً لروحه.. يقبلها في نهديها.. تحت نهديها.. في بطنها.. ينزل.. ثم ينزل.. ترتعش... آه... آآآآه ... تقبضه من ذراعه وتضمه بقوةٍ إلى صدره.. تقبله.. وتقبله.. لساناهما في خشوع يشربا ريقاً له طعمُ العنبِ الأسودِ.. طعمُ الشرابِ الإلهي المُقَدَّس.. كلما ارتويا إلا وازداد عطشاً ولهفةً.. يقبلها في عنقها فتهيج.. تقبله في صدره.. في الملتقى.. ثم تنزل.. وتنزل بلسانها في خط عمودي.. قبلةً.. ثم قبلةً.. وهي تنزل.. فقبلة.. تقترب.. فتقبض على روحه... آه.. آآه... واااه... أماه.. في عقدةٍ " أودبية ".. يدخل في متاهةٍ ليخرجَ من متاهةٍ أخرى... آآآآه... آه...
يأخذا نفساً طويلاً.. وتعانقه.. يصعدُ فوقها وكأنه يصعد إلى السماءِ.. يحلق في سحابِ لا وجودَ لها..عيناه في عينيها.. صدرهُ فوق نهديها.. تتأمل فيه.. وتغيب.. يغمضا عينيهما في قداسةٍ روحانيةٍ.. يقبلها.. يدخل فيها.. تتوسل إليه... ثم يدخل فيها.. ..آه..آآآه.. يخرج منها فتلتصق به.. ويغيب في ملكوت روحها ..
يقبلها بين نهديها.. في ثغرها.. يقلبها .. تعطيه ظهرها يتلمسه بلطفٍ.. يمرر يديه على بساطه.. يرفعُ رأسهُ إلى السقفِ يخترقه.. حصانٌ في أوجِ قوتهِ..وفرسٌ تتأوهُ... تئنُ.. أنثى وذكرٌ.. صدرٌ فوق ظهرٍ.. خرقا قانونَ الوجهِ للوجهِ.. ودخلا في غابةٍ ليجنيا الثمارَ في جنةِ آدمَ.. يدخل ويخرج منها.. وتحتج.. آآه...آه...آه..آآآه....
يحيدُ جانباً.. لتصعدَ فوق جسده.. ترفعُ رأسها إلى الـ" فوق" وتتدلى روحها إلى الخلف.. تغمضُ عينيها.. لتصلي.. لتصل إلى سدرة اللامنتهى.. لتصل إلى قمةِ اللذةِ والمتعةِ.. تجلس فوق الثابتِ.. تتحرك كالرحى.. تتكئ بيديها على صدره.. تقبض بقوةٍ على جلدهِ الدافئ.. تدخل فيه لتخرجَ.. تهوي على جسده وتقبلهُ.. تذهب لتعودَ.. تحسّ بجسده في أحشائها.. تحويه.. كله.. فلتأتِ الموتَ ..
- اه.. أأه... خــدي.. زيـدك.. اللـه... وااااو.... كنهبل على دين امـك أبنت القـــحبة.. آه... انت ملاكـي...
- كنمووووت عليك..كنحماق على دين مـك أولد القحبة..آآه...آآه .. يوسف ..
- روح يوسف ..
كنــعبدك.. انــت إلـهي.. ربـي لكنعبــد.. ولا إلـها سواك..آآآه..آآآآه ..آآآأأ.....ه..آآآآآآآه..آآآآآآآه.. ثم...آ.....ه..
يااااااااارب ..
وتهوي فوق صدره.. تبقى ممتطية جسده... يلهثان.. ثم يأخذان نفساً.. تقبله.. ويقبلها. تخبره بروعةِ المتعةِ.. تنحازُ إلى يسارِهِ.. ويناما....
على غفلةٍ من نومهما يرنُّ الهاتفُ.. يفزعا ..تقفز من السريرِ.. في الجهةِ الأخرى من الخطِ .
-.....البقية في حياتك رجلك مات...!
وأغلقت الهاتف.. اهتز مذعوراً.. التفتت إليه.. كلّه يرتعش.. وهو يرتدي ملابسه.. نظر إليها في استغرابٍ وذهولٍ ..
ماتخافش... بشويه عليك..لعطى الله عطاه.. مات...كنموووت عليك ..

المصدر: ألف
 
أعلى