بول إيلوار - أيتها المجنونة، الهاربة، نهداكِ يسبقانكِ - ت: جمانة حداد

كي تستبقيها قبلةً واحدةً
كي تحوْطها الَّلذة
مثل صيفٍ أبيض أزرق وأبيض
كي تكون لها قاعدة من الذهب الصافي
كي يتحرك صدرها ناعماً
تحت الحر الذي يشد الجسد
نحو لمسةٍ لامتناهيةٍ
كي تكون مثل سهل
عارية ومرئية من كل صوب
كي تكون مثل مطرٍ
عجائبيٍ بلا غيم
مثل مطر بين نارين
مثل دمعة بين ضحكتين
كي تكون ثلجاً مباركاً
تحت الجناح الدافىء لعصفور
حين تسيلُ الِّدماء سريعةً
في شرايين الريح الجديدة
كي يعمّق جفناها المفتوحان
الضوء
عطرا ًكاملاً على صورتها
كي يتفاهم ثغرها والصمت
كي تضع يداها راحتهما
على كل رأس يستيقظـ
كي تتواصل خطوط يديها
في أيدٍ أخرى
مسافاتٍ لعبور الوقتِ
سوف أصعّد هذياني.

* * *

لستُ وحيداً
محمّلةً
ثماراً خفيفة على شفتيها
مزيّنةً
بألف زهرة مختلفة
مجيدةً
بين ذراعي الشمس
سعيدةً
بعصفور مألوف
مفتونةً
بقطرة مطر
أجمل
من سماء الصبح
وفيّةً
أتحدث عن حديقةٍ
أحلم
لكني أحبُّ بحق.

* * *

من دونكِ
تفسد شمس الحقول
تنام شمس الغابات
تختفي السماء الحيّة
ويُثقل المساء على كل الأنحاء.
ليس للعصافيرإلَّادرب واحدة
كلها جمود
بين بضعة أغصانٍ عارية
حيث عند نهاية الليل
سيجيء ليلُ النهاية
ليل الليالي الوحشي
البرد يصير برداً في الأرضِ
في الكرمة الباطنية
ليل بلا أرق
بلا ذكرى النهار
عدوّ رائعٌ
مستعدٌ لكل شيءٍ ومستعد للجميع
الموت لا واحداً ولا مزدوجاً
عند نهاية هذا الليل
لأنه لم يعد ثمة فسحة للأملِ
لأني لم أعد معرضاً لشيء.

* * *

شعركِ الذي من برتقالٍ في فراغ العالم
في فراغ زجاج النوافذ المثقلة بالصمت والظل
حيث تبحث يداي العاريتان عن كل انعكاساتكِ.
شكلُ قلبكِ خرافيٌّ
وحبّكِ يشبه شهوتي الضائعة
يا تنهداتٍ من عنبر، وأحلام ونظرات.
لكنك ما كنت دائماً معي. ذاكرتي لا تزال معتمة من مشهد قدومك ورحيلك. الزمن، كالحب
يلجأ إلى كلمات.

* * *

من منا اخترع الآخر؟

* * *

أين أنتِ؟ أتراكِ تديرين شمسَ النِّسيان في قلبي؟

* * *

امنحي ذاتكِ، ولتنفتح يداكِ كعينين.

* * *

كانت تحبني لتنساني، كانت تعيش لتموت.

* * *

أيتها المجنونة، الهاربة، نهداكِ يسبقانكِ.

.
 
أعلى