من أشعار الحب الصيني - ت: محمد الخالدي

1
لن أكف عن التغني بالحريم في قصائدي
وبالصويحبات المتحذلقات وهن يصعدن
للمرة الأولى برج اليشب الأبيض
لكن هاهو الإلهام يضرم النار فيّ
لقد اصطبغت أحاسيسي و أنا أكتب بالمجون
آه لو أن المرايا تستطيع أن تتحدّث
ترى بأية قوة كانت ستدعم صوري التي تتراكم
غير أن أريج الزهور لا يحمل معه دائما
مباهج جبلِ الفاتنات
لنشْرب إذن قدحا من الخمر
وإذا ما استمر حزننا فإن كوزا كبيرا
سوف يقضي على كل أحزاننا
وإذا كنت أتنهد بدون انقطاع، متمنيا نشوة عميقة
فلا تنتقدوا كلماتي فلست جنياّ
ولا الإله “فو” ، ولا حتى أميرا إقطاعيا

تشويوليانغ- كونغ
أواسط القرن 17

***

2
أتذكر اللحظة التي انفتحت فيها عيناك
للمرّة الأولى في غرفتي المزدانة بالزهور
كانت جواهرك المتدلية و أساورك المرتجفة
ترافق حركاتك برنينها الصافي
ثم أخذتك بين ذراعيّ
إلى خواني أيتها الرائعة
يا زر زهرة ورديًا وتحت ضياء القمر
أهاجتك يداي الخبيرتان وأنا أضمك إليّ كتنين
وما لبث نحيبك أن توقف
لكن روحك الشبيهة بروح طائر
كانت لمّا تزلْ موجعة من التحامنا الجديد
ثم عاد الحلم وشوش ظلّ فراشة مرتعشة
قلعتك بإعلانه الربيع…
في أية حياة كنا سابقا مجدافي مركب؟
وهل تعاهدنا على أن نلتقي ثانية
عند صخرة الحيوات الثلاث
إذا كان ذلك كذلك فلنجدّد مواثيقنا
القديمة أمام بٌسُطِ الإله “فو” الأنيق

إياوشي-شنغ
نهاية القرن 17

***

3

في الخامسة عشرة نزعم أننا نفيض حبّا
فنستنسخ دون توقف قصائد عن جميلات القصر
أو عن جنيات شرفات اليشب
ونردّد أناشيد “أوانغ لانغ” القديمة عن أوراق شجر الدرّاق
ونبحث، عبثا، عن قوافٍ جديدة
للاحتفاء بأغصان الصفصاف
ونتطلّع و نحن ممدّدون على حصائر القصب
إلى أنهار من الأفراح المعطرة
أو نجمع، و نحن نمسك بإبريق الشاي في راحتينا
كلمات رقيقةً كرقة خيوط الحرير.
وعندما تحين الساعة يتباهى تواضع الشباب
بأنه فحل ثمين.
لكم أنت بعيدة يا نضارة الربيع
وا أسفي فلن أعرفك أبدا.

روانغ جن
بداية القرن 18

***

4

في الرّيف يضيئه غروب الخريف المعطر،
كانت امرأة شابة تتنزه ضاحكة،
تٌمسك بأطراف أصابعها إحدى السلال
كانت يداها المشيقتان ملفوفتين بشبق نافذ
كما كانت ضفيرة الأزهار ووجهها ذو الألوان الندية
مضيئْين هما أيضا.
كانت رطوبة الندى تبلل فساتينها و تثقلها
فتتدلّى حتى الأرض، و قد هزّها النسيم بكلّ لطف.
تقدّمت الحسناء مرفرفةً بين طرائد الحديقة.
وفيما كانت تقطف الأزهار و تجمعها
قطفت في الوقت نفسه حبّي

أوتشاو-تسيان
أواسط القرن 17

***

5

بلغت إبنة “تشرانغ-كان” الرابعة عشرة
وفيما كانت تتنزه ذات ربيع
اجتازت، عند مرورها، معبد”نان-تشراو”
فانحلّ شعرها المعقود أثناء سجودها طويلاً
أمام تمثال الإله “فو”
فسقط من رأسها دبوس ذهبيّ
يزيّنه طائر القرلي
ثم دخل المعبد أحد المتنزهين و كان شابّا
وبدون قصد منه وقعت عيناه على الجوهرة
ذات الألوان الزرقاء الغامقة فالتقطها.
-هل يردّها؟- إنه يجهل صاحبتها.
استنشق أريجها مرارًا و ظلّ في مكانه مرتبكا

تشانغ سيبي
بداية القرن 18

***

6

عندما التقيتك قبل أيام
يا سيدة قصر شجر القرفة
ثرثرنا و ضحكنا كثيرًا إلى أن احمرّ خدّاك
حتى أن أشخاصا كانوا قبالتنا ينظرون إلينا
قد أشاحوا بوجوههم عنّا
وهم لا يدرون أين يختبئون،
متظاهرين بتأمل الرسوم التي
تغطي الجدران الداخلية

فان تسنغ-سيانغ
القرن 20

.
.
صورة مفقودة
 
أعلى